بعض الفنادق الشهيرة تفقد نجمة!!

تعتبر الفنادق من المؤسسات التي تتسابق دائما على إضافة الجديد إلى خدماتها، أو إلى مبانيها، ونجد أن هندسة مباني الفنادق هي من أجمل المعالم في المدن، لذا فإنها تعتبر المركز الحضاري، والمركز الذي تنطلق منه البدايات التحديثية في الكثير من الجديد. وتعمل الفنادق على الاستفادة من التقنيات الحديثة، وخاصة في مجال الترفيه، رغبة في جلب المزيد من الزوار لها. وفي السنوات العشر الماضية حدث تسارع غير مسبوق في تحديث وسائل الترفيه والاتصالات، وأصبح من الصعب ملاحقة التطورات التقنية الأخيرة، وخاصة في مجال الكمبيوتر والإنترنت والاتصالات، وقد تعرض الكثير من الفنادق الشهيرة لانتقادات بعدم توفير الكثير من خدمات الاتصالات السريعة عن طريق الإنترنت، والاستفادة منها على الرغم من ضرورتها عند البعض من عملائها. عوائق وصعوبات: تشتكي إدارة الفنادق من أن هذه التقنية تتطور سريعا، وملاحقتها وتأمين الجديد منها للنزلاء يسبب لها مشاكل عديدة: 1-إن بعضا من الفنادق وهي من الدرجة الأولى، وخاصة تلك المبنية منذ عشرات السنين، تحتاج إلى عمليات ترميم كبيرة لإدخال هذه التقنيات الجديدة، حيث يحتاج الأمر إلى تجديد تمديد الأسلاك التي لم تجهز لمثل هذه الشبكات. 2-إن تأمينها وإدخالها في الفنادق وفي الغرف يتطلب تكلفة عالية، مما يجعل الفندق يرفع في سعر تكلفة الإقامة اليومية. 3-عدم وجود معايير معينة تحدد المطلوب، فالاختيارات عديدة، والبدائل متنوعة، لذا فإن اختيار أحدها قد يكون مغامرة خاسرة نتيجة تطورات جديدة في البدائل الأخرى مما يجعلها المفضلة. فمثلا هل يقدم كمبيوتر وتلفزيون في جهاز واحد أم لا بد من وجود كلا الجهازين. ووجودهما في جهاز واحد له ميزات عديدة، إذ يمكن نقل ومشاهدة الأفلام المتوفرة على الإنترنت، ولا يمكن مشاهدتها على جهاز التلفزيون العادي. وهذه الميزة تتطلب فتح الاتصال بشبكات الإنترنت لكل غرفة على مدى 24 ساعة، وهذه تكلفة أخرى كبيرة. 4-إن الكثير من عملائهم لا يحتاجون هذه الخدمات المتطورة، ويكفيهم القليل منها. لذا فإن عملية تطوير الفندق ورفع سعر التكلفة اليومية هو ضرر للكثير من العملاء الذين لا يحتاجون لمثل هذه الخدمات المكلفة. تميز في دبي: في قائمة للفنادق التي تقدم أحدث الصرعات الحديثة في التقنية، نجد فنادق عديدة موجودة في دولة الإمارات العربية، وخاصة في مدينة دبي، إذ توجد بها العديد من الفنادق الحديثة والتي كان من ضمن تجهيزها وجود شبكة الاتصالات الحديثة، ويوجد فرصة أيضا لتحسين الخدمات في هذه الفنادق إلى الأفضل بحكم الترتيبات المسبقة والتي تتوفر في هذه المدينة العصرية. ففيها مجموعة من الفنادق تقدم الكمبيوتر مع وصله بالشبكة العالمية للإنترنت بخطوط موسعة، ولكل غرفة في الفندق، ويمكن للضيف أن يتمتع بسماع الأخبار والموسيقى من محطة إذاعة مدينته الأصلية التي يعيش فيها من فنادق في مدينة دبي أو أبو ظبي. كما يمكن أيضا استقبال البث المصور للمؤتمرات أو للمحادثات بين رجال الأعمال بين مدنهم المختلفة من داخل غرف فنادق في مدينة دبي. البعض لا يبحث عنها: بعض من فنادق الدرجة الأولى، ترى أن تقديم خدمات جديدة إلى ضيوفها سيكلفها الكثير، وقد لا تعود عليها بالفائدة المرجوة، وقد تتنازل عن نجمة من نجومها لخمسة، مقابل المحافظة على أسعار مناسبة، لأن المشكلة التي تواجهها الفنادق عموما هي كثرة المصاريف، وغلاء الإقامة مما يبعد السياح والزوار عنها، لذا فإن زيادة الأسعار ستكون ذات تأثير سلبي مهما كانت الخدمة مميزة. ويرون أن فنادقهم قد تكون المفضلة عند من لا يحتاجون أو لا يرغبون في استخدامات التقنية الحديثة، ويعتقدون أنهم اكثر فئات السائحين والزائرين الذين يسعون إلى الابتعاد عن ضغوط العمل وعن صرعات الحضارة الحديثة. وهذه الفنادق ترى أن فكرة الاستفادة من التقنيات الحديثة هي فكرة قد لا تلاقي الإقبال الشديد عليها لأن هذه الخدمات هي خدمات ترفيهية داخل الغرف، مما يعني أن النزيل لا يستفيد منها طالما هو خارج غرفته، والبقاء في الغرف ليس هو مطلب الساكن أو المسافر، ومشاهدة فيلم على شاشة الإنترنت قد لا يكون مغريا للسائح ولا هدفا من أهداف جولته السياحية، ولا دافعا له للبحث عن فندق يقدم هذه الخدمة. المنافسة أقوى: على الرغم من أن بعض الفنادق يسعى لعدم ركوب موجة التقنيات الحديثة، فإن أغلب الفنادق المميزة تسعى جاهدة لتواكب متطلبات العصر ورجال الأعمال، فهي تبحث عن هذه الفئات وتعلم أن سكانها لا تخيفهم فواتير الفندق بقدر ما يخيفهم حرمانهم مما يطلبونه ولا يجدونه عند هذه الفنادق التي يكنون لها الاحترام والتبجيل. فهذه الفنادق يهمها أن يضاف إليها نجمة سادسة على التقنيات الحديثة التي تقدمها إلى زبائنها القادرين على الدفع. ويرى المشرفون على النشاط الفندقي أن هذه الخدمات ستنتشر، ومن لا يقدمها سيفقد نجمة من نجومه الخمسة، وهو ما لا ترضاه أكثر الفنادق.