رجال الأعمال لا يفضلون طيران الشركات التجارية!!

في دراستين منفصلتين، قام بالأولى مكتب اتحاد سفر الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية ( Business Travel Coalition ) عن السفريات التي قامت بها 184 شركة أعمال من الشركات الكبرى، والتي تزيد ميزانية مصروفات السفر فيها على 15 مليون دولار. وقامت بالثانية المنظمة الوطنية لسفر الأعمال بأمريكا عن سفر 200 من رجالات الإدارات العليا في الشركات الأمريكية. تبين من هاتين الدراستين أن هناك اتجاها عاما يظهر انخفاضا في استخدام الطائرات في السفر العملي، وتقول الدراسة إن هناك انخفاضا في عام 2001م مقداره 16? عن عام 2000، كما أن60? من شركات الأعمال تسعى إلى خفض برامج السفر جوا، وليس خفض برنامج السفر، ولكن الشركات الكبيرة اتبعت ثلاثة بدائل عن السفر العادي: البدائل : استئجار طائرات خاصة من قبل إداريي وكبار مسئولي الشركات الكبيرة، وخاصة بعد أحداث سبتمبر والتي أدت إلى الكثير من التعطيل والعوائق في المطارات الأمريكية، إضافة إلى أن هذه الشركات تستخدم درجة الأفق أو الدرجة الأولى في طيرانها، مما يجعل تكلفة السفر عالية جدا مع الطيران التجاري لا تختلف كثيرا عن قيمة استئجار طائرة خاصة، أكثر فخامة وأكثر تسهيلا في السفر. ويقول 74? من مديري هذه الشركات الكبيرة والنافرة من أسعار الخطوط التجارية، إن هناك مبالغة في أسعار الدرجات المميزة بما يعادل 30? من التسعيرة الواجبة، ويقولون إن تخفيض السعر الحالي بمقدار 25- 30? هو السعر الذي يجعلهم يعاودون استخدام الطائرات التجارية. القطارات والسيارات: فضلت بعض الشركات استئجار سيارات فخمة للإدارة العليا والمتوسطة لاستخدامها في السفر للمسافات القصيرة، والتي حددتها بما لا يزيد عن 800 كم، وهذا البديل يحقق أغراضا عديدة، فهو أقل تكلفة من السفر بالطائرة، وفي الوقت نفسه هي فترة استجمام وراحة، فالسفر برا أو عن طريق القطارات والسيارات هو تغيير جو مناسب، ويزيد من إنتاجية الطبقة الإدارية العليا، هكذا تقول الإدارات في تلك الشركات، حيث إن الراحة والمتعة والأمن والرفاهية يمكن تحقيقها في وسائل المواصلات البديلة. التقنية الحديثة: إن المؤتمرات التي تعقد ليس من الضروري حضورها شخصيا في هذا الزمن، فإن التقنية الحديثة، وروابط الإنترنت جعلت من المكن أجراء الندوات والمناقشات بين أطراف عديدة في مدن مختلفة بواسطة الاتصالات المرئية. والدراسة تقول إن 56? من الشركات تستخدم الاتصالات المرئية عن طريق شبكات الإنترنت العالمية لتكفيها عن ضرورة سفر أفراد أدارتها، سواء لإلقاء كلمة أو حضور ندوة، بل إن هذه الوسيلة ترى فيها الشركات وسيلة تعليم للجميع، فقد كان حضور هذه الندوات الهامة مقصورا على عدد محدود من الإدارات أو من رجالات الشركة رغبة في توفير مصاريف السفر، ولكن هذا البديل فتح المجال لترحب به الشركات الكبيرة والتي ترغب في تحسين أداء موظفيها، فتقدم لهم الدروس عن طريق هذه الاتصالات وليس عن طريق إرسالهم إليها. وتذكر الدراسة أن 49 شركة من هذه الشركات الكبيرة تسعى ليكون الاتصال المرئي أمر ممكن في داخل الشركة وبين فروعها، ليكون ذلك بديلا عن السفر إلى المكاتب والفروع البعيدة أو في البلدان الأخرى. رؤية شركات الطيران: أما شركات الطيران فإن لها رؤية أخرى حول هذه الدراسة، وتقول إن هناك انخفاضا حقيقيا في عدد المسافرين جوا، ويصل هذا الانخفاض العام إلى 10? من أجمالي المعدل العام للنمو، وشركات الطيران غير متخوفة، ولا تتوقع استمرار هذا الانخفاض، وترى أنه كان لأسباب معلومة، وسيعود الجميع إلى ركوب الطائرات متى انجلت هذه الغمامة الكئيبة حول الأمن والاستقرار والطيران. وتقول شركات الطيران عن الطريقة الحديثة في الاتصال التي تغني عن السفر، إن هذه الطريقة ستبقى وستتوسع، ولكن في نفس الوقت، فإن السفر أصبح ضرورة يحتاجها الإنسان، حتى ذلك المدير الذي يقضي وقته بين قنوات الاتصال المرئية، سيبحث عن الخروج منها والسفر لأجل المتعة والترفيه الذي كان يحصل عليه حينما كان يسافر لحضور هذه الندوات أو المحاضرات، أي أن السفر لابد منه. وأما عن الأسعار العالية للدرجة الأولى، فشركات النقل عموما تزيل اللبس حول الغلاء وارتفاع سعر المقعد، وتقول: إنه تميز خاص تقدمه لفئة من الركاب، وهم يدفعون ثمن هذا التميز، وليس هناك مبالغة في الأسعار، بل إن الرفاهية التي يحصلون عليها من طعام فاخر، وخدمة مميزة، ومحدودية الكراسي، تجعل الشركات تصر على بقاء الأسعار، حفاظا على عدم تراخي الخدمة المطلوبة لهذه الفئة التي تبحث عنها وتطلبها وتدفع لها. ???