من فنون الخيالة: الركوب الجانبي على السرج

ظهر هذا الفن على الساحة بفضل الفارسات من العائلة المالكة، وعرف هذا الركوب قبل حوالي 600 عام في بلاط الدول الأوروبية، ويرجع الفضل في انتشاره في بريطانيا إلى الملكة آن ملكة بوهيميا زوجة ريتشارد الثاني، وحتى نهاية القرن الرابع عشر كانت النساء البريطانيات يركبن الخيل بالطريقة التقليدية، واستمررن في ذلك إلى القرن السادس عشر وما بعده، ومؤخرا بدأ النساء يخرجن للصيد وهن على ظهور الجياد في ركوب جانبي على السرج. وطريقة الجلوس بهذا الأسلوب :هي بأن تمسك الفارسة بيدها قرنا بارزا على السرج يسمى (القربوس). ويرجع الفضل في تحسن شكل هذا الركوب لملكة أخرى هي (كاثرين دي ميديس) عام 1580 وكانت هذه الملكة تركب على سرج مثبت عليه قرن آخر وضع على الجانب أسفل القرن الأول، وبقيت العادة على هذا الحال لحوالي 200 عام إلى أوائل القرن السابع عشر حين استحدث طوق للتوازن وهو يثبت نهاية خلفية السرج، ثم يجيء به إلى الأسفل ليلتقي بخط الخاصرة، وقد انتشر الجلوس الجانبي على السرج في ميادين الصيد خلال العشرينات من هذا القرن عندما استبدل الزي القديم ذي الذيل المتدلي والتنورة الطويلة بالسروال والتنورة الخاصة بهذا النوع من الركوب، وفي أوساط عدة يعتقد البعض بأن الركوب العادي (منفرج الساقين) لا يناسب المرأة، وبعد الحرب العالمية الثانية كاد الركوب الجانبي أن ينقرض بسب نقص عدد السائسين والتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا النوع من الركوب، وقد ظهر الركوب الجانبي على السرج من جديد بعد تكوين جمعية الركوب الجانبي على السرج للسيدات في بريطانيا، والتي وصل عدد أعضائها إلى 2000 عضوة الآن، وعادت -نتيجة لذلك- صناعة السروج الخاصة بهذا النوع من الركوب إلى حيز الوجود، وصارت فنا مرغوبا إذ أن تصميم هذه السروج وتثبيتها على ظهر الجواد يحتاج إلى خبرة ومهارة.