التفكير علم من العلوم يجب تعلمه!!

??اسم الكتاب: تعليم التفكير اسم المؤلف: د. إبراهيم أحمد مسلم الحارثي الناشر: مكتبة الشقري الرياض طبعة 2001م(248 صفحة ) ?? قدم الدكتور إبراهيم أحمد مسلم الحارثي مجموعة من الكتب التربوية الهامة في التفكير، منها كتابه (التفكير والتعليم والذاكرة) ويتبعه بهذا الكتاب الذي يقدمه للمعلمين والمدرسين والمربين بكل أصنافهم وأماكنهم سواء في المدارس أو البيت أو المكاتب أو المعسكرات. فإن تعليم التفكير ضرورة للحياة وليس ترفا. ما هو التفكير؟ يطرح الكاتب هذا السؤال، والذي يصعب الإجابة عليه، لعدم وجود وصف مختصر يمكن لنا به تحديد ماهية التفكير أو تعريفه، ولكن يمكن القول بشكل عام إن التفكير هو أي نشاط عقلي سواء كان في حل مشكلة أو اتخاذ قرار أو محاولة فهم لموضوع ما يتضمن تفكيرا، فالتفكير هو ذلك الشيء الذي يحدث في أثناء حل المشكلة وهو الذي يجعل للحياة معنى (ص13) ويمتد تعريف التفكير أيضا ليكون عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك، ولا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة، أي أن عملية التفكير تتأثر بالسياق الاجتماعي والسياق الثقافي الذي تتم فيه. التفكير والبيئة!! يتأثر التفكير بالبيئة التي ينشأ فيها الفرد، فهناك بيئة مثيرة ومنشطة للتفكير، وهناك بيئة مميتة ومحبطة ومحددة للتفكير، لذا فإن التعليم هو الوسيلة التي تؤثر في التفكير سواء بإثارته وتنشيطه أو أعاقته. ويقول المؤلف من الضروري التنويه إلى أن الأطفال لا يستطيعون العلم بمفردهم، وأن هناك لحظات حساسة في مراحل نموهم العقلي يحتاجون فيها بشكل خاص إلى وسيط تعليمي، ويحتاجون بصفة عامة إلى مساعدة الكبار ودعمهم مثل الآباء والمعلمين والأقران والرفقاء. بالإضافة إلى المثيرات المناسبة لتطوير قدراتهم الداخلية وطاقاتهم الكامنة. ص 32) ومن هنا كان الاهتمام بالبيئة التي ينشأ فيها الطفل غاية في الأهمية، فالطفل المقموع والذي يكون عادة موضع السخرية والتحطيم في كل أفكاره واقتراحاته وأسئلته، ينكمش ويتراجع مستوى التفكير عنده، ويحدث هذا أيضا في المدرسة، حيث يمكن أن ينطلق عقل التلميذ أو أن ينكمش حسب الواقع الذي يعيشه في المدرسة، ونوع التعليم فيما إذا كان تعليما يتطلب عقلا مفكرا، أو عقلا يستخدم كوعاء استقبال للمعلومات. نماذج من تحطيم الإبداع وعلاجها!! يقدم المؤلف نماذج من الأحاديث العادية التي تدور بين أفراد الأسرة الواحدة أو في المدرسة ولا نلقي لها بالا، ولكنها تعمل في الخفاء على تدمير الإبداع ووأده: ويقدمها لنا مع التعديل والتصحيح والحوار الصحي الذي ينبه العقل ولا يميته: من أين لك بهذه الأفكار السمجة؟ والصحيح هو ان يقال إن هذه فكرة مثيرة!! لا تسأل مثل هذه الأسئلة الغبية!! وعكسها: أخبرني عنها أو (أوضحها لي). ألا يمكن ان تعمل عملا صحيحا ولو لمرة واحدة؟ والأفضل: كيف توصلت الى هذه النتيجة؟ إنها ليست سهلة كما تتخيلها! والصحيح هو ما تقرره لنفسك شيء جميل بالنسبة لي. لماذا لا تستخدم عقلك؟ وعكسها حاول عملها بنفسك أولا، وإذا احتجت إلى مساعدة فأنا جاهز لمساعدتك!! كم مرة يجب أن أخبرك لتعمل!! والأفضل أن يقال: هذا سؤال جيد. لا يوجد أحد يفكر ويعمل بهذه الطريقة! والعكس: أنا متأكد انك تستطيع ان تعملها بإتقان. لماذا لا تفكر قبل ان تتكلم ؟ والصحيح هو: هل فكرت في بدائل أخرى؟ الإبداع غير التفوق !! الإبداع والتفكير يرتبطان معا، ويفرق الكاتب بين نوعي التفكير الإبداعي والتفكير الناقد، ويرى أن التفكير الإبداعي يتطلب ذكاء أعلى من التفكير الناقد. ويناقش الكاتب العلاقة بن التفوق الدراسي والإبداع، ويقول إن الدراسات تظهر وجود تناقض في العلاقة بينهما، ففي دراسة على 169 طالبا في بريطانيا، تبين أن بعض المبدعين استحوذت عليه حالة انغلاق عقلي، وعدم اكتراث بما يجري حوله، ولكنه بقي محافظا على درجاته العالية في التحصيل الدراسي. ولم يبق من هذا العدد المبدع سوى نحو عشرة طلاب واصلوا الى نهاية الدراسة، وهم يحملون مشعل الإبداع. وتقدم لنا هذه الدراسة حقائق غريبة، فإن أكثر المتفوقين تحصيلا كانوا من الذكور، ومعظم المبدعين كانوا من الإناث. كما أن فئة المبدعين حصلت على معدلات متدنية في الامتحانات النهائية، بينما حصلت فئات المتفوقين دراسيا على معدلات عالية. وفي المستوى الاجتماعي كشفت الدراسة أن المتفوقين دراسيا يجدون صعوبة في التكيف الاجتماعي وفي تكوين الأصدقاء، بينما نجد فئة المبدعين كانت اكثر أصدقاء وشعبية . وأما في نتائج اختبارات الذكاء فقد تساوى الجميع تقريبا. أفكار لإثارة التفكير عند المعلم والمتعلم: يقدم الكاتب، وهو خبير تعليم، العديد من الأفكار التي يمكن أن تثير التفكير عند الطالب، وهو يقدمها بتفصيل موسع للكثير من المواد لدراسية بما فيها ما كان يعتقد بأنه من المواد الجامدة والتي يصعب فيها التفكير الإبداعي مثل الرياضيات أو النحو، ويقدم درسا شيقا في التفكير في مواضيع القراءة والكتابة والجغرافيا والتاريخ، مما يجعل الدرس الجامد درسا متحركا وممتعا وشيقا بل وترفيهيا للطالب منفردا وللصف جميعه. كتاب ثمين : هذا الكتاب التربوي الثمين والذي يجب أن يطلع عليه كل مدرس ومرب، وكل رب أسرة، ينقسم إلى خمس وحدات رئيسية ويقدم كل وحدة في فصول عدة: الوحدة الأولى بعنوان: تعليم التفكير وأهميته ويشرحها في ثلاثة فصول الوحدة الثانية بعنوان: التفكير الإبداعي، ويقدمها في ثلاثة فصول الوحدة الثالثة بعنوان: التفكير الناقد: ويشرحها في فصلين الوحدة الرابعة بعنوان : حل المشكلات ويقدمها في خمسة فصول الوحدة الخامسة بعنوان : تعليم التفكير عبر المنهج ويقدمها في أربعة فصول. ???