مهرجان جدة يحول صيفها الساخن إلى صيف ممتع ومنعش!!

تحتفل مدينة جدة كل عام بمهرجان يسمى مهرجان الصيف، وهو عادة يبدأ بعد نهاية الدراسة في شهر يونيو من كل عام، وفكرة هذا المهرجان الذي يمر في عامه الرابع هي فكرية وطنية وقومية، حيث إن الغرض منها تنشيط السياحة الداخلية في المملكة العربية السعودية، خاصة وأن مدينة جدة تتميز بأن لها شاطئا جميلا، وتقع بجوار مكة المكرمة، حيث إنها تصبح المحطة الأولى التي يصل إليها أو يسافر منها الحجاج والمعتمرون، والذين يكثرون في فصل الصيف وهو موسم الإجازات في العالم العربي. شاطئ مميز: تتمتع مدينة جدة بشاطئ جميل يمتد على مسافة أكثر من 80 كم، و نال هذا الشاطئ عناية خاصة لتجميله، حيث تم رصف الطريق بجوار البحر، وأصبح راكب السيارة يتمتع بمنظر البحر والخضرة المصاحبة له في كثير من الأماكن بدون عوائق وجدران أسمنتية، أو ناطحات سحاب تعيق الرؤية وتمنع المتعة للعابر والسائح. وأصبح الشاطئ ملكا للجميع، حيث تبتعد المساكن عن الشاطئ بما لا يقل عن 60 مترا عن البحر ومائه. وبحر جدة ليس مناسبا في أجزاء عديدة منه للسباحة، فهو عميق جدا بالقرب من الشاطئ، ولكن هذا العمق يعطي البحر لونا أزرق غامقا يضفي على منظر البحر جمالا أخاذا، يسحر الناظر إليه، وتبقى الصورة في العين مدة طويلة. الرطوبة تساعد على التسوق: إن الرطوبة في مدينة جدا عالية جدا في فصل الصيف، ولكن نسمات البحر التي تهب كثيرا تنعش الجسم والروح، وهذا ما يجده السائح والزائر للأسواق فهي جميعها إلا ما قل، تقدم الجو البارد من خلال المكيفات التي تقدم التيارات الباردة، ويشعر الزائر والمتسوق أنه في وسط حديقة غناء برطوبتها وبرودتها. وهذه الرطوبة أيضا جعلت هذه المدينة الساحلية مدينة لا تنام، فإن الجو في الليل أفضل منه في النهار، بسبب نسمات البحر الباردة التي تهب ليلا، فتبقى الأسواق إلى ساعة متأخرة، ولا تقفل المطاعم إلا بعد منتصف الليل بكثير، حيث إن الناس تفضل الحركة والتنقل في الليل البارد الرطب عن النهار الحار. استعدادات سياحية: يمتد على شاطئ الكورنيش بجدة مجموعة كبيرة من أماكن الترفيه السياحي الجميلة، وقد بنيت على أساس الأعراف الاجتماعية، والجو الحار، فقد بنيت هذه المنتجعات لتستقبل العوائل في شاليهات منفصلة ومكيفة يتمتع الساكن فيها بالجو البارد بجوار البحر، وبخصوصية تجعله البحر ملكا له ولعائلته فقط. كما أن هناك 6 فنادق من ذات النجوم الخمسة تنتشر على شاطئ الكورنيش، وتقدم للسائح البحر بجو استوائي رائع، حيث الاهتمام في هذه الفنادق وحدائقها الجميلة المميزة، والدائمة الخضرة، وتقام في هذه الحدائق التي لا يفصلها عن البحر سوى الأشجار الاستوائية الكبيرة حفلات العشاء والسهرات الطويلة التي تعرف بها مدينة جدة، حيث إن السهرات تبدأ عادة بعد العاشرة مساء لتمتد إلى ما بعد منتصف الليل بكثير. البلد بحر آخر!! داخل مدينة جدة، وهو ما يسمي هناك باسم البلد، هو بحر آخر زاخر بالعجائب والتاريخ، فمدينة جدة مدينة قديمة جدا، بل يقال إن اسمها جدة لأن أم البشر (حواء) دفنت هناك في جدة، وحسب هذه القصة فإن جدة تعني أنها أول مدينة في العالم. وفي داخل البلد توجد أسواق يعود تاريخها إلى العصور القديمة مثل سوق قابل، وسق الهنداوية، وباب شريف، كما يوجد مسجد عكاشة والذي ينسب إلى الصحابي الجليل الموعود بالجنة كما ورد في الأثر. وهذه المناطق التاريخية لا تزال تزخر بعبق التاريخ وعلاماته، وقد اهتمت البلدية بهذه الثروات التاريخية، وطلبت المحافظة عليها، وعملت على ترميمها وصيانتها، وإبقائها على أشكالها القديمة، والمحافظة على شوارعها الضيقة، والتي لا تتسع لسيارة واحدة، حيث إن الشوارع كانت للمارة وللجمال على أكبر تقدير، لذا فإن بعض الشوارع لا تستقبل السيارات لضيقها، وقد حافظت البلدية عليها، بما هي عليه، حفاظا على التراث والتاريخ. كما أن زائر داخل المدينة سيلاحظ أن الأنوار في هذه الشوارع أيضا تخرج من فوانيس على شكل الفوانيس القديمة والتي كانت تنار بها الشوارع. نجاح منقطع النظير: تقول الدراسات المبنية على نتائج الحملات السياحية، إن البرنامج السياحي لمدينة جده حقق أهدافه، مما جعل القائمين عليه ينظرون إلى الأبعد وإلى تحسين وتلافي العيوب السابقة، وهدف البرنامج هو أن تتطور السياحة في جده لتكون البديل والمنافس للمدن الأوربية التي تستقطب الكثيرين من السعوديين وأبناء الخليج، كما أن البرنامج السياحي في جدة يسعى لتكون هذه المدينة المحطة المفضلة للسائحين الأجانب، وقد نجح هذا البرنامج في سنواته السابقة، واستقطب ملايين السياح وإن كان أكثرهم من الداخل، إلا أن التعديلات الأخيرة على تنظيمات العمرة ستساعد كثيرا على التوسع في السياحة الدينية، والتي ستكسب منها مدينة جدة أعدادا كبيرة من الزائرين. وأدى النجاح السابق إلى مزيد من التنظيمات الجديدة والتوسع في بناء الأوعية السياحية من أماكن الترفيه والمطاعم والفنادق والشاليهات التي لا تزال هي المفضلة للمجتمع السعودي. ???