اجعل ليلة أغسطس ليلة سمر خارج المدينة!!

?? ألعاب نارية طبيعية مجانا للجميع!! في كل عام ابتداء من أول شهر أغسطس حتى منتصف الشهر تتكرر حدوث ظاهرة طبيعية في السماء، وهى وجود زخات متوالية من الشهب تلمع في السماء، وتتألق هذه الظاهرة في ليلة اليوم الثاني عشر والثالث عشر من هذا الشهر، حيث تبلغ الظاهرة أعلى نسبة من الشهب في الساعة الواحدة، وتكون غالبا ما بين 60- 80 شهابا في كل ساعة، وهذه الظاهرة تسمي عند علماء الفضاء بشهب (برسيد)، ويليها أيضا موسم آخر في منتصف شهر نوفمبر من كل عام وهو موسم شهب (ليونيد). معلومات أولية: هذه الظاهرة التي تتكرر كل عام سببها هو مرور الأرض في دورانها حول الشمس على منطقة معفرة بتراب وبقايا ذيل مذنب (سويفت تاتيل) والذي يدور في سماء المجموعة الشمسية، ويعود إلى نقطة المدار حول الشمس كل 134 عاما، وكان آخر مرور لهذا المذنب هو عام 1992م. وعندما تمر الأرض ببقية آثار المذنب يحدث هذا الوميض الليلي الجميل، بسبب احتكاك حبيبات المذنب وهي غالبا ما تكون حبيبات كحبيبات الرمل، وإن كبرت فإنها لا تتجاوز حبة الفول أو الحمص، والتي تكون منطلقة بسرعة 224000 كم في الساعة، وتدخل في الغلاف الجوي للأرض، فتشتعل من قوة الاحتكاك. أي أن الأرض تتقابل مع هذه العاصفة الرملية أو الثلجية في الفضاء أثناء دورانها حول الشمس في هذا الشهر، وهذا ما يجعلها معروفة مقدما، ويمكن التنبؤ بها، فدوران الأرض معروف ومعلوم، ومكان مرور المذنب ومعرفة بقايا ذيله أيضا معلوم ومعروف الموقع، فعند اللقاء يتم الاحتكاك الذي ينتج عنه هذه الظاهرة الكونية. فرجة للجميع: وفي هذا العام 2002م ستكون الفرجة ممكنة بسبب أن حدوث هذه الزخات تكون في أول الشهر القمري، (فالشهر القمري يبدأ يوم عشرة أغسطس 2002م ويظهر الهلال في أول الليل، ثم يختفي في الليالي الثلاثة التالية في ساعة مبكرة جدا من الليل) أي أن الليالي ستكون بدون قمر لامع وقوي يفسد مشاهدتها لمن يرغب. وينصح عادة بالخروج من وسط المدينة لأن الأنوار والأضواء الكثيرة تعيق الرؤية المطلوبة. ويفضل أن تكون الرؤية قبيل الفجر، فهي أفضل وأكثر إثارة، حيث إن اللمعان يكون أكثر وأقوى. ومشاهدة هذه الشهب لا ينفع معها مناظير مقربة لأنها سريعة جدا لا يستطيع الإنسان متابعتها بأي منظار، ولكنها كثيرة ولامعة لا يصعب مشاهدتها في شمال الكرة الأرضية، وليس أمام المشاهد سوى المتابعة بالعين المجردة، فهو سيتنقل برأسه يمينا وشمالا ملاحقا ذلك الشهاب الأبيض أو متابعا تلك النار الحمراء التي تمتد على مسافة ثانية زمنية في السماء الحالكة الظلام. مناظر محفزة!! تهتهم الدوائر العلمية في الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية بهذا الموسم الطبيعي والكوني، وتعقد لهذه الظاهر مهرجانات ليلية، ولأنها تقع في الصيف حيث يكون الجو في الليل مقبولا وممتعا مقارنة بليالي الشتاء المتجمدة، فتقام السهرات الليلية وتجتمع الأسر بجميع أفرادها وخاصة الصغار منهم لمشاهدة هذه الظاهرة، مع حفل عشاء في الخلاء، وفي أماكن خاصة تعدها النوادي العلمية والفلكية، لتشجيع الجميع على دراسة الفضاء والكون والتفكير فيه وشرح ظواهره الطبيعية، ومعرفة بعض أسرار الكون والتعرف على الكواكب والنجوم والشهب والمجرات، لأن هذه الظاهرة تمتد لعدة ليال وليس لليلة واحدة، لذا فإن أفراد الأسرة سيجدون الليلة المناسبة لهم لقضاء ليلة معا في الظلام ولكن في جو علمي مثير. لذا فإن النوادي الفلكية تستغل هذه الظاهرة لنشر المعرفة وتعلن عن إمكانية قضاء ليلة للفرجة مجانا بعيدا عن الأضواء، ولكن قريبا من المدن مع تقديم التسهيلات للزوار وللصغار أيضا. وتحدد مواقع و أماكن عديدة في كل مدينة وقرية للاجتماع وقضاء ليلة مع الشهب.