جدة غير!!

تحتفل مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، كل عام بالصيف بطريقة خاصة، وجدة معروفة بصيفها وجوها الحار الرطب، ولكن هذا البرنامج الصيفي يجعل من حرارة جدة ورطوبتها نشوة للسائحين والزائرين. وشعار حملاتها الإعلانية عن برامج الصيف - والتي تبدأ فعلا في أول أيام الصيف - جدة غير- ، وللمنظمين وجهة نظر، فإن جدة تلبس ثوبا آخر في أشهر الصيف مما يجعلها تظهر بشكل مغاير أو أنها غير جدة المعروفة في الشتاء. مشاركات مغرية: تشترك الكثير من الشركات والمؤسسات التجارية بعروض مغرية من حيث تخفيض الأسعار، ويتم ذلك بإشراف لجان تجارية وبلدية، للتأكد من صدق القول والفعل. لذا فكل مشارك من هذه الشركات ملزم بتنفيذ وعده. كما أن برامج الترفيه والشاليهات تعرض خدماتها بأسعار خاصة، يقبل عليها السائحون وأهل البلد للسكن فيها وقضاء أوقات جميلة وطويلة بجوار البحر وهوائه العليل وخاصة في المساء، حيث تتحول المنتجعات وأماكن السياحة إلى حركة صاخبة مرحة، لا تهدأ إلا في الصباح الباكر.، مع حفلات وفنون شعبية تقدمها الفرق الشعبية بترتيب خاص مع بلدية جدة،ومع المنظمين للسياحية. كما أن مجموعة من الفنادق ذات النجوم الخمسة تقدم أيضا أسعارا مغرية، في فترة الصيف مما يجعلها مملوءة بالزوار الذين يحبذون زيارة جدة وهي تقدم هذه الخدمات بهذه الأسعار المنخفضة. الأسواق أصبحت منتجعات!! بسبب الجو الحار والرطوبة الشديدة التي تتميز بها مدينة جدة في الصيف، يهرب السائحون والزوار وأهل البلد إلى الأسواق حيث يتمتع الجميع بجو مكيف وبارد يحول الرطوبة الشديدة إلى موجة إنعاش منعشة للنفس والروح. ولم تتوقف الأسواق على تقديم البضائع فقط، بل أصبحت الأسواق مركزا سياحيا ومنتجعات لا يزورها السائح للشراء فقط بل للتمتع بما تقدمه من خدمات ترفيهية ممتعة، ومأكولات منوعة وجو مكيف منعش. فسوق محمود سعيد يقدم التسوق بنكهة سياحية خاصة، فالسوق مملوء بالأشجار الاستوائية والصخور الضخمة والشلالات المائية العنيفة والتي يتساقط منها الماء بعنف يصل إلى المتسوقين وإلى الجالسين في المقاهي الجميلة والمنتشرة بجوار وحول هذه الغابة الاستوائية، التي لا يتوقف الإمتاع فيها على المناظر الجميلة بل يتمتع الزائر في ساعات معينة بزخات شديدة من المطر الصناعي المصحوب بالرعد والبرق المماثل للطبيعة بقوته وصوته وصداه. مما يمتع الجميع ويجعل الصغار يهربون إلى آبائهم يبحثون عن الأمان لصدق ودقة التمثيل والإخراج. شارع التحلية ينافس بارك افنيو: شارع التحلية في جدة شارع تجاري وجميل بوسعه وامتداده على مدى خمسة كم وانتشار المعارض التجارية والأسواق الكبيرة والحديثة على جانبيه، يجد السائح فيه جميع ما يحتاجه من ملابس وأحذية ونظارات وأجهزة وأقمشة لأشهر الماركات العالمية، فهناك يجد الأسماء العالمية الموجودة في فرنسا ونيويورك كما هي معروضة في بلدانها الأصلية، بل إنها تقدم بأسعار أقل بحكم انخفاض الضرائب في المملكة العربية السعودية. وفي شارع التحلية يوجد عشرات من الأسواق الكبيرة والتي تزدحم بالمتجولين والمتفرجين والباحثين عن البضائع المناسبة والجو الجميل، وأشهر هذه الأسواق هو سوق البساتين والخياط ومول جدة والغلارية وأسواق أخرى جديدة تحت الإنشاء . أما المطاعم فإنها تتوفر بشكل كبير في هذا الشارع، ويوجد فيه جميع المطاعم العالمية الشهيرة، و ينافسها مطعم شعبي واحد يقدم الأكلات الشعبية بجلسات عربية كانت هي المنتشرة في مدن المملكة، وهذا المطعم الشعبي يقبل عليه أهل البلد والسياح، وأصبح من الأماكن التي يستضيف فيها أهل المدينة زوارهم من الخارج، حيث يعيد لهم هذا المطعم المأكولات الشعبية كما كانت تقدم لآبائهم، ولكن بشكل عصري. البلد معرض الأمم!! جدة مدينة قريبة من مكة المكرمة فيزورها ملايين الحجاج والمعتمرين سنويا، لذا فإن مدينة جدة تزخر بالطابع الأممي الذي يميزها عن غيرها من مدن المملكة الداخلية، ففي جدة توجد جاليات عديدة من كل الأمم الإسلامية، فهناك الجاليات العربية وجاليات شرق آسيا، وكل منهم له آثاره وتأثيراته على المدينة من حيث البيع والطعام واللغة. فزيارة لسوق المحمل داخل المدينة - وهو سوق تجاري كبير يتبين مقدار تداخل الأمم الإسلامية واختلاطها فيها، فالمطاعم الموجودة في ساحته تمثل القارات الست، فبجانب الأكل الإندونيسي من المطعم الإندونيسي يمكن تناول الحلوى الشامية من المطعم المجاور، التي يقدمها أحد السوريين، كما يمكن أيضا شرب الشاي الأخضر المغربي من إعداد شباب مغاربة يقدمون هذه الخدمة بأنفسهم للجميع. كما تنتشر المطاعم اليمنية لوجود جالية كبيرة منهم ويقدمون اللحم المشوي على صفائح الصخور الحارة على طريقتهم، ويستضيفون الزبائن والسياح ليس على طاولات ومقاعد بل في غرف منفصلة ويقدم الأكل على الأرض. زيارة جدة متعة: إن التفكير في زيارة مدينة جدة في الصيف أمر يدعو إلى التفكير بسبب الحر والرطوبة، ولكن التجربة أكبر برهان، فإن الرطوبة التي تستقبل الزائر عند نزوله في المطار سينساها حال وصوله إلى المدينة، فكل المرافق مكيفة ومهيأة لاستقبال الجميع،فجدة في الصيف غير!! ???