أول رواية كاملة كتبت في التاريخ تمتلئ بالسحر والسخرية!!

??اسم الكتاب: الحمار الذهبي اسم المؤلف: لوكيوس ابوليوس ترجمة د. أبو العيد دودو الناشر: دار الاختلاف الجزائر 2001م ?? يقول المترجم إن هذه الرواية تعتبر أول رواية كتبت في العالم على أسس روائية تتعادل مع شروط الرواية الحديثة، وهذه الرواية كتبها أحد الأفارقة الذين عاشوا في ظل الثقافة اليونانية القديمة، وكتبها في القرن الثاني لميلاد السيد المسيح عليه السلام. وفي المقدمة الجميلة يذكر المؤلف أن هناك رواية سبقتها في الواقع، ولكنها رواية ناقصة، وهذه هي الرواية الأولى الكاملة، لذا فإنها تعتبر الرواية الأولى الكاملة إذا وضعنا شرط الاكتمال كشرط أساسي. ترجمة جديدة: يقول المترجم إن هذه الرواية لم تترجم الترجمة الكاملة والصحيحة، وقد ترجمت من قبل على أساس أنها جزء من الأساطير الإغريقية القديمة، ونشرت في الأدب العربي على هذا الأساس، في حين أن الكاتب لم يكن من أهل اليونان، فهو ينتسب إلى أفريقيا السوداء، وقد عاش في شمال أفريقيا قريبا من اليونان وإيطاليا، حيث كان الاتصال البحري قائما بين شمال أفريقيا وبلاد اليونان والإغريق الممتدة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط .. وهذه الترجمة هي الأولى، وهي ترجمة حقيقية للرواية الأساسية، بدون تعديلات أو حذف، حيث إن المترجم العربي قد حول الكثير من القصص فيها الى ما يتناسب مع الفكر العربي، الذي ينظر الى أعمال الآلهة الإغريقية نظرة عدم ارتياح. ويقول المؤلف إن عشرات من الأدباء والكتاب العرب استفادوا من فكرة هذه الرواية، وبنوا عليها روايات أو اتخذوها قاعدة لرواية محرفة. محور القصة: تدور القصة حول فكرة ساخرة جدا، حول أحد شباب اليونان، ويدعى لوكيوس كان مع مجموعة من المسافرين، وسمع من أحاديثهم عن امرأة ساحرة شهيرة في المدينة التي كانوا في طريقهم إليها، فنزل ضيفا عند صديقة لعائلته، فذكرت له أيضا عن هذه الساحرة وحذرته منها ومن سحرها، فازداد حبا في معرفة ماذا تفعل هذه الساحرة، فاتفق مع الخادمة أن تعينه على معرفة سر الساحرة. وفي الليل هاجمه ثلاثة لصوص ولم يكن له مفر من مصارعتهم، وتمكن منهم فقضى عليهم جميعهم ، وقبض عليه بجريمة القتل، وفي المحكمة، عندما أحضرت الجثث لإثبات الجريمة، تبين أنه لم يكن هناك جثث بل كانت ثلاث قرب ماء مملوءة هواء. وأطلق سراح الشاب لعدم حدوث جريمة القتل أساسا، على الرغم من أنه هو القاتل. وأدرك أن الساحرة علمت بوجوده ورغبت في التحرش به، من هنا ازدادت رغبته في معرفة أعمال هذه الساحرة، وساعدته الخادمة على الوصول إلى بيت الساحرة ورأى بنفسه كيف أن الساحرة دهنت نفسها بدهان تحولت بعده إلى بومة، وطارت أمام عينه إلى السماء وهو يشاهدها .. وازداد حب الاستطلاع عنده ورغب في تجربة الدهان بنفسه، وطلب من الخادمة أن تسمح له بأن تأتيه بالوعاء ليدهن نفسه به، واستجابت الخادمة لطلبه وأعطته علبة الدهان؟ بداية المشاكل: أخطأت الخادمة في إحضار العلبة الخاصة بالطيور، وأعطته الدهان الذي حوله إلى حمار، وهنا تبدأ رحلة السخرية التي استفاد منها الكاتب لينقل أفكاره، فقد تحول هذا الإنسان بشكله إلى حمار، ولكن عقله بقي عقل إنسان مفكر. ووعدته الخادمة بأنها ستحضر له الدواء المضاد وهو عشب الورد والذي سيعيده إلى وضعه الإنساني، وطلبت منه أن يبقى في الإسطبل حتى تحضر له المطلوب، وهنا يأتي اللصوص ويسرقونه مع بقية الخيل وتبدأ رحلة المشاكل.. وفي رحلته الأولى مع اللصوص، يكون شاهدا على عملية اختطاف إحدى العرائس والتي يبدأ في حبها، وكان يعاملها معاملة خاصة قدرتها له، ولكن حياته بقيت معروفة بأنه حمار، ويقوم بأعمال الحمار، فهو يتمنى أن يحمل الحبيبة إلى أي مكان، ولكن أصحاب الإسطبل يفضلون عمله على رحى طحن الحب. أو حمل الحطب أو نقل الأمتعة.. وكانت مشكلته الكبيرة هي في الأكل فهو لا يأكل أكل الحمير، ليبقى فكره فكر إنسان.. فكانت هذه هي الرابطة التي تربطه ببني جنسه الأصلي، ومنها أيضا ارتفع حب أصحابه له، لأنه حمار صاحب ذوق، فهو لا يأكل الأعشاب ولكنه يأكل الخبر ولذيذ الطعام، فعلموا أنه حيوان نادر فعلموه بعض الألعاب فأجادها، وجعلوه يقوم برقصات وألعاب على المسارح .. وتمكن من الهرب ليصل إلى الشاطئ، وغسل نفسه سبع مرات وطلب من الآلهة أن تحرره من شكله الحيواني .. وهنا وصل موكب عظيم لتقديس الآلهة يحمل أعشاب الورد، فقفز إليها وأكل منها، وعاد إلى هيئة الأولى كإنسان. قصص عديدة: هذا الكتاب ليست قصة واحدة بل قصص منوعة وعديدة، وكل منها مستقلة بذاتها، وكأن القارئ أمام قصص من كتاب ألف ليلة وليلة أو كتاب كليلة ودمنه، ولكنها كلها في رواية واحدة. وهذا الكتاب مقسم إلى أحد عشر بابا، كل واحد من هذه الأبواب هو امتداد للرواية، وهو في الوقت نفسه رواية في بطن رواية مثل قصة العقاب البشع، وقصة العاشق المتخفي، وقصة التنين، وقصة الطحان .. وغيرها من القصص المتناثرة على صفحات هذه الرواية الجميلة. ???