سائح يتلقى دعوة زيارة!!

??يدور السيد رامون ستبلنبيرج حول العالم في رحلة من نوع فريد، ومن فكرة جامحة، ولكنه بدأ في تنفيذها ولاقت النجاح الكبير، فهذا الشاب الهولندي انشأ صفحة وموقعا له على الإنترنت وسماه (استضفني يوما واحدا www.letmestayforaday.com) وطلب ممن يرغب من الشركات أو التجار أو أصحاب الأعمال أن يستضيفوه يوما واحدا مقابل أن يكتب عنهم في يوميات رحلته، كما أنه سيضع اسمهم وشعارهم في صفحة الإنترنت التي يتولى الأشراف عليها بنفسه ويحدثها يوميا، ويكتب فيها كل جديد يمر عليه. نجاح غير منتظر!! يقول السائح المتجول رامون والذي يبلغ من العمر 25 عاما، إنه بدأ رحلته في شهر مايو 2001 من هولندا، وانطلق وليس معه سوى حقيبة على ظهره وكاميرا وتلفون جوال، ولكنه كان ضيفا على أحد ما في كل هذه الأيام حتى الآن، وهو يقول إن جميع المصاريف التي تحملها في رحلته هذه هي مبلغ 35 دولارا قيمة تسجيل موقعه على الإنترنت. وبدأ رحلته من مسكنه، وودع والديه، ومنحه صديق له تذكرة القطار، حيث إن أول دعوة له كانت من محطة راديو وتلفزيون هولندي في المدينة المجاورة لمدينته، ورغبوا في تقديم هذا المغامر في أول رحلة له، فاستضافوه لديهم بكرم لم يكن يتوقعه، فقد قضى الليلة الأولى في الفندق مع وجبة عشاء فاخر، وبقي إلى الصباح حيث موعد البرنامج، وتناول إفطاره في الفندق، وخرج إلى المضيف الثاني لليوم الثاني في رحلته. وتلقى أكثر من 3000 دعوة من شركات ومؤسسات ومطاعم، من 67 دولة في كل القارات، والجميع يدعونه ليكون ضيفا عليهم، وليتحدث عن رحلته للزبائن أو للحاضرين أيا ما كانوا، فيكون هو المحور والضيف الهام في كل الدعوات، وهو يحصل على ما يحتاجه من أكل وسكن، ولا يجمع نقودا، ولا يتقاضى أي مبالغ من مضيفيه، ويرضى بما يتيسر للمضيف من خدمات، فهو لا يطلب غرفة أو جناحا في الفندق، بل إن سريرا وغطاء يكون كافيا له لقضاء ليلة عند مضيفه. سلسلة الهدايا!! من ضمن أفكار رحلته، أنه يقدم هدية من المضيف الحالي إلى المضيف القادم، وهي هدية رمزية، وخفيفة لكي يستطيع حملها، وهو يقول إن أكثر الهدايا كانت صورا أو أكوابا أو أشرطة غنائية. ويقبل الهدايا التي تساعده في إتمام رحلته، فقد حصل على كاميرا جديدة بدل الكاميرا الأولى التي كانت معه، كما أن أحد مضيفيه قدم له كمبيوترا محمولا ليساعده في كتابة ونشر مذكراته اليومية. نصف العالم في ستة أشهر: لا يزال هذا السائح يتنقل من بلد لآخر، والجميع يرحبون به، وتنقل بين دول أوروبا جميعها من بلدانها الشمالية إلى الجنوبية، وسافر إلى خارج أوروبا حيث تلقى دعوة كريمة من رجال أعمال من دولة جنوب أفريقيا، وقضى فيها أكثر من 70 يوميا بدعوات من شركات يهمها الإعلان عن نفسها في كل مكان، وسافر إلى هونج كونج أيضا في طريقه إلى أستراليا التي سيقضي فيها وقتا طويلا. بل إن الحكومة الأسترالية أعفته من رسم فيزة الدخول، وسمحت له بالسفر مجانا، وهو حاليا يتجول في أستراليا. ويمكن متابعة تنقلاته في قارة أستراليا من يومياته التي تظهر على شبكة الإنترنت، حيث زار الكثير من معالم أستراليا، وأصبح من أفضل من كتب عنها، ويشجع على السياحة إليها. مذكرات ممتعة: ويقوم هذا السائح الجوال بكتابة مذكراته اليومية، وينشرها على موقعه على الإنترنت، ويمكن للجميع الاطلاع عليها وقراءتها، ومعرفة خط سيره. ويقدم وصفا تفصيليا لأحداث كل يوم، وما يحصل له من فصول مضحكة أو مخجلة أو غبية أو عجيبة، وهو يقول إنه يحاول دائما الوصول إلى مضيفه بأي وسيلة، فأحيانا يصل إلى المكان ماشيا، وأحيانا بالقطار، وأحيانا على العجلة حيث يتم نقله بواسطة مضيف أو متبرع. يذكر أن أكثر ما يزعجه في هذه الرحلة المجانية الأسئلة التي تطرح عليه، فهي غالبا متشابهة، ويظل يرد عليها بنفس الجواب، فالجميع يسأله متى بدأ هذه المغامرة، وكم يصرف؟ وكيف يتنقل؟ وأصبحت الأسئلة مملة وغير مبهجة، وهو يخشى أن يظهر بمظهر الإنسان غير اللطيف مع مضيفيه. ولا ينكر أنه سعيد جدا في الاستقبالات الكبيرة والاجتماعات التي يحضرها وكأنه ضيف الشرف أو الإنسان المهم في تلك الحفلات، ولو أنه يقول في كثير من الحفلات كنت أتمنى أنني في غرفة وحدي أشاهد التلفزيون. الرحلة متواصلة: يقول هذا المسافر المغامر: إنه سيواصل هذا العمل الغريب، وسيستمر في تنقلاته ورحلاته طالما أن هناك من يدعوه ويستضيفه، وهو يتمنى أن ينام ليلة في البيت الأبيض مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وعلى ضيافته، ولا يزال ينتظر ويتوقع مثل هذه الدعوة، فقد نزل ضيفا على شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية كبيرة في كثير من البلدان، وكان الترحيب به ليس من باب حقوق السفارة ولكن للدعاية والإعلان عن شيء ما.. ???