عند السفرالحجز المتأخر أفضل وأقل تكلفة!!

عند الرغبة في السفر يرد تساؤل عند كل مسافر، متى يقوم بعملية الحجز في الطائرة أو في الفندق؟ هل الأفضل الحجز مبكرا؟ أم الانتظار إلى آخر لحظة أو آخر أسبوعين، ومن ثم تقرير السفر وتنفيذه؟ هذا السؤال طرحته مؤسسة بحث أمريكية وهي كارلسون واغونلت Carlson Wagonlit Travel) والتي تتعامل مع نحو 1000 مكتب سياحي، ومن تقريرها خرجت بأن الحجز المتأخر هو الحجز المفضل، وهو الذي يغلب على سوق السفر والسياحة حاليا، وتقول الدراسة: اعتاد المسافر لقضاء الإجازات أن يستعد للسفر قبل موعد السفر بأشهر، حيث هناك إجراءات عديدة يجب عليه عملها قبل السفر، فعليه ترتيب أمر الحجز في الطائرة أو الباخرة، وعليه التأكد من حجز غرف في الفندق الذي ينوي السفر اليه، ولكن حدثت أحداث غيرت هذا المجرى وهذه التنظيمات، على الرغم من أنها لا تزال سارية المفعول وضرورية في بعض البلدان. عدم الاستقرار النفسي أحداث شهر سبتمبر 2001م صنعت تغييرا هاما في الترتيبات السياحية والسفر، فقد أدت الأحداث إلى إلغاء العديد من الحجوزات والسفريات، بل إن النشاط السياحي بمجمله تعرض إلى هزة عنيفة، وألغيت آلاف الحجوزات، وتم تعويض المسافرين عما دفعوه، والقلق السياحي لا يزول بسهولة، والسبب هو أن السياحة والسفر أمر يحتاج إلى استقرار أمني ونفسي، وهذا لم يتحقق بالشكل المطلوب حتى الآن. ومنذ هذه الأحداث فإن التفكير في السفر وقرار السفر يحدث في مدة قصيرة، فقد قل عدد الذين يخططون لرحلة العمر أو لقضاء الإجازة في مكان والتجهيز لها بالحجز المقدم الذي يصل أحيانا إلى عام كامل، وأصبح السفر والإعداد له يتم خلال أيام معدودة لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أسابيع، أي بعد التأكد من أن زمن الرحلة زمن مناسب نفسيا وأمنيا. الإنترنت سهلت المهمة كانت عمليات الحجز تتم عن طريق مكاتب السياحة المنتشرة في كل المدن وفي كل الأسواق الرئيسية، ولكن تغير الحال، وأصبح كل إنسان يستطيع البحث عن المكان المناسب الذي يرغب في زيارته، ويمكنه القيام بنفسه بعمل اللازم من حيث الحجز. ولا تتوقف ميزة الإنترنت على هذه الخدمة، بل إن هناك شركات أمريكية عديدة تقدم للسائح فرصة اختيار البرنامج السياحي لمدة قصيرة، وهذه الشركات تستطيع تقديم العون له وبأرخص الأسعار، ومن هذه الشركات موقع www.site59.com الذي يقدم لسكان الولايات المتحدة الأمريكية فرصا سياحية وبدون تخطيط طويل الزمن ، فيمكنه أن يقدم لمن يرغب برنامجا سياحيا شيقا لفترة قادمة قريبة جدا قد تكون في اليومين القادمين، أو خلال الأسبوع أو الأسبوعين القادمين. وقد لاقت هذه الشركة النجاح الكبير، فقد زادت مبيعات هذه الشركة إلى 4000 ضعف خلال عام واحد فقط. تسعيرة اللحظة الأخيرة تعتمد شركات الطيران سياسة ملء الكراسي، لذا فإن شركات الإنترنت السياحية تعلم عن فنون وأسرار الرحلات وشركات الطيران، لذا فهي تستطيع أن تقدم أسعارا منخفضة لمن يأتي متأخرا، لكي تمتلئ المقاعد، فكل مقعد خال هو خسارة مؤكدة، ولكن كل مقعد مشغول ولو بنصف التذكرة فهو يحقق عائدا. لذا فإن الحجز المتقدم بأشهر لن يعطي الزبون أو السائح السعر المناسب، بل سيقدم السعر الرسمي للرحلة. لذا فإن العروض السياحية السريعة والقصيرة، تقدم ما لا يستطيع الإنسان العادي أن يفعله أو أن يحصل عليه إذا رغب في الاحتياط والحجز المبكر. سياسة الفنادق إن تحديد سعر الغرفة في الفندق غالبا ما يكون مقررا مسبقا بنظام سياسة تسعير الغرف للفنادق، ولكن من المعروف أن الفندق الذي يتعرض إلى انخفاض في عدد الزوار فإنه لا يمانع من تقديم أسعار أقل، لجلب السائح أو الزائر، ولكن لا يعلن عن ذلك ألا نادرا، فلن تجد إعلانا من الفنادق الفخمة عن تخفيض يصل إلى50? من أجرة الغرف، وإن فعلتها فإنها تكون في المواسم الهادئة. خاصة وأن المنافسة حادة جدا، وعدد الفنادق الفخمة في ازدياد وتوسع، لذا فإن الاتصال بالفندق عن طريق الإنترنت أو الهاتف المجاني ينتهي بأن السائح يحصل على سعر أفضل. إحصائيات غريبة من النتائج التي قدمتها الدراسة، تبين إن طلبات السفر كانت تسبق موعده بمتوسط 30 يوما، والآن أصبح متوسط الزمن المقدم للحجز لعطلة إجازات نهاية الأسبوع هو 15 يوما فقط، أي انخفضت الأيام إلى النصف. وتبين أيضا ان متوسط المدة التي تسبق موعد الحجز للأسفار الطويلة كان 53 يوما، أي ما يقرب من الشهرين، وأصبح الآن 25 يوما أي أقل من الشهر. وتبين أن متوسط أسعار الفنادق انخفض بما يعادل 5? عن أسعار العام الماضي، والإقبال على الفنادق انخفض قليلا جدا، وكان بنسبة1? فقط. السبب هو المنافسة إن هذه الميزات للسائح لا تتحقق إلا في البلدان التي توجد فيها عدة خطوط للطيران، وعدة فنادق تتنافس مع بعضها، لذا فإنها ليست منتشرة في كل أنحاء العالم، وعلى المسافر أن يبحث عن هذه الميزات والتخفيضات حيثما توجد في أوروبا أو أمريكا أو اليابان. ???