الاحتياطات الأمنية مطلب هام قبل الاشتراك في نادي العولمة!!

??اسم الكتاب: العولمة والأمن اسم المؤلف: اللواء عبد الرحمن أبكر الياسين الناشر: دار طويق للنشر والتوزيع الرياض طبعة أولى 2001م ?? تعرضت كلمة ومفهوم العولمة للكثير من الدراسات والمؤلفات، وكل قدم وجهة نظر سواء بالتأييد أو بالمعارضة أو بالتوضيح أو بالمشاركة، وقدمت هذه الدراسات على أوجه تغلب عليها الروح الاقتصادية والسياسية والفكرية والتجارية، ولكن موضوع الأمن كان مفهوما هامشيا في هذه الدراسات. وهنا في هذا الكتاب يقدم لنا المؤلف وجهة نظر زاخرة عما بين العولمة والأمن من روابط وعلاقات، لم يتم رصدها أو دراستها أو العناية بها طرحا ومناقشة، ويقدمها لنا وهو الخبير في هذا الحقل، فهو لواء متقاعد عمل في الأمن في وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية، ولا يزال يقدم خدماته كمستشار أمن وسلامة. العولمة: يكثر تعريف العولمة ويتنوع ويتشعب بحسب وجهات ومفهوم الموضوع، وفي هذا الكتاب يطرح المؤلف تعريفا، وينطلق من مفهوم هذا التعريف مناقشة المؤلف لموضوع العولمة، فهي كما يعرفها اصطلاحا بأنها هي اصطباغ عالم الأرض بصبغة موحدة وشاملة لجميع أقوامها، وكل ما يعيش عليها، وتوحيد النشاطات الإنسانية في قالب شامل لنواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والاستثمارية وتعتبر أداة تغيير معيشي. تتمثل في صورة حرية حركات الشركات، وتدفق رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية دون عوائق أو موانع، وهي بهذا تكون مظلة عالمية تعولم الناس بمفهوم عام وشامل. ما علاقة الأمن بالعو لمة ؟ نجد الجواب لهذا السؤال في مقدمة الكتاب حيث يقول: إن الأمن يشكل الوعاء الحاوي لتداخلات العولمة في الحياة بكافة مناشطها، والتحول إلى التجارة الحرة وإلى مواقع دفق السلع ورؤوس الأموال، وحرية حركتها بين الدول دون عائق، الأمر الذي يدعو مراكز البحث والدراسات الاستراتيجية إلى بحثه بدقة وموضوعية لتأمين الجوانب الأمنية لتعاملات العولمة، وقد تطرأ تغييرات من جراء تناولاتها الواسعة على البيئة الاجتماعية ومضامين الحياة التي تفرضها دورات عجلة التطور العالمي، فمن الطبيعي عند حلول ظاهرة قوية كهذه لا تكاد تخلو من سلبيات كامنة غير واضحة للعيان تستخفي وراء عنفوانها وطغيان تيارها. العولمة تفتح الأبواب المغلقة: يذكر المؤلف عشرة أبواب يمكن للجريمة أن تدخل منها أو تتسلل للإخلال بالأمن لأي بلد كان، وهي انفتاح السوق حيث إن من سياسة انفتاح الأسواق حرية التنقل للبضائع والبشر، ومن هنا تأتي الهجرة غير المرغوب فيها لبعض الفئات أو الأفكار. ومن هذا الباب سيدخل أيضا الإعلام الموجه، والجريمة المنظمة والإرهاب والمخدرات وغسيل الأموال والعمالة الرخيصة المنافسة التي تنتج عنها البطالة المحلية. ومن انفتاح الأسواق ستحصل نتائج ومكاسب ولكنها ليست قومية، بل سيستفيد منها المنتج الأول، وهو أمريكا وأوروبا، لذا فستكون الأسواق العربية، هي المستهلك، للمنتجات الغربية، وستبور الصناعات المحلية لعدم القدرة على المنافسة في ظل العوامل السابقة، وهنا ستتحول البلد إلى بلد تابع، مما يقوي ويوسع باب الجريمة والعنف. حيث إن مقومات الأمن التسعة التي يذكرها الكاتب تكون قد تكسرت وتفتت. الحلول: يقدم المؤلف فكره لمواجهة هذه الثغرات الأمنية القادمة مع العولمة الهاجمة، ويطرح خمسة عشر محورا يرى أنها يمكن أن تحقق وضع استراتيجية عامة وانطلاقة لمواجهة احتمالات التفسخ الأمني المحتمل للاندماج مع العالم في وصفة العولمة الحالية وهذه المحاور تتركز حول التالي: 1-تعريف العولمة، وتصنيف إيجابياتها وسلبياتها، أي النظر إلى العولمة وتشريحها واقعيا علميا وعمليا. 2-الاهتمام بالإنسان ابن البلد والمواطن من حيث تدريبه وتأهيله وتوجيهه لمواجهة الأخطار وتفعيل دوره للاستفادة من إيجابيات العولمة. 3-الإعلام المركز والموجه علميا بغير غوغائية أو انفعال لتنمية الروح الوطنية وتنمية روح الانتماء والهوية وتثقيف أبناء البلد بالمخاطر والمحاسن من الاندماج العالمي. 4-الاستعداد الكامل لمواجهة الطوارئ بما يتناسب معها علما وتدريبا وأجهزة، أي يجب ان تتواكب القدرات الأمنية والوطنية على مواجهة أحداث العصر بأدوات العصر، وتفعيل دور الرقابة والمتابعة. 5- الاستفادة من الدين وتوجهاته السليمة في التربية، وتقديم المعلومات وتوفيرها وتامين الحصول عليها لمناطق الاستشعار الأمني. 6-التكتل الأمني العربي، فإن المجتمع العربي يتمتع بمميزات وخصائص فريدة تساعده على تحقيق أمن جماعي له من كل المحاور اقتصاديا وتجاريا وعمالة، ستكون أفضل وأسهل في العمل معا، بدلا من التشرذم القومي. الخاتمة : يرى المؤلف أن العولمة قادمة وآتية لا محالة، ويقول ليس المطلوب هو إدارة الظهر، ولكن المطلوب هو التكيف مع طروحاتها والإفادة منها، والتعامل مع مناظيرها بحصافة التفكير، وجعل أسس التعامل من واقع المطروح، واستكشاف آفاقها وتحويلها للصالح العام وينبغي وضع استراتيجية أمنية متوافقة ومدروسة على مستوى العالم العربي، تقف في وجه سلبيات العولمة على الأمن، وسد الثغرات الطارئة على البيئة الأمنية العربية من حيث توحيد الاهتمام وتفعيل الإجراءات كما فعلت أوروبا التي وضعت لنفسها اتفاقية أمنية أوروبية على اعتبار أن أمن أوروبا أمنا واحدا لا يساوم عليه أحد.. ???