شباب اليوم.. وسلاح العفة!!

الغريزة الجنسية إحدى الطاقات الفطرية التي أبدعها الخالق عز وجل في النفس البشرية لحكم كثيرة، ليس هنا مجال الحديث عنها، ولكن يهمنا أن نتحدث عن الطرق المثلى لتهذيب هذه الطاقة وتصييرها في الهدف الذي خلقت له، وفي الحقيقة تتأتى أهمية تهذيب هذا الجانب في الوقت الراهن نظرا للمعوقات وأسباب الانحراف الخلقي التي تعصف بجيل الشباب غير الواعي والمدرك للمخاطر والنتائج المستقبلية للأضرار الناتجة عن الانحراف الخلقي، ومن ذلك وسائل الإعلام كالتلفاز ودور السينما وأفلام الفيديو، والترويج للفن والفنانين، وتتكامل هذه المسببات وغيرها مع الاختلاط والتبرج والسفور الذي يظهر في كثير من المجتمعات، إضافة إلى انتشار معوقات الزواج التي تتمثل في المغالاة في المهور واشتراط الشروط المكلفة التي لا يستطيع الشاب تحملها. من هذا المنطلق نجد أن جيل الشباب الحالي يسير على حافة واد سحيق يحتاج فيه الشاب أولا أن يتأمل في من سبقه، وأن يستعرض نماذج من تعرضوا لمحاولات الإغراء في العهود الماضية من الصالحين، ممن حاول الشيطان إغراقهم في هذا الوحل فنجاهم الله منه، ومن ذلك قصة يوسف عليه السلام، وقصة أحد الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، وقصة الربيع بن خثيم، وكيف كان للتعفف والاستعفاف عاقبة حميدة في حياة كل هؤلاء، لذا كان من العقل التمسك بنفس المبادئ والتزام المسالك التي سلكها هؤلاء، وعند عرضها نجد أنها تتمثل في التربية الروحية كالذكر والقرآن وأداء العبادات على اختلافها، وثانيا التسمك بالمثل العليا كالصبر والحياء وعلو الهمة والترفع عن الدنايا، وثالثا التربية من الصغر، وهذا مبدأ يجب أن يتمسك به المربون. جانب آخر يحسن الحديث عنه، وهي العواقب والمضار المهدد بها من لم يلتزم بمبدأ العفة والتعفف وهي: تدنيس الإيمان وإفساد البيوت وهدم الأسر وأذية عباد الله والاطلاع على عوراتهم، تعريض الأمة لسخط الله وعقوبته، يورث الزنا ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وقتلا للغيرة وفسادا للمروءة ، ينزع الله هيبة صاحبه من صدور أهله، ويورث احتقارهم وعدم ثقتهم، وهو سبب لضياع الأنساب وانتشار الأمراض وتباغض المسلمين، وسبب لغضب الله ودخول النار، وهو سلسلة من المعاصي يجر بعضها بعضا. ومن أهم السبل الوقائية التي يجدر بالشاب جعلها نصب عينيه حتى لا يقع في المصيدة عدة أمور هي: اتخاذ الإسلام منهاج حياة، الزواج، المجاهدة و تقوية الإرادة، غض البصر، قطع الخواطر الرديئة، تجنب المثيرات الجنسية، الصحبة الصالحة، ملء الفراغ بما ينفع، تمسك المرأة بالحجاب، قيام الأسرة بدورها التربوي.