اليابان النموذج العالمي للتغلب على الصعاب الطبيعية!!

? اسم الكتاب: جواز سفر اليابان اسم المؤلف: دين انجل وكين موراكامي ??الناشر: مجموعة النيل العربية ?? اليابان دولة ومجتمع تعرض للدراسات الواسعة بحكم النجاح الكبير الذي يحققه في كل مجال من مجالات الأنشطة سواء تجارية أو تعليمية أو صناعية أو حربية، وقد تعرضت اليابان إلى هزيمة كبيرة في الحرب العالمية الثانية، وتم استعمارها من الأمريكان، إلا ان هذه الدولة التي قضي عليها تماما عادت ونمت وكأنها شجرة قطعت أغصانها، فزادت نمو وازدهارا. إضافة إلى الحروب وتدميرها، والطبيعة الجيولوجية المتقلبة والنشطة والتي تعرض اليابان للزلازل المدمرة، فإن اليابان أيضا تفتقد الثروات الطبيعية، فهي فقيرة في المعادن والثروات الزراعية، فالأرض التي تبلغ مساحتها مساحة دولة ألمانيا بشطريها يسكنها 125 مليون نسمة، ويسكنون على 16? من هذه الأرض فقط، أما البقية فهي إما جبال أو انهار أو غابات، وتعتمد اليابان على البحر وخيراته في غذائها. ومع كل هذه العيوب، فإن اليابان تغلبت على كل هذه الصعاب الطبيعية والخارجية، ونهضت اقتصاديا لتكون ثالث قوة اقتصادية في العالم، وأكبر مصنع للتقنية الحديثة، ولليابان إسهامات عديدة في المجالات العلمية والصناعية، وتقدم الكثير من المساعدات للدول النامية. اللغة : اللغة اليابانية هي لغة مغلقة، ولا يتعامل بها إلا أهلها لسببين هامين، أولهما هو تعقيدها المدهش، وصعوبة تعلمها، وقد يكون التحدث فيها أمرا ميسورا، ولكن الكتابة فيها أمر يحتاج إلى فترة طويلة، فعدد حروفها 2000 حرف، وتشترك هي واللغة الصينية بالكثير من الحروف، لذا فإنهم يقرؤون كتابة بعضهم، ولكنهم لا يفهمون ما يقال، كما هو الحال في اللغة العربية والفارسية، حيث تكتب اللغتان بنفس الحروف، ولكنهما تختلفان في المعاني. ولم تكن اللغة عائقا عن تشجيع اليابانيين على القراءة، فهم شعب قارئ بل يوصف بأنه من الشعوب عاشقة القراءة، ونسبة من يطلعون على الجرائد اليومية أكثر من نسبة الأمريكان والأوروبيين ، وتجارة الكتب من التجارات الرائجة وتبلغ البلايين من الدولارات والبلايين من الكتب أيضا. الذات اليابانية: يفكر الغرب بالفردية ويؤمن بها ويسعى إلى تحقيقها للجميع، والفردية تعني الاستقلال الذاتي، ولكن الوضع في اليابان مختلف، بل إن الاستقلالية التامة تعني الضياع، ويجب أن يكون الإنسان عضوا في العديد من التنظيمات الاجتماعية التي يجب عليه احترامها واحترام قوانينها، لذا يحافظ اليابانيون على ارتباطهم بالأسرة والقرية والدين والجامعة والشركة، يوصف الإنسان الذي لا توجد له جماعة ينتمي إليها بالكلب الضال أو الذئب المنعزل. و التعليم ينمي هذه الروح على الرغم من وجود التعليم الحر، إلا أن الارتباط الأسري والطبيعة اليابانية تعيد كل متمرد على هذا القانون الطبيعي في الحياة اليابانية إلى مجتمعه وجماعته. إضافة إلى أن الكثافة السكانية قربت بينهم وجمعتهم في أماكن ضيقة، فليس لهم فرار من الاندماج وقبول الآخر والعيش معه في جماعات، وهذا أدى إلى أن تكون القوانين وأنظمة العمل تراعي المتطلبات العامة والشخصية. والطاعة جزء من التكوين الشخصي للياباني، وهي جزء أيضا من تعاليم الكنفوشوسية التي تحث على الطاعة وعدم الخروج عن السلطة واحترام الجماعة. الأجانب غرباء مهما كانوا: في الثقافة اليابانية ينظر إلى الشخص غير الياباني الأصل والمنشأ بأنه إنسان من الخارج أو غريب، وتبقى هذه صفته، وهذه الصفة تجعله يتلقى معاملة خاصة، فهو ينال الاحترام ولكن في نفس الوقت يفضل الابتعاد عنه والحذر منه. لذا فإن أغلب اليابانيين يتجنبون إقامة علاقات حميمة مع الأجانب، وقلما يدعونهم إلى مسكنهم وإلى استضافتهم في بيوتهم. وهو يلقون بهذه النظرة إلى البعيدين عنهم كالعالم الغربي أو العربي، ولكن لهم نظرة خاصة نحو جيرانهم من الكوريين، وهم أكثر الأجانب تواجدا في اليابان، وهم يشاركونهم جزءا كبيرا من تاريخهم، ولكنه تاريخ يشوبه الصراع والكراهية. لذا فإن نظرتهم إلى الإنسان الكوري بأنه أقل من الإنسان الياباني، ويتعاملون معهم في داخل اليابان بهذه الصورة السلبية الخاطئة. البيروقراطية اليابانية: الصفة العامة للبيروقراطيين أنهم أصحاب المكاتب الذين يتمتعون بصلاحيات ويحملون عقولا صلبة أو جافة أو عنيدة، ولكن هذه الصورة تختلف عند البيروقراطي الياباني، فهم الجهة الفاعلة والمؤثرة في صنع القرار. ومن المعروف عنهم أنهم يتمتعون بقوة صنع القرار والتأثير فيه، ولكنهم يقومون بهذا العمل بدون عائد مالي، فهم أقل الفئات جنيا لمصالح خاصة أو نفعية مباشرة. والأنظمة تحافظ على سلامة هؤلاء من الرشوة حيث تمنعهم من أخذ أي امتيازات خاصة، أو العمل فيما بعد في شركات لصاحب القرار تأثير في أعمالها. ويتولى السلطة في اليابان ثلاثة أطراف هامة، وهم رجال الأعمال ورجال الوزارات (البيروقراطيون) ورجال السياسة، وكل منهم له تأثيراته وله قوته في صنع ورسم السياسة العامة لليابان جميعها. أخلاق يابانية : يتعرض هذا الكتاب إلى مفاهيم عامة تعرف عن اليابانيين ويناقشها، ويتفق مع بعضها ويعارض البعض منها، مثل القول السائد إن اليابانيين مقلدون وليسوا من أصحاب البدايات، والرأي الآخر الذي يصف اليابانيين بأنهم جند عليهم الطاعة العمياء لكل قيادة تتولى أمرهم. ويناقش أيضا القول السائد إن الياباني وخاصة الرجال منهم لا يعرفون العاطفة ويحكمهم العقل لا غيره. ومن الأفكار السائدة عن اليابانيين التي يتطرق لها الكتاب ولكن باختصار أن اليابانيين شديدو التعصب في قوميتهم وفي مواقفهم السلبية نحو النساء. إن معرفة نجاح أسرار اليابانيين في كل المجالات أمر كتب فيه الكثير، وكل كتاب يقدم وجهة نظر، وهذا الكتاب يقدمها باختصار ويتحدث عن الشخصية اليابانية، وتفكيرها، لأن النجاح الذي حققه اليابانيون ليس من ثروات طبيعية بل من ثروات إنسانية توجد في الإنسان الياباني. ???