لا تجعل الصغير عذرا يمنعك من السفر!!

من أكثر ما يمنع العوائل من السياحة هو وجود الصغار معهم، والمقصود بالصغار هنا هم الأطفال دون سن الخامسة من العمر، حيث إن العناية بهم وتلبية طلباتهم، والمحافظة على صحتهم قد تفسد متعة السفر، فالرحلات تحتاج إلى تحمل وإلى صبر قد لا يتوفر عند صغير السن. ورحلات الإجازات هي رحلات تقوم بها الأسر للتمتع ببعض الوقت معا في مناطق جديدة، لذا فإن الأسرة التي لديها طفل لا يتجاوز الخامسة قد تمتنع عن السفر، وهذا يحرم العائلة من السفر، ويتضرر من ذلك من كان لديهم أطفال تجاوزوا السن الحرجة في السفر، وهي السن التي يكون فيها الطفل قادرا على تحمل أعباء السفر، ويستطيع أن يتمتع أيضا، وأن يتعلم ويتعرف على أحوال البلدان التي يزورها. وكان هناك شكوى سابقة بأن الصغار يسببون إزعاجا للسياحة والسياح، وكانت المشكلة تكمن في التعامل معهم، فهم يحتاجون إلى رعاية لا تتوفر أثناء السفر. لذا فقد يفضل الوالدان الانتظار حتى يكبر الصغار ليقوموا برحلاتهم، وكان هذا مالا ترضى عنه المؤسسات السياحية، لذا فقد اتجهت بعض الأنشطة السياحية إلى دراسة هذه المشكلة والعمل على حلها بما يساعد العوائل أيا كان عدد أطفالهم وأيا كانت أعمارهم على السفر والسياحة والتمتع بالإجازات خارج بيوتهم ومدنهم. الحل عند الفنادق: تطورت خدمات الفنادق المميزة، وهي ذات النجوم الخمسة، بتقديم خدماتها الكبيرة والمميزة لتشمل الصغار الذين هم عادة عبء على الوالدين، وقد يكونون السبب في عدم السفر، لذا فقد ظهرت في السنوات العشر الأخيرة فنادق بها أجنحة وخدمات خاصة للأطفال الصغار الذين قد لا يجدون المتعة فيما يتمتع به الوالدان أو الاخوة الكبار، فالكبار يفضلون التسوق والسباحة في البرك العميقة، أو الشواطئ المشمسة، والعشاء المتأخر في المطاعم وحضور حفلات الفنادق التي لا تتناسب مع وجود الصغير المرهق، والذي يبحث عن النوم والراحة، وقد يسبب الإزعاج للحاضرين أيضا. لذا فإن مجموعة من الفنادق الشهيرة بدأت ترفع هذا العبء عن الوالدين بتقديم خدمات مميزة بما يطمئن الوالدين لترك هؤلاء الصغار في حضانة وأشراف موظفي الفندق. خدمات بلا حدود! الخدمات التي تقدمها الفنادق عديدة، وهي عادة ما تكون مجانا، وذلك لتشجيع الوالدين على السكن والإقامة في هذه الفنادق. والخدمات التالية نوع مما تقدمه هذه الفنادق: 1-تأمين مربيات ذوات خبرة ومعرفة في التعامل مع الصغار، وتأمين طبيب مشرف مع هذه المجموعة. 2-قاعة ألعاب للصغار تحتوي على ألعاب يلعب بها الصغير مع مجموعة من الأصدقاء في مثل سنة، وهذه الألعاب جماعية أو منفردة، وبعضها للتسلية أو لتنمية الهوايات من حيث الرسم والعزف الموسيقي أو أن تكون فرصة ليقضي الصغير وقتا ممتعا أمام أفلام الكرتون أو أفلام الأطفال المميزة. 3-مسابح خاصة للصغار لا يتجاوز عمقها نصف المتر ليعلب الصغير فيها بدون خوف عليه وبإشراف المربيات، كما أن هناك فرصة ليتعلم الصغير رياضة السباحة لوجود مدربات قادرات على التعامل مع هذا الصديق الصغير. 4-المشاركة في برامج منوعة كبرامج الغناء أو العاب المسابقات، مما يجعل الصغير يتمتع بيومه، ولا يحس بغياب والديه، ويشعر الوالدان أن أطفالهم بيد أمينة. 5-يذهب الصغار مع زملاء لهم في جولات في الفندق مع إحدى المربيات ليتعرفوا على أسرار الإقامة في هذا الفندق، ويزورون المطعم الذي يقدم لهم عادة وجبة خاصة بهم وتحت أشراف طاقم المطبخ. 6-يمكن للصغير أن ينام، فيوجد أماكن وسرر صغيرة لهم ليناموا متى ما شعروا برغبة في النوم، وبدون أن يعودوا إلى غرف ذويهم في الفندق. وعادة يتم ترتيب كل هذه البرامج والخدمات مع الوالدين قبل الالتحاق في هذه البرامج والتي تستمر عادة مدة إقامة الوالدين في الفندق، وقد يطلب الوالدان بعض الخدمات الخاصة لأبنائهم حسب الظروف وصحة الصغير. نجاح عربي: نشرت جريدة الصن داي تايمز اللندنية في شهر مايو2002 قائمة تضم عشرة فنادق تعتبر الأفضل بخدماتها واستعداها لاستقبال الصغار دون سن السادسة، وتكريمهم بمستوى خدمات تليق بهم كضيوف على فندق مميز. وكان في تلك القائمة خمسة فنادق عربية تعتبر من الأفضل في العالم، منها ثلاثة في دولة الإمارات العربية واثنان في جمهورية مصر العربية. أي أن نصف هذه الفنادق المميزة هي فنادق عربية، و النصف الآخر يتوزع على قارات ودول العالم الأخرى. وهذا التوجه لدى الفنادق لم يكن ليتم لولا وجود الأسرة العربية المترابطة، والتي شجعت على وجود مثل هذه المنتجعات المميزة للصغار. ???