تمدد على منصة الاسترخاء قبل الإقلاع!!

?? انتشر في السنة الحالية عدد من مراكز الاسترخاء العضلي والنفسي، عن طريق المساج اليدوي، في بعض مطارات الولايات المتحدة الأمريكية والأوروبية وبعض مطارات شرق آسيا، وهذه الظاهرة بدأت في الانتشار سريعا، بعد أحداث سبتمبر 2001م بسبب الإبطاء في إتمام إجراءات السفر في المطارات.. ظاهرة قديمة: كانت توجد مراكز استرخاء في ثلاث مطارات في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه المراكز هي عبارة عن غرفة مريحة، وفيها مجموعة من الكراسي التي يمكن للشخص أن يتمدد عليها، وكانت من الأماكن المفضلة لبعض المسافرين الذين لديهم وقت طويل، وبصورة خاصة المسافرون الذين يبقون في المطار انتظارا لرحلة قادمة تأخذهم إلى مدينة أخرى. وكانت هذه المراكز توجد في بناية المطار ذاته، مع المعارض والمطاعم المنتشرة في كل المطارات. وكان الإقبال على هذه المراكز محدودا، ولم يكن هناك تشجيع لأصحابها في التوسع والانتشار أكثر في مطارات أكثر. فكانت هذه المراكز الثلاثة في مطار نيويورك ومطار سياتل تاكوما في ولاية واشنطن والذي افتتحت فيه هذا المركز عام 1994، ومطار ناشفيل في ولاية تنسي الأمريكية في عام 1997م . ظاهرة جديدة: ولكن بعد أحداث سبتمبر 2001، وبداية التشديد في الدخول للمطارات، وفحص الحقائب والفحص الشخصي للمسافر، أوجب على الجميع القدوم إلى المطار بوقت أطول من السابق لأن إجراءات السفر أصبحت تستغرق وقتا أطول. هذه الإجراءات الطويلة والمرهقة أحيانا، تؤدي إلى توتر أعصاب الكثير من الركاب، الذين لا يعلمون ماذا يفعلون خلال الساعة التي يقضونها داخل منطقة الخط الأحمر، مما جعل أصحاب هذه المراكز يطلبون من إدارة المطارات أن يسمحوا لهم بفتح مراكز داخلية، أي بعد بوابة الأمن وعند نقطة المغادرة، حيث إن الترتيبات الجديدة لنظام الأمن تركت وقتا طويلا عند الركاب غير مستغل، ولم تكن تصاميم المطارات مجهزة لمثل هذه الحالات التي يجتمع فيها الركاب واحدا بعد الآخر بدون وجود مطاعم أو معارض تجارية يقضون فيها بعض الوقت، ومن هنا سمحت بعض إدارات المطارات لمراكز الاسترخاء بأن تفتح لها أماكن فيما بعد الخط الأحمر. نجاح كبير: ونجحت هذه المراكز البسيطة والتي لا تتطلب سوى وجود سرير، وعادة ما يكون سريرا من جلد يسترخي عليه المسافر بدون أن يخلع ملابسه ( باستثناء المعطف) ويجد أصابع سحرية تدلك رقبته وظهره ومفاصله تدليكا يجد معه الاسترخاء العصبي والجسدي، وخاصة أنه غالبا ما يكون مشدود الأعصاب مما تم له من إجراءات، ومما ينتظره من قلق أو خوف في السفر. وانتشرت هذه الأسرة السوداء والبيضاء على جوانب قاعات الانتظار، وأصبح الركاب ينتظرون دورهم في هذه الرحلة المريحة للأعصاب والتي تستغرق عادة بين عشر دقائق وربع ساعة يدفع فيها الراكب مبلغا يتراوح بين 25-30 دولارا. وتقول الإحصائيات والسجلات إن هناك 29? زيادة في الإقبال على هذه المراكز خلال الأشهر القليلة الماضية منذ بداية العام عن العام السابق جميعه. نصيحة النشرات الطبية: وزاد الإقبال عليها من جراء الحملة الإعلامية التي تقوم بها شركات الطيران ومؤسسات التوجيه والإرشاد الصحي بضرورة الحركة والرياضة قبل السفر، وعدم البقاء في مقعد الطائرة لمدة أطول من ساعتين بدون تحريك الساقين أو الوقوف، وتذكر جميع النشرات أن المشي أو تمديد الساقين مفيد جدا قبل السفر. بل إن بعض هذه النشرات تطلب من المسافر أجراء تدليك وتفريك للساقين ولما خلف الركبة لكي تتحرك الدماء بسرعة واندفاع في هذه المناطق التي تكون عرضة للركود أثناء السفر والجلوس الطويل. لذا فإن عمليات التدليك المركز الهادف وجد الإقبال من الكثيرين من الركاب ممن ينتظرون رحلة طويلة في الساعات القادمة. وكان الحل الذي تقدمه مراكز الاسترخاء هو العلاج المناسب والمفيد والعجيب. العدد في تزايد: بعد أن كانت هذه المراكز توجد في مطارات قليلة، انتشرت سريعا، بسبب الإقبال الشديد عليها، فقد استحسن الركاب هذه الفكرة، فأصبح هدف الراكب هو أن يدخل الطائرة وهو هادئ الأعصاب مستعد لرحلة مهما تطول، فهو في مزاج حسن، روحا وجسدا. وافتتح خلال هذه العام ما يقرب من نحو 30 مركزا، في أكثر من عشر مطارات، فبعض هذه المراكز يوجد منها ثلاثة أو أربعة في المطار الواحد حسب عدد البوابات أو أجنحة المطار المتعددة. كما أن الفنادق المحيطة بالمطارات أصبحت تقدم هذه الخدمة بتوسع، على الرغم من أن زوار هذه الفنادق هم ممن عليهم الانتظار لرحلات طويلة، ويرغبون في قضاء الوقت بعيدا عن سجن الخط الأحمر. ???