الاخطبوط الهندوسي..هل يعي المسلمون خطره؟

الهند.. بلاد الأنهار المقدسة، منبع الأساطير والخرافات، ومسقط رأس الحكماء والفلاسفة.. فقيرة إلى حد العدم فيما يعيش به أبناؤها أو يقتاتون، وغنية إلى حد الترف فيما تتمتع به من تعددية ثقافية ودينية وعرقية وتراث حضاري ومصادر للثروة!!
بلد المتناقضات الصارخة، حققت الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة وبنت قاعدة متينة للصناعات الثقيلة خولتها لأن تصبح عضوا في النادي النووي، واحتلت المرتبة الثانية في إنتاج برامج الحاسوب على مستوى العالم؛ إلا أنها من أفقر دول العالم، وتعاني من الأمية المستفحلة والفساد السياسي والبيروقراطية التي قلما يوجد لها نظير في العالم! سكانها مليار من البشر، يتكلمون &# 1633;&# 1640; لغة وأكثر من &# 1638;&# 1632;&# 1632; لهجة، مليار بولاءات دينية متعددة، يشكل الهندوس غالبيتهم بنسبة &# 1640;&# 1632;&# 1642; ويشكل الباقي خليط من الديانات والمعتقدات الأخرى.
بهذا الزخم العقائدي في تلك البقعة التي استأسد الهندوس في أركانها انفجر بركان التطهير العرقي، والتصفية الدينية، وتحقيق حلم مملكة هندوستان.. وكان الضحية في نهاية المطاف كل من دان بالشهادتين ورضي بالإسلام دينا.
ثلاثة تحديات رئيسة افترضتها الهندوسية منذ زمن أنها في مواجهة معها: الشيوعية، النمط الاستهلاكي الغربي، الإسلام. أما الشيوعية فقد سقطت، وأما النمط الغربي الاستهلاكي فقد تبنته بالكامل النخبة الهندية، وبالتالي لم يبق من أعدائها إلا الإسلام.
مائة وعشرون مليون هندي مسلم يشكلون مانسبته &# 1633;&# 1637;&# 1642; من مجموع سكان الهند، وهذا العدد يساوي ضعف سكان مصر. ومجموع سكان بريطانيا وفرنسا مجتمعين، يحتار المرء في توصيفهم، هل عدد بمثل هذه الضخامة يمكن وصفه بالأقلية؟!.
وسواء نعت بالأقلية أم لم ينعت فإن الحقيقة المستقرة أن مسلمي الهند عانوا ومازالوا يعانون من اضطهاد الهندوس الذين تأصلت في نفوسهم مشاعر الكراهية للمسلمين نتيجة لعقيدة العنصرية الهندوسية ومرارات الفتح الإسلامي والنمو السكاني الملحوظ للمسلمين الذي أقلق الهندوس؛ فكان التنكيل والفصل العرقي هو شعار الهندوس ضد المسلمين.
تتشدق الهند بادعائها العمل بالنظام العلماني، فكل مواطنيها سواء، لافرق بين مسلم وهندوسي وسيخي، وقد نجحت في حمل عدد من الأمم الأخرى على الاعتقاد بأن الأقليات تعيش حياة سعيدة وآمنة.
لكن الواقع بعيد كل البعد عن هذا الادعاء، والحقائق تثبت خلاف ذلك؛ فالمسلمون في الهند يعيشون حياة عار ومهانة، ولايسمح لهم برفع أي احتجاج، ويتعرضون دوما إلى حملات تعريض وتشويه في أمور دينهم، فالافتراءات على الإسلام تملأ المناهج المدرسية، والمساجد تدنس، ومشاعر الكراهية الدينية تبث وتغذى ضد المسلمين عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة. ودونكم الأمثلة والحقائق الدافعة:
تطهير عرقي
سياسة هندوسية قديمة، ابتدأتها منذ عام &# 1633;&# 1639;&# 1632;&# 1641;م ومازالت مستمرة إلى وقتنا الحاضر..
سياسة غض الطرف عنها أساطين حقوق الإنسان والمنظمات الدولية بتقديم الحجج الواهية المعتادة من نوع: تلك شؤون داخلية!!
سياسة يخرج المتأمل فيها بقواسم مشتركة وأوجه متعددة بينها وبين الحالة البلقانية والفلسطينية والشيشانية.
يكفي أن يعلم القارئ أن حصيلة القمع الهندوسي بين عامي &# 1633;&# 1641;&# 1637;&# 1636;- &# 1633;&# 1641;&# 1638;&# 1636;م كانت: &# 1633;&# 1633;&# 1636;&# 1634; حادث مواجهة ضد المسلمين راح ضحيته &# 1634;&# 1632;&# 1635;&# 1641; قتيلا وأكثر من &# 1634;&# 1637;&# 1634;&# 1639; جريحا.
- وبين عامي &# 1633;&# 1641;&# 1638;&# 1637;- &# 1633;&# 1641;&# 1640;&# 1636;م: وقع &# 1635;&# 1633;&# 1632; حوادث حصيلتها &# 1633;&# 1638;&# 1632; قتيلا مسلما وأكثر من &# 1633;&# 1641;&# 1640;&# 1637; جريحا.
- وبين عامي &# 1633;&# 1641;&# 1640;&# 1637; - &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1633;م: وقع &# 1638;&# 1634;&# 1632; حادثا، حصيلتها &# 1633;&# 1638;&# 1638;&# 1632; قتيلا مسلما و &# 1638;&# 1641;&# 1637;&# 1632; جريحا.
- ومنذ عام &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1633; حتى &# 1634;&# 1632;&# 1632;&# 1633;م : وقع &# 1639;&# 1635;&# 1632; حادثا، حصيلتها &# 1635;&# 1635;&# 1640;&# 1632; قتيلا وأكثر من عشرة آلاف جريح.
وكلنا يتذكر الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن حرق وقتل المئات من المسلمين وتدمير ممتلكاتهم وتهجيرهم عن أراضيهم تحت مرأى ومسمع العالم بأسره.
هذه الأرقام والإحصائيات نقلتها وسائل الإعلام العالمية عن الحكومة الهندية التي باركت عمليات التطهير والإبادة، وماخفي كان أعظم، حيث تشير إحصائية نشرتها صحيفة أخبار العالم الإسلامي أن مجموع من قتل من المسلمين خلال تلك الحوادث على مدى &# 1635;&# 1639; سنة يقارب المليون مسلم، وخلال تلك الفترة اغتصبت ودمرت ممتلكات وثروات إسلامية تقدر بأكثر من &# 1636; بلايين روبية.
ولا تخفي تصريحات زعماء الهندوس حقدهم الدفين على كل من يمت إلى الإسلام بصلة، يقول سافاركار وهو زعيم ثوري هندوسي في عام &# 1633;&# 1641;&# 1633;&# 1639;م: ليس هناك مستقبل للمسلمين في الهند، وعليهم أن يختاروا إما الطرد وإما الحرق!!
أما د. جوهول تشاندر نارنج فيقول صراحة: إنني لاأخجل من القول بأننا مهما منعنا المسلمين فإنهم لن يتوقفوا عن الدعوة للإسلام وحث الهندوس على اعتناقه.. إذن فإن واجبنا هو أن نقتلهم قبل أن يقضوا علينا.
ويضيف لاسلام لدينا مع الذين يريدون أن يساندوا وحدة الثقافة الهندوسية مع حضارة رمال الجزيرة العربية واسم محمد. إن الوقت الذي سوف يختفي فيه الإسلام إلى الأبد من فوق تراب الهند المقدس. ليس بعيدا!!
وتقول وج راج سندهيا وهي إحدى أعضاء حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم: إن المسلمين لايفقهون أن آباءهم وسلفهم كانوا هندوسيين، وأن اعتناقهم للإسلام جاء بقوة السيف، وبناء على هذا فعلى المسلمين أن يمتنعوا عن نشاطاتهم الدينية، وإن لم يفعلوا فليعلموا أن الهندوس قادرون على مواجهتهم ووضعهم في الظروف الصعبة التي تحد من تحركاتهم.
إبـــادة
كلكتا، روركيلا، جامشيدوبور، ناجبور، جيل يور، حيدر آباد، أجرا، فيروز آباد، عليكرة، أحمد آباد، الله آباد، جالجاؤون، بهيواندي.. مناطق ذات غالبية مسلمة شهدت جميعها مذابح تنوعت طرقها بين حرق الأحياء، أو الطعن بالسكاكين، أو الرمي بالرصاص وفق منهج مدروس دقيق ينفذ في برود وبأعصاب هادئة كأنها طقوس تعبدية، حيث تشعل الحرائق أولا في مجموعة البيوت، وحين يبدأ الرجال والنساء والأطفال في الهرب تتم محاصرتهم وإلقاء القبض عليهم، ثم توثق أيديهم وأرجلهم ويقذفون في النيران.. فهل هي حرب طائفية أم حرب إبادة؟
تقول طبيبة شاهدة على أحداث حرق المسلمين الأخيرة في أحمد آباد وهي تروى موقفا لن تنساه: رأيت أرملة لجأت لأحد رجال البوليس تطلب منه حماية أطفالها الأربعة اليتامى من الهندوس، فما كان من هذا الشرطي إلا أن أخذ الأطفال الأربعة وألقاهم بنفسه في النار أمام أعين الأم التي أذهبت الفجيعة عقلها!!
ومن الشواهد كذلك: في عام &# 1633;&# 1641;&# 1640;&# 1637;م وفي يوم عيد الفطر سقط &# 1633;&# 1637;&# 1632; مسلما- في لحظة واحدة- صرعى لرشاشات الشرطة. وكان الهندوس قد أطلقوا الخنازير النجسة على المصلين داخل ساحة الصلاة بتواطؤ مع الشرطة. وحين احتج المسلمون لدى الشرطة التي كانت ترابط عند مدخل المسجد، أجابتهم الشرطة بتهكم لئيم: إن عمل الشرطة ليس هو حراسة مساجد المسلمين من وصول الخنازير. ثم بدأت الصلاة التي لم تستغرق أكثر من خمس دقائق أطلقت الشرطة خلالها نيران رشاشاتها على صفوف المصلين من الرجال والأطفال وهم يكبرون الله أكبر كبيرا! وقالت إحدى الفرق الطبية: إنها التقطت جثث الشهداء من فوق سجاجيد الصلاة. ويقول شهود العيان: إن الشرطة نقلت كثيرا من الجثث ودفنتها في مكان مجهول لتقليل رقم مذبحتها الجماعية. ورغم ادعاءات الشرطة بأن المسلمين هم الذين بدؤوا بالاعتداء، ومن يصدق أن يذهب رجل إلى صلاة العيد ومعه أطفاله ويعتدي على الشرطة المدججة بالسلاح وهو أعزل؟ وعجزت الشرطة عن إبراز أي سلاح ناري تدعي أنها عثرت عليه مع القتلى أو الناجين من المسلمين ولم تتوقف الشرطة بهذه المذبحة عند المسجد بل استمرت في قنص العزل في المدينة حينما تظاهروا ضد وحشية الجريمة وأعلنت الحكومة بعد المذبحة أن الاضطرابات تقع في كل مكان من العالم، وليس هناك جديد في الاضطرابات المعادية للمسلمين في الهند!!
تلك مجرد شواهد ونماذج للعقلية الهندوسية التي تعبر عن عقيدتها تجاه المسلمين بكل صدق ووضوح، وتترجمها إلى مذابح بشعة يرافقها صمت إسلامي مطبق بل وقلب إعلامي للحقائق حين توصف تلك الأحداث بالاضطرابات الطائفية موحية بأنها أحداث وقعت بين طرفين، بينما الحقيقة أن طرفا واحدا هو الذي يخطط وينفذ بدم بارد تلك المجازر وفق عقيدة هندوسية متعصبة داخل السلطة وخارجها!
هندكة المسلمين
مشروع يجري على قدم وساق، هدفه ماكر وطموح ينفذه الهندوس بوحي من عقيدتهم، يقول لالاهارديال مؤسس سانجاتان أكبر حركة هندوسية: إنني أعلن أن مستقبل الجنس الهندوستاني في الهند والبنجاب يعتمد على:
&# 1633;- إقامة ولاية هندوستان.
&# 1634;- إجبار المسلمين على إعادة اعتناق الديانة الهندوسية.
&# 1635;- غزو أفغانستان وإجبار أهلها على اعتناق الهندوسية.
وإذا لم تحقق الأمة الهندوسية هذه الأشياء فإن أمنها سيظل في خطر.
تبنت الأحزاب الهندوسية هذا المشروع منذ عام &# 1633;&# 1641;&# 1634;&# 1635;م وقدمت المقترحات في سبيل هندكة المسلمين عبر وسائل وقنوات متعددة، منها السلمي الماكر ومنها الدموي القاتل، ومن ذلك:
- الأطفال المسلمون مجبرون في مدارسهم على تعلم ودراسة وحفظ مختصرات عن أساطير الهندوس، بما تحويه من معتقدات تناقض الإسلام.
فيوصف حكام الهند السابقين من المسلمين بأرذل الأوصاف فهم أعداء الوطن وقذرون، ويظهرون صورة مزعومة للنبي صلى الله عليه وسلم على كتاب مدرسي عن التاريخ ويفترون عليه، ويزعمون بأنه هو الذي وضع القرآن، كما يلمزون أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ويتطاولون عليها. وفي المقابل يدرس الأطفال تمجيد العقيدة الهندوسية، وتبجيل معبودتهم البقرة، وذكر أعيادهم ومزاراتهم.. وكل ذلك يحدث في أهم مراحل العمر للتلقي والفهم والتأصيل!!.
- الإعلام الهندي مافتئ عبر صحفه وقنواته بشن الحملات على المسلمين ويصفهم بالتعصب الديني(!!) والشغف بالجنس واللذات وغيرها من افتراءات تستخدم فتيلا لتأجيج عواطف الكراهية والبغضاء ضد المسلمين في الهند. ويكفي من ذلك أن النشيد الوطني للهند بنده ماتارام أساسه الدعوة إلى عداء المسلمين وأنه مستخلص من رواية تتحدث عن ثورة مسلحة ضد المسلمين، يدعو فيها قائد الثورة شخصا لينضم إلى ثورته وينشد له ذلك النشيد ويقول له: إن الهندوس لايستطيعون الحفاظ على هندوسيتهم إلا إذا طردوا المسلمين القذرين من بلادهم، ولكن الشخص يقول إنه يخشى شجاعة المسلمين، غير أن بطل الرواية يؤكد له أن المسلمين جبناء وينشد له باقي القصيدة!!
- قضت الهند على كل مايتعلق بالتعليم العربي والأوردو من الناحية الرسمية، وحاربته بكل قواها وبشتى الوسائل حيث ينشأ المسلم ولايعرف شيئا عن لغته.
- إحاطة المسلم بمناخ هندوسي لايرى فيه أثرا من مظاهر الإسلام، فيتراخى رويدا رويدا حتى يصبح هندوسيا دون أن يشعر.
وقد اتخذ بعض المسلمين الآن وتحت ضغط الهندوس أسماء هندوسية لكي يتسنى لهم كسب قوتهم، وكثير من بنات المسلمين تزوجوا هندوسا طوعا أو كرها.
- إحياء الجو القومي، وفي المقابل إبراز إهمال المسلمين في العالم لمسلمي الهند، فيقنط مسلمو الهند وييئسون ويستسلمون مكرهين أمام الضغط الهندوسي.
- إلغاء قوانين الأحوال الشخصية للمسلمين واستبدالها بقانون مدني مشترك.
- قطع الصلة بالتراث الإسلامي داخل الهند بهدم المساجد العتيقة التي بنيت على أنقاض معابدهم كما يقولون، وبيع أراضي المساجد والمقابر في المزاد العلني، ومن أبرز أمثلة ذلك مسجد بابري الذي جعل منه الهندوس قضية شعبية لهم، واتخذوه دليلا على غزو المسلمين لبلادهم.
وبحملتهم تلك توالت الصراعات واتخذت المساجد شماعة يعلق عليها الهندوس أي تصرف يقومون به، حتى تمنى بعض المسلمين لو يبنى المعبد على أنقاض المسجد ليتخلصوا من شرور الهندوس وجرائمهم الفاشية، ويكفي أن يعلم أن أحداث هدم المسجد عام &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1634;م راح ضحيتها &# 1634;&# 1632;&# 1632;&# 1632; من المسلمين، في حين أن المنظمة الهندوكية العالمية تعاهدت مع أعضائها على أنهم لن يعيدوا المسجد البابري إلى المسلمين بأي شكل كان، وسيطالبون بهدم كل مسجد آخر بني على أنقاض معابد الإله كما زعموا!!
وهكذا الحال تنصير في الغرب وهندكة في الشرق، والمسلمون لارجع ولاأثر!!
دولة هندوستان
أمنية وحلم كل هندوسي، تنبع من أصل عقدي نادى به كتابهم المقدس كما يزعمون.
يقول المفكر الهندوسي كرسنا شيتانيا في كتاب (العلاقات الدولية في التاريخ الهندوكي): إن السياسة التوسعية هي من تقاليدنا الأصيلة، فقد جاء في كتاب برهمنا المقدس قوله إن أعلى مراتب الملك هي خلق إمبراطورية تمتد إلى حدودها الطبيعية فتشمل كل الأقاليم حتى البحار، وحدود مملكة هندوستان الطبيعية هي كل البلاد الواقعة بين نهر الفرات غربا حتى نهر الميكونغ في فيتنام شرقا، ويدخل في هذا الوطن كل بلد يبدأ اسمه بلفظ هندو مثل: الهند الصينية وإندونيسيا التي يجب أن تسمى: هندونيسيا.
إمبراطوريتهم التي تلتقي بحدود إمبراطورية اليهود المزعومة التي تمتد بدورها من الفرات إلى النيل! وهذا مايفسر لنا استماتة الهندوس في الحرب التي استقلت فيها باكستان، وتمسكهم بأرض كشمير المحتلة ودعواهم المتكررة أن الكعبة المشرفة بنيت- أيضا- على أنقاض معبد هندوسي كما صرحوا بذلك قبل فترة قصيرة!!
ويقع في المربع نفسه حرص زعماء الهندوس على توجيه قومهم إلى الجزيرة العربية إن أرادوا العمل وكسب العيش كخطوة في بناء مملكتهم المزعومة.
ومشروع مملكة هندوستان قائم منذ عام &# 1633;&# 1641;&# 1633;&# 1639;م حين دعا لتحقيقها بشكل علني ف. د سافراركا الزعيم الهندوسي الذي لقب بملك الهندوس غير المتوج نتيجة لحملته ودعوته التي دعا فيها بني قومه إلى إحياء فكرة الهندوراشترا أي وطن الهندوس، وضرورة وضع أسس حكم هندوسي حقيقي والعودة إلى الأصول الهندوسية الأولى.
وتبنى تطبيق هذه الدعوة حزب وحركة الجماعة المسلحة الهندوسية R.S.S التي أنشأها د. هدجوار عام &# 1633;&# 1641;&# 1634;&# 1637;م، وهي حركة سياسية في المقام الأول هدفها الأول إعادة الهيمنة الهندوسية للهند وتحقيق حلم بلاد هندوستان، ويعد حزب بهاراتيا جاناتا الذي يحكم الهند حاليا حزبا ناشئا تحت مظلة حركة R.S.S، إذن لا نعجب أبدا من تواطؤ الحزب الحاكم مع جرائم الهندوس وبمباركته لها فهذي العصا من تلك العصية وهل تلد الحية إلا الحية؟!
مبشرات رغم الاستضعاف
الديانة الهندوسية ترتكز بشكل أساسي على نظام الطبقات الجائر الذي لم يعرف في تاريخ أي أمة نظام طبقي أشد قسوة وأكثر استهانة بشرف الإنسان من النظام الذي تبنته الهندوسية دينيا ومدنيا، حيث قسمت الهندوس إلى أربع طبقات:
&# 1633;- البراهمة الكهان ورجال الدين.
&# 1634;- شتري رجال الحرب
&# 1635;- ويش رجال الزراعة والتجارة
&# 1636;- شودر الخدم وهم المنبوذون.
والمنبوذون حسب الديانة الهندوسية محرومون من جميع حقوق الإنسان فهم لايجلسون مع الآخرين، ومحرم عليهم تناول الطعام مع الطبقات الأخرى من الهندوس أو التعبد في معابدهم، بل لايمكنهم الشرب من البئر التي يشرب منها الآخرون، وصرح القانون الهندي بالتالي: من سعادة شودر أن يقوموا بخدمة البراهمة وليس لهم أجر وثواب غير ذلك. وليس لهم أن يقتنوا مالا أو يدخروا كنزا فإن ذلك يؤذي البراهمة، وإذا مد أحد المنبوذين إلى برهمي يدا أو عصا ليبطش به قطعت يده، وإذا رفسه في غضب قطعت رجله، وإذا هم أحد المنبوذين أن يجالس براهميا أو سبه فيقتلع لسانه، وإذا ادعى أنه يعلمه سقي زيتا فائرا، وكفارة قتل الكلب والقطة والضفدعة والوزغ والغراب والبومة ورجل من الطبقة المنبوذة سواء.
وقد أدى هذا التفاوت الطبقي إلى أن يعتنق المنبوذون الإسلام ويدخلون في دين الله أفواجا لما وجدوا من العدل والرحمة والمساواة وطبقا لإحدى الإحصائيات فقد اعتنق الإسلام في السنة الواحدة أكثر من عشرين ألفا من أولئك المنبوذين خصوصا في مدن الهند الشمالية مما حدا بحكومة الهند إلى تشكيل لجان تحقيق تبحث في الأمر وتصل إلى الأسباب، حتى اعترف في نهاية المطاف وزير الداخلية الهندي يوخيدار ماكوانا بقوله: إن تحول المنبوذين للإسلام كان سببه الرئيس الظلم الذي يلاقونه تحت يد الطبقات العالية من الهندوس.
عقول خاوية
رغم التمييز العنصري والتفاوت الطبقي الذي يعيشه الهندوس، فإن ذلك لايقارن بالفراغ الروحي والعقلي الذي يعيشونه والذي يصل بهم إلى درجة البلاهة والغباء، فلا يملك المتأمل إلا أن يشعر بمدى تخلفهم العقلي وفشو الجهل فيهم.
وفي موقف يشهد على ذلك: غرقت سيارة نقل في مياه فيضان في مدينة (الور) وكانت تقل &# 1640;&# 1638; راكبا، فهب رجل مسلم اسمه كريم خان لإنقاذ الركاب وخاض في المياه ممسكا بحبل ربطه إلى سيارة شحن، وطلب من الركاب أن يمسكوا بالحبل ويصعدوا إلى اليابسة، ولكن الركاب الذين كانوا من طبقتين هندوسيتين رفضوا الإمساك بالحبل لكي لايرتكبوا إثما بمس حبل مسه مسلم، وظلوا في سيارتهم حتى غرق &# 1639;&# 1633; منهم ونجا ثمانية.
ويقول زعيمهم كاندهي في كتابه البقرة أمي: لست أدري لماذا تعمد الهند إلى السلاح وإلى القنبلة الذرية مادام عندها ملايين من البقر التي تمشي على أربع والتي تمشي على رجلين. ويضيف: أمي البقرة تفضل أمي الحقيقية من عدة وجوه فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين وتتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما ولاتطلب منا شيئا سوى العلف العادي مقابل ذلك. وعندما تمرض الأم الحقيقية تكلفنا نفقات باهظة ولكن أمنا البقرة تمرض فلا نخسر عليها شيئا ذا بال. وعندما تموت الأم الحقيقية تكلف جنازتها مبالغ طائلة ولكن عندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حية، لأننا ننتفع بكل شيء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون.
إن دينا يحرم أكل البقر ويعبدها ويعبد الطاووس والقرد، ويستحل دماء البشر في سبيل احترام هذه الحيوانات لايليق بإنسان يستحق اسم الإنسان.
وقوم هذه عقائدهم وتلك أخلاقهم ونياتهم يمثلون خطرا علينا، فسيطرتهم تعني الرجوع بالإنسان إلى حياة لاتزيد عن حياة الحيوان الأعجم الذي لايميز بين الإله وبين البقر. فهل يعي المسلمون هذا الخطر؟!
برواز
الوضع الحالي لمسلمي الهند
- يتركز غالبية مسلمي الهند في ولايات: أوتارباراديش، بهار، غرب البنغال، مهراشتره، كيرلا.
- ينقسم مسلمو الهند إلى قسمين هما: مسلمو الشمال ويتبعون المذهب الحنفي ويتكلمون الأردية والبنغالية، ومسلمو الجنوب ويتبعون المذهب الشافعي ويتكلمون التاميلية.
وتوجد نسبة من الشيعة في بعض الولايات وخصوصا حيدر آباد، إضافة إلى بعض الطرق الصوفية كالبريلوية المتحالفة مع الهندوسية.
- نسبة تمثيل المسلمين في مؤسسات الدولة الرسمية لاتتعدى (&# 1634;&# 1642;) رغم أنهم يشكلون (&# 1633;&# 1637;&# 1642;) من عدد سكان الهند. ولديهم في البرلمان الهندي (&# 1634;&# 1637;) نائبا من أصل (&# 1637;&# 1636;&# 1632;) نائبا.
- (&# 1635;&# 1637;&# 1642;) من مسلمي الهند يعيشون تحت خط الفقر، ويشتغل (&# 1639;&# 1632;&# 1642;) منهم بالزراعة حيث يجنون من خلالها قوت يومهم.