الوعد الحق

لم الحزن.. والدمع الذي يتحدر؟! وقلبك من فرط الأسى يتفطر لم اليأس والبؤس المقيم. ألا ترى بأن وعود الله لاتتغير وليس لما قد قدر الله دافع فلست أبالي بالعدا مايدبر إليه زمام الخلق والأمر حكمة وأمسي ويومي والقضاء المقدر رأيت فؤاد المؤمن الحي ثابتا يجلله عزم من الصبر أصبر فلابد من يوم اعتلاء وصحوة وأصنامهم من دوسها تتكسر ولابد من يوم ترى كل باطل زهوقا.. ذليل الرأس، والحق يظهر كأني أرى موج السرايا ملبدا وأسمع كل الكون الله أكبر أرى السيف لاينبو ولا الرمح ينثني وخيل التقى تعدو ولاتتعثر وصبح الأماني فيلق إثر فيلق وليل الأعادي ثورة تتفجر وتشرق من وجه الوجود شريعتي فكل جميل في محياه يزهر ترى الطير في كل النواحي مسبحا وصم الحصى فينا سجودا تكبر رفعنا لواء الحق والعدل فانبرت ملائكة الرحمن فينا تؤزر فيا فرحة الجنات فيمن تقدموا وياحسرة الدنيا على من تأخروا أيا راية الإسلام نورك قد علا وتلك جنود الحق تنهى وتأمر إذا مادعت فالكل يفدي بروحه ولاعاش من يغلي الحياة ويؤثر ستمضي عصور الذل والهم والونى ستمضي كما مرت صروف وأدهر لنا في ضواحي الصرب حصن ومسجد وفي ساحة الإسبان غرس ومنبر وفي الهند آثار، وفي الروس إخوة وتجري لنا في باحة الصين أنهر لنا مازوى الداجي لتحيا خلافة تصوم لرب العالمين وتفطر ثقوا يا بني الإسلام بالله واصبروا وسيروا على نهج النبي وأبشروا إذا احلولكت ظلماء ليل وعسعست فإن ضياء الفجر أزهى وأنضر هي الأمة الموعودة النصر لاتمت لو الروح في حلقومها تتغرغر تجلت على هام الليالي عزيزة على صخرها تدهى الدواهي فتدبر ستهوي لأعداها صروح منيعة ويعلو لها في مقلة الدهر منبر ركائبها التقوى، وأسهمها الدعا ودستورها القرآن، والصبر مئزر وناصرها الله الذي عز شأنه هو الخالق العدل القوي المدبر فكن جندها أو ضدها يامفكرا وكل له عقبى، وأنت المخير ولاتحزنن للحق، فالحق ظاهر ولكن ترى هل كنت للحق تنصر؟!