التذكرة والحجز لا يكفيان لتأمين مقعد على بعض الرحلات!

يعتقد البعض أن امتلاكه لتذكرة سفر وحجز مؤكد على أحد الخطوط يمنحه كامل الحق في تنفيذ الاتفاق المبرم على نقله، ولكن القانون يحمي شركات الطيران من كثير من الحقوق المزعومة للراكب حسب ظن الركاب. لا داعي للتذمر!! يستشيط بعض الركاب غضبا، ويبدأ في التحدث بلهجة حادة مع العاملين في شركات النقل، في حالات التأخير أو التعطيل أو عدم وجود مقعد لراكب يحمل تذكرة لحجز مؤكد، ولكن هناك قواعد تنظم هذه الحالات، ويجب أن يعرفها جميع الركاب لكيلا ينصرف غضبهم نحو من لا لوم عليه. شركات الطيران تعطي حجوزات عديدة وأكثر من المقاعد لكل رحلة لأن الإحصائيات والخبرة تقول، إن هناك ما يعادل 20? من الحجوزات المؤكدة لا يحضر فاعلوها، لذا فإن هذه المقاعد تعتبر خسائر على شركات الطيران إذا لم يكن عليها راكب، فتعمل شركات الطيران على المبدأ الإحصائي العام وهو حساب الاحتمالات، وفي بعض الأحيان لا تصيب هذه الاحتمالات وتجد الشركة أن عدد الركاب أكبر من عدد المقاعد، فالقانون يسمح لها بعدة خيارات تقدمها لصاحب الحجز: 1-تبحث عن الركاب الذين لا يمانعون من تأجيل سفرهم لتعطي مقاعدهم لمن يكون السفر أكثر أهمية لهم، وتقدم شركات الطيران عادة مكافأة سخية لمن يتنازل عن مقعده لمن هو أشد حاجة إليه، بتقديم مكافأة مالية أو تذكرة سفر مجانية، وهذا مما يشجع على السفر على طائرات هذه الشركات الكريمة. 2- تقدم له حجزا مؤكدا على أقرب رحلة لنفس المدينة على الرحلة التالية، خاصة إذا كانت في نفس اليوم. 3-تبحث له عن رحلة لنفس المدينة على طائرات شركة أخرى، وتتحمل هي أي فروقات في الأسعار، أو الدرجة. 4-إذا لم ينفع أي من هذه البدائل فإن شركة الطيران غير مسؤولة عن أية أضرار تلحق بالراكب الذي لم يسعده الحظ ليحصل على مقعده، فشركة الطيران تقدم الحجة القديمة والمتداولة وهي أن المسافر الحريص يجب أن يكون الأول في الحضور وليس الآخر، لذا فإن اللوم هنا يقع على الراكب. بل إن بعض الشركات تعلن عن موعد أقفال الرحلات قبل نصف ساعة من موعد الإقلاع. لذا فكل من تأخر عن هذا الموعد لن يجد مقعده محجوزا. التأخير والإلغاء قد تضطر شركات الطيران إلى تأخير بعض رحلاتها أو إلغائها، وهناك نوعان من الظروف التي قد يحدث فيها مثل هذا الاضطراب في النظام. النوع الأول وهو وجود مانع طبيعي مثل أمطار أو أعاصير لا تسمح بسلامة الطيران، أو أن يكون هناك إضراب عمالي داخلي أو في منطقة الوصول، مما يمنع السفر. وكل هذه الأعذار لا توجب على شركات الطيران أي التزامات أو تعويضات، ويتحمل الراكب جميع العناء وتكاليف الانتظار. أما إذا كان التأخير بسبب إداري كأن يكون الركاب أقل مما يمكن أن تقبله شركات الطيران لتقوم بالرحلة، أو بسبب إهمال من الشركة الناقلة فإن حقوق الراكب محدودة أيضا بما يلي: 1- تقديم حجز مؤكد على الرحلات القادمة التي يعد طيرانها مؤكدا للركاب المتأخرين أو الذين ألغيت رحلتهم. 2-البحث للراكب عن مقعد مناسب على طائرات إحدى الشركات الأخرى، وتتحمل الفروقات إن وجدت. 3-إذا لم يكن البديل مناسبا للراكب فان له الحق في التعويض عن تذكرته، حتى ولو كانت من التذاكر غير المرتجعة القيمة. 4-جرت العادة على تقديم ضيافة خفيفة على حساب شركة الطيران في حالة التأخير، وذلك بأن تقدم مأكولات أو مشروبات خفيفة للركاب. تسمح بعض الخطوط ببضع دقائق لا تتجاوز الخمس دقائق بمكالمات خارج المدينة لكل من تأخرت رحلته أو ألغيت، ذلك لضرورة الإعلان عن التأخير للأطراف الأخرى كالأسرة أو جهة العمل. وتلتزم شركات الطيران في تأمين مكان للنوم في أحد الفنادق القريبة من المطار بشروط معينة منها: 1-أن تكون الطائرة وصلت إلى المدينة بدون جدول معلوم، كأن تضطر إلى تحويل وجهة السفر الأصلية بسبب أحداث أو أعاصير جوية في المدينة المقرر الوصول إليها. 2-كما تشترط شركات الطيران لتقديم هذه الخدمة بأن يكون الوقت هو وقت النوم الطبيعي، وأن يكون هناك وقت كاف للنوم، لذا فتقدم الخدمة لمن تغيرت اتجاهات رحلاتهم بين الساعة العاشرة مساء إلى السادسة صباحا، وما عداها فإن عليهم البقاء في المطار، حتى حين موعد الرحلة، ولو كان يستغرق ساعات النهار جميعها. 3-كما تشترط أيضا أن يكون المطار الذي تم النزول فيه بعيدا جدا عن المدينة أو المطار الواجب النزول فيه، حيث إن بعض المدن يكون لديها أكثر من مطار، فقد ينزل الطيار في المطار الآخر للمدينة نفسها، فهؤلاء الركاب لا يتمتعون بحق السكن والنوم على حساب الشركة الناقلة حتى ولو لم يتم إنزالهم في المطار المعني.