المطاعم تنتقل للطائرات!!

لا تزال المعركة من أجل لقمة هنيئة في الطائرات تنال الكثير من الاهتمام في الصحف وعند شركات الطيران. فالكثير من شركات الطيران لا تجد وسيلة لتخفيض التكاليف سوى العمل على تقليص ضيافتها للراكب، بدعوى أن هذا الأمر يمكن قبوله من الركاب مقابل عدم زيادة قيمة التذاكر. إلا أن الراكب لا ينظر إلى موضوع الطعام في الطائرة كتفضل وكرم من شركات الطيران، فهو يراه حقا له تحاول الشركات أن تمنعه منه، أو تقدم له أطعمة خفيفة لا تقبلها نفسه. الركاب يطالبون: تقول شركات الطيران إنها تتلقى مزيدا من الرسائل من الركاب يبدون سخطهم الشديد من خدمات الأكل في الرحلات المتوسطة، وجميع الركاب يهددون بمقاطعة الشركات التي لا تقدم وجبتهم المعروفة والمنتظرة في الرحلات ما فوق الساعة من الزمن. وقد استجابت شركات الطيران لهذا النداء المتواتر من الركاب، الذين ساءهم توقف خدمات تقديم الطعام على الكثير من الرحلات لما دون الثلاث ساعات، وخاصة بعد أحداث شهر سبتمبر التي كانت ضربة موجعة لشركات الطيران بالذات. استجابة محدودة: الاستجابة لصرخات وطلبات الركاب لم تنل الاهتمام الكامل، فلم تقدم الوجبة الشهية، فقد اقتصر الأمر، على رحلات ما فوق الساعة والنصف، على تقديم سندوتش بارد، ووجبة ساخنة تتكون من شريحة صغيرة من اللحم أو الدجاج أو قطعة سجق فقط مع ملحقاتها من الخبز والخضار الخفيفة. وهذا الكرم لم يعجب الركاب على الرغم من أن شركات الطيران تعتبره إسرافا منها، فشركات الطيران المحلي تقدر أن تكلفة الوجبة الساخنة تصل تكلفتها إلى 8 دولارات، والوجبة الباردة تبلغ 4 دولارات، وهذا بذاته عبء تتحمله شركات الطيران على الرغم من خسائرها الكبيرة وذلك استجابة لطلب المسافرين. الأكل أصبح مشكلة: إن تعارض المصالح بين الركاب وشركات الطيران في تأمين الطعام للمسافرين أصبح مشكلة ملحة عند الكثير من شركات الطيران، بعض الركاب يحتاج إلى طعام بشكل منتظم في التوقيت لمرض أو لعلاج، وقد يضطر إلى إحضار أكله معه، مما يسبب إزعاجا للآخرين الذين ليس لديهم ما يأكلونه، إضافة إلى أن بعض الأطعمة ذات رائحة قد لا تكون مرغوبة من الجميع، مما يزيد في الشكوى والعبء على شركات الطيران أن تبحث عن مخرج لهذا الإشكال. الحل عند المطاعم: سعت شركات الطيران لتحويل هذه الخدمة المكلفة إلى طرف آخر، يبحث عن الربح وعليه في الوقت نفسه إرضاء الراكب وشركة الطيران في الوقت نفسه، لذا فقد استعانت بالمطاعم المتوفرة في المطارات على تقديم وجبة متكاملة للركاب وتباع لمن يرغب منهم، وعلى أن تكون من الأطعمة المألوفة والمقبولة رائحة وطعما من قبل الغالبية من الناس. ووجدت المطاعم المتواجدة في المطارات فرصة كبيرة في تقديم وجبة متكاملة لمن يرغب في الأكل في الطائرة، وبدأت هذه المطاعم تتفنن في تجهيز وجبات منوعة ولكل فئة من الناس، ولمختلف الأعمار، وكذلك لأصحاب الاحتياجات الخاصة من الأكل، فهناك أكل قليل الدسم، وهناك وجبة لمرضى السكري، وهناك وجبة إفطار، ووجبة عشاء ساخن ( أو شبة ساخن). المستقبل لهذا الحل: يرى البعض أن هذا الحل سينال القبول، ولكن بعد زمن، لأنه يقدم الحل للجميع، للركاب الذين يبحثون عن وجبة شهية، ولا تستطيع شركات الطيران تأمينها لهم مجانا، وسيكون هو العرف الدارج في خدمات الأكل في الطائرات، وستقوم الخدمات على حساب الراكب، وقد تتوسع هذه الخدمة للراكب، ويقدم قائمة للطعام لمن يرغب في تناول وجبة ساخنة وشهية، وله أن يطلب ما يشاء من الأطعمة طالما أنه مستعد لدفع ثمنها. وهذا الاتجاه لاقى استحسانا من عدة شركات طيران، وهو في مراحله التجريبية الأولى، وقد قامت عدة شركات طيران بتقديم أنواع من الأكل تقدمه المضيفة بعربتها، وتعرضها للركاب ليختار كل منهم ما يريد ولكن على حسابه وليس على ضيافة الشركة الناقلة. ويعتقد البعض أن الوضع سيتغير كثيرا عند شركات الطيران، فقد تجد أن إطعام الركاب سيدر بعضا من الأرباح للشركات، وسينتقل هذا البند من بند المصاريف إلى بند أرباح من خدمات أخرى، بدلا من وجوده الآن على قائمة المصاريف التي لا جدوى منها. ويرى البعض أن هذا سيجعل من الرحلات الجوية متعة أخرى، حيث إن الخدمات ستمتد إلى أن يكون هناك خدمة طعام فندقية مميزة على الطائرات طالما أن الراكب سيدفع الفاتورة، فالأكل في السفر هو جزء من متعة السفر، وجزء من تسلية وإلهاء المسافر وشغل تفكيره عن وضعه المعلق بين السماء والأرض، مما يقلق الكثيرين من الركاب ويصابون بنوبات من الوساوس والمخاوف التي تستولي على فكر الإنسان في الأماكن العالية... ???