كشمير المسلمة ومسلسل الدماء

تقع كشمير المسلمة في جنوب وسط آسيا، تحدها باكستان من الغرب والشمال الغربي، والصين من الشمال الشرقي والجنوب الشرقي، والهند من الجنوب وهي من المناطق التي تتمتع بطبيعة جميلة جدا
أما مساحتها فتقدر بحوالي &# 1640;&# 1637;&# 1632;&# 1632;&# 1632; ميل مربع، يسكنها حوالي &# 1633;&# 1634; مليون نسمة منهم مليون ونصف لاجئ في باكستان، ومائتان وخمسون ألف مغترب في دول متفرقة من العالم، يمثل المسلمون فيهم أكثر من &# 1640;&# 1637;&# 1642;
ويعمل أهلها في الصناعة وأهما صناعة السجاد الشرقي والفرش، وهناك العديد من المنتجات الزراعية مثل الزعفران والتفاح والعسل وعدد كثير من الفواكه
ويتميز أهلها بالكرم وحسن الضيافة

كشمير بين الإسلام والهندوسية

دخل الإسلام إلى كشمير بداية القرن الرابع عشر الميلادي، حيث تمكن أحد دعاة الإسلام ويدعى بلبل شاه من إقناع حاكمها البوذي رينجن شاه بالإسلام؛ فأسلم وأطلق على نفسه اسم صدر الدين.
وظلت كشمير تحت الحكم الإسلامي حتى القرن الثامن عشر الميلادي، حيث سيطر عليها السيخ عام &# 1633;&# 1640;&# 1633;&# 1641;م حتى عام &# 1633;&# 1640;&# 1636;&# 1638;م، ومارسوا فيها أبشع صور الظلم والعدوان ضد المسلمين.
وما كادت تنفك كشمير من حكم السيخ حتى سيطر عليها الاستعمار البريطاني عام &# 1633;&# 1640;&# 1636;&# 1638;م، الذي باعها إلى طائفة الدوجرة الهندوسية بمبلغ ضئيل قدره سبعة ملايين ونصف مليون روبية هندية.

الهند تفرض سيطرتها على كشمير وترفض استقلالها

وفي عام &# 1633;&# 1641;&# 1636;&# 1639;م تقرر تقسيم قارة جنوب آسيا إلى دولتين هما باكستان والهند؛ على أن تنضم المناطق ذات الأغلبية المسلمة (ومن بينها كشمير) إلى الباكستان، بينما تنضم المناطق ذات الأغلبية غير المسلمة إلى الهند، إلا أن الهند استمرت تماطل في تنفيذ هذا القرار، وتمارس كل أنواع الضغوط على المسلمين فيها وبالأخص على الأغلبية المسلمة في كشمير، ولم تكتف بذلك فقط، بل نقضت الاتفاق مع دولة باكستان وأعلنت السيطرة على ولاية كشمير بالتعاون مع المحتل الإنجليزي

الجهاد الكشميري يبدأ

ولقد أيقن الشباب الكشميري بأن قضيته لن تحل إلا به فرفع راية الجهاد لتحرير الولاية من براثن الهندوس، وعلى مدى أعوام طويلة ، أصبح وادي كشمير ساحة قتال للعديد من المنظمات التي تقاتل من أجل تحرير هذا الإقليم من قبضة السيطرة الهندية.
وقد تمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من إنقاذ ثلث الولاية، فتأسست الحكومة الحرة لولاية جامو وكشمير في &# 1634;&# 1636; أكتوبر عام &# 1633;&# 1641;&# 1636;&# 1639;م وسمي الجزء المحرر بكشمير الحرة وهو الذي يمثل &# 1635;&# 1639;&# 1642; من مساحة الولاية التي بقي &# 1638;&# 1635;&# 1642; منها تحت سيطرة الهند، ويطلق عليه كشمير المحتلة.
واضطرت الهند بفضل انتصارات الشباب الكشميري المسلم إلى رفع القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت قرارا بإجراء الاستفتاء لتقرير مصير الولاية، ومن ثم الانضمام إما إلى الهند أو إلى باكستان، وكان ذلك في &# 1637; يناير عام &# 1633;&# 1641;&# 1636;&# 1641;م.
وافقت حكومة الهند على القرار واستمرت موافقة عليه إلى عام &# 1633;&# 1641;&# 1637;&# 1638;م، ثم بدأت تماطل مرة أخرى في تنفيذه، إلى أن رفضت تنفيذه تماما وبقي موقفها هذا حتى الآن.

قيام الصراع بين الهند وباكستان

وقد قامت بعض الدول بمساع لحل القضية الكشميرية إلا أنها كلها باءت بالفشل، وكان نتيجة ذلك هو زيادة التوتر بين الهند وباكستان التي تؤيد وتدعم القضية الكشميرية، وزاد من هذا التوتر الإعلان الذي أعلنه وزير داخلية الهند في &# 1633; /&# 1633;/ &# 1633;&# 1641;&# 1638;&# 1637;م بأن كشمير جزء لا يتجزأ من الهند، كما أعلن وزير الدفاع الهندي أن القوات الهندية التي كانت تعبر خط وقف إطلاق النار في الماضي سوف تفعل ذلك مرات أخرى إذا دعتها الضرورة إلى هذا الفعل، وتوترت العلاقات أكثر عندما أعلن رئيس وزراء الهند آنذاك شاستري تصميمه على اعتبار كشمير جزءا لا يتجزأ من الهند، وعلى أثر ذلك اندلعت الحرب بين البلدين في &# 1637;/&# 1640; &# 1633;&# 1641;&# 1638;&# 1637;م ، واستمرت الحرب &# 1633;&# 1639; يوما.
ولما اشتدت الحرب شعر مجلس الأمن الدولي بخطورة الحالة ، فعقد جلسة طارئة في &# 1634;&# 1634; /&# 1641;/ &# 1633;&# 1641;&# 1638;&# 1637;م ، وأصدر قراره رقم &# 1634;&# 1633;&# 1633; بوقف إطلاق النار بين البلدين وسحب القوات إلى المواقع التي كانت تحتلها قبل &# 1637; /&# 1640;/ &# 1633;&# 1641;&# 1638;&# 1637;م في فترة لا تتعدى &# 1634;&# 1637;/&# 1634; ، ولكن المجلس وعد باتخاذ ما يمكن اتخاذه من إجراءات لتسوية المشكلات السياسية التي ينطوي عليها النزاع الهندي الباكستاني دون أن يذكر القضية الكشميرية صراحة!!

الحكومة الهندية لا تألوا جهدا في ممارسة جميع أعمال العنف ضد المسلمين

منذ سيطرة الهند على كشمير وهي تسعى إلى طمس الهوية الإسلامية وسلخ المسلمين عن دينهم باتباع استراتيجية توسعية لتثبيت أقدامها مرة أخرى في هذه الولاية المسلمة.
وذلك بهدف قسر المسلمين على التنازل - بمرور الوقت - عن حقهم في تقرير مصيرهم.
وقد ذكرت مجلة الإصلاح، العدد: (&# 1636;&# 1633;&# 1632;) عن الدكتور يونس النجرامي عميد كلية اللغة العربية بالهند: إن العمليات الوحشية للجيش الهندي في ولاية جامو وكشمير المسلمة من يناير &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1632;م، حتى نهاية &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1640;م، أدت إلى استشهاد (&# 1637;&# 1641;&# 1633;&# 1639;&# 1632;) من مسلمي كشمير، رجالا ونساء وأطفالا، وعدد الشهداء من القادة السياسيين (&# 1635;&# 1633;&# 1637;)، ومن العلماء والمشايخ (&# 1635;&# 1635;&# 1637;)، والجرحى من الرجال والنساء والأطفال (&# 1639;&# 1637;&# 1632;&# 1634;&# 1632;)، والمسجونون من الشباب المسلم في السجون الهندية (&# 1637;&# 1632;&# 1632;&# 1632;)، والمسجونون رجالا ونساء في ولاية جامو وكشمير (&# 1639;&# 1632;&# 1638;&# 1632;&# 1632;)، وعدد المسلمين الذين أحرقوا أحياء في بيوتهم (&# 1638;&# 1634;&# 1632;)، والمهاجرون الذين هاجروا من كشمير المحتلة، والمصابون على الحدود (&# 1635;&# 1639;&# 1632;&# 1632;&# 1632;)، والنساء المسلمات اللاتي انتهكت أعراضهن (&# 1636;&# 1632;&# 1633;&# 1636;)، والنساء اللاتي وجدت جثثهن في نهر جهلم (&# 1633;&# 1636;&# 1633;&# 1639;) والمصاحف والكتب الدينية التي أحرقت (&# 1634;&# 1640;&# 1637;&# 1632;&# 1632;)، والمسلمات الشابات اللاتي استشهدن بسبب هتك أعراضهن (&# 1636;&# 1632;&# 1639;)، والمساجد التي دمرت أو أحرقت (&# 1640;&# 1633;)، والبيوت والدكاكين والمستشفيات والمدارس التي أحرقت (&# 1635;&# 1632;&# 1632;&# 1635;&# 1641;)، والأنعام التي أحرقت حية (&# 1634;&# 1638;&# 1636;&# 1634;)، والقوارب السكنية في بحيرة (دل) في سرينجار التي أحرقت (&# 1637;&# 1637;&# 1635;).

المنظمات الجهادية وتاريخ الصراع

مع ازديادا تسلط الهند وسوء الأوضاع في كشمير وتخلي المسلمين عنها، رأى أهلها أنه لا ينفع إلا المواجهة المسلحة مع الهند، وقد قام عدد من الغيورين بإنشاء عدد من المنظمات التي ضمت بين جنباتها كثيرا من الشباب المتحمس للجهاد وذلك بهدف تصعيد الأمر حتى تتحرر كشمير. وتعتبر منظمة جيش محمد ومنظمة لاشكار- إي - تويبا ( عسكر التوبة ) من أهم المنظمات الموجودة في كشمير إلا أن منظمة عسكر التوبة تتميز بأنها أفضلها تدريبا. كما يعتقد أيضا بأنها مكونة أساسا من عناصر مقاتلة لا تنتمي إلى ولاية كشمير.
وقد تأسست هذه المنظمة في الثمانينيات، وتضم عدة مئات من المتطوعين من الباكستانيين، والأفغان ، الذين قاتلوا ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان .
أما منظمة جيش محمد فهي أكثر حداثة في كشمير. وبالرغم من أنها تأسست حديثا في فبراير من عام &# 1634;&# 1632;&# 1632;&# 1632; على يد مولانا أزهر مسعود إلا أنها شقت طريقها سريعا، وتصدرت أنشطتها العناوين الرئيسية في الصحف وأجهزة الإعلام.

ثورات إسلامية من الشعب الكشميري

وفي الثمانينيات قام المسلمون بثورة ضد سوء الإدارة والفساد وتزوير الانتخابات في كشمير . وفي الأيام التي أفلحت فيها قوات المجاهدين المسلمين من دحر السوفييت في أفغانستان قامت باكستان بدعم وتسليح الثوار الكشميريين، إضافة إلى أنهم تلقوا مددا من بقية الأقطار الإسلامية للجهاد والتحرر من الحكم الهندي .
وظل الوضع كذلك حتى كان عام &# 1633;&# 1641;&# 1640;&# 1641; بدأت حركة التمرد داخل القطاع الهندي من كشمير، وهي الحركة التي أودت حتى الآن بحياة حوالي &# 1639;&# 1632;.&# 1632;&# 1632;&# 1632; شخص
ثم بعدها بعام قامت انتفاضة شعبية كشميرية كبيرة ضد الهند وممارساتها أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى، وتقول السلطات الهندية انه قتل حوالي &# 1634;&# 1640; الف شخص منذ اندلاع الثورة المسلحة عام &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1632;، من بينهم عشرة آلاف مدني في حين يقول آخرون إن عدد الضحايا أكثر من ذلك .
في أواخر عام &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1633;م نقلت الحكومة الهندية علي الجيلاني وبعض قادة الجهاد الإسلامي إلى (نيودلهي) وأخبرتهم أنها ستعطي الشعب الكشميري حريته شريطة أن تكون السيطرة المباشرة والقوانين العامة في يد الهندوس، ورفض قادة الجهاد ذلك.
والمعروف أن الجهاد الكشميري لم يكن متوقفا قبل تاريخ يناير &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1632;م، ولكنه كان موجودا ومستمرا بصور عديدة منذ عام &# 1633;&# 1641;&# 1636;&# 1639;م، ولكنه لم يأخذ شكله العملي المنظم إلا في ذلك التاريخ بعد أن تأكد للجميع أن الحل السلمي لن يجدي شيئا، وأن المحادثات والاعتماد على الأمم المتحدة لن يعطي الكشميريين حريتهم.
ولقد أدرك شعب كشمير المسلم أن الجهاد المسلح في الداخل ضد الاحتلال الهندي لا بد وأن يكون له جانب سياسي وإعلامي يعمل على إيصال القضية إلى المحافل الإقليمية والدولية ، الشعبية منها والرسمية ، فتقرر إنشاء (حركة تحرير كشمير العالمية) في يوم &# 1639;/&# 1638;/ &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1632;م، أي: بعد قيام الانتفاضة المسلحة بحوالي نصف عام لملء ذلك الفراغ السياسي على المستوى الدولي.

كشمير وغفلة العالم

وإلى هذا العصر والهند تمارس أبشع أنواع الاضطهاد ضد هذا الشعب الأعزل وخلال الأيام القليلة الماضية فقد الشعب الكشميري الكثير من أبنائه، واعتقل الكثيرون ومارست السلطات الهندية معهم أبشع أنواع التعذيب، وانتهكت أعراض الكثير من النساء، ولا يزال مسلسل القتل والاغتصاب والتشريد وحرق المساجد وطرد السكان تحت سمع العالم أجمع دون أن يحرك ذلك ساكنا لا من المسلمين ولا من غيرهم، خاصة بعد اتهام الهند للمنظمات الجهادية بها بتفجير مبنى البرلمان الهندي وقيام الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان منظمة لاشكار وغيرها من المنظمات الكشميرية منظمات إرهابية، وتأبى الدول الغربية النظر إلى قضية كشمير إلا على أنه قضية داخلية بعد أن تخلى عنهم المسلمون في بقاع الأرض، فلا يكاد يذكرهم أحد، ولا يأبه لشأنهم سوى فئة قليلة من الناس حرصوا على إظهار حالهم للعالم عله أن يستجيب لهم.