خيول مقعد التونسية كادت أن تنقرض

تهدد الانقراض خيول مقعد الصغيرة التي تعيش في جبال منطقة مقعد بجبال خمير (شمال غرب تونس) ولا يحول دون زوالها إلا بعض المربين المتيمين الذين بدأ عزمهم يفل وأخذت مواردهم تقل. ويعود أصل خيول مقعد التي كان عددها كبيرا بين قبائل الرعاة الذين يعيشون متحصنين في الجبال، إلى الجواد البربري الذي تكثر تربيته في المناطق الوعرة من جبال خمير. ومع مرور الأيام طارت شهرة هذا الحصان الصغير الحجم ذي القوائم القوية الثابتة بسبب مهارته في تسلق الجبال وقوة بنيته وذكائه وشجاعته. كادت أن تنقرض وكادت هذه الفصيلة من الخيول أن تنقرض إثر الحرب العالمية الثانية وأدت عمليات تصدير وتهجين وذبح خيول مقعد إلى تضاؤل عددها إذ لم يعد عديد الأصيل منها يزيد عن 200 حصان على كامل الأراضي التونسية، وتمثل هذه الفصيلة الأصلية الفريدة بحسب الدراسات الحديثة للمدرسة العليا للطب البيطري بسيدي ثابت (شمال العاصمة) إرثا جينيا نادرا، وفي مدينة بئر مشارقة على بعد 40 كلم من العاصمة التونسية ووسط فسحة تحيط بها التلال يجهد مربو الخيول في إعادة إحياء خيول مقعد، وكذلك حمايتها والعناية بها صحيا وتغذيتها. مواصفاته ويوصف هذا الحصان الصغير بأنه مناسب للاستعمال التقليدي في الزراعة، ونافع جدا في الجبال وكذلك في رياضة الفروسية والترفيه البيئي، وينصح المدربون بخيول مقعد النشطة والوديعة لتدريب راكبي الخيول المستجدين وللعب الأطفال، وذلك بسبب صغر حجمها وقلة ارتفاعها عن الأرض، وما تتيحه من تماسك جيد على صهوتها، كما أنه يعتبر جيدا لجر العربات الصغيرة ولرياضة البولو. وتعود أولى عمليات توصيف هذا الحصان إلى سنة 1903 في عهد الحماية الفرنسية في تونس. فحصان مقعد يجب ألا يزيد ارتفاعه عن متر و30 سم، ويمتلك عنقا قويا ومثبتا بشكل جيد وذيلا وقوائم متوازنة، ويغلب عليه اللونان الرمادي والأشقر.