زيارة فرنسا لا تكتمل بدون زيارة لمركز بومبيدو!!

فرنسا بلد التاريخ والفن والفكر والأدب، وهي العاصمة الثقافية للعالم الأوربي، يجد السائحون فيها أعاجيب مدهشة تأخذ بالألباب، فالبرامج السياحية ليس لها حصر في باريس، فزيارة برج إيفل هي إحدى الضرورات السياحية، ويتبعها زيارة متحف اللوفر، ويتبعها زيارة قصور الإمبراطوريات الفرنسية القديمة، أو القلاع الأثرية، ومن البرامج السياحية العصرية زيارة مدينة ديزني للألعاب، وتتوالى القائمة حتى إن السائح ليحتار في الاختيار، فالبرامج والدعوات كثيرة ومغرية، ولكن واحدا منها وهو مركز بومبيدو يصبح ضرورة، ولابد للزائر لباريس من المرور عليه، لأن عدم زيارة هذا المركز يعني عدم اكتمال برنامج السياحة، وسيعود السائح من فرنسا بلقب زائر وليس سائح. زيارة المتاحف ترفيه وتعليم!! وزيارة هذا المركز هي ترفيهية للسائح، ولكنها في الحقيقة سياحة تعليمية وثقافية، ومشاهدة هذا المتحف تغني عن محاضرات بالجملة عن التاريخ والفن والصناعة، كما أنها تنير عقل السائح وتثير علامات استفهام كثيرة، وتجيب عن أسئلة عديدة كثيرا ما تخطر في البال، ويجد الإجابة عنها بكل وضوح! مركز بومبيدو!! مركز بومبيدو مركز حضاري تفخر فيه فرنسا، وهو يحمل اسم الرئيس الفرنسي الراحل الذي كان رئيسا لفرنسا من عام 1969 إلى عام 1974م، وهذا المركز يعتبر أحد المعالم الحضارية والسياحية في مدينة باريس، ويقع في وسط المدينة ويحيط به مجموعة من المعالم الباريسية الشهيرة ليكون واحدا منها. وبدأ العمل به في عام 1971م وانتهى بعد ست سنوات من العمل المتواصل، وبتكلفة قاربت مائة مليون دولار، ويعتبر المبنى أحد التحف الهندسية العصرية، إضافة إلى أنه معلم حضاري وثقافي، ويزور هذا المركز أكثر من 7 ملايين شخص، وتقوم رحلات مدرسية من أنحاء أوروبا لزيارة هذا المركز. هندسة مدهشة تم تصميم هذا المركز ليلفت انتباه كل من مر بجانبه، أو دخله، فتصميمه يثير التساؤل الفكري، فكل من يراه يدهش ويتساءل ما هذا ؟ وعندما يكون بداخله سيتجول بصره بسرعة متنقلا في الفراغات الهائلة التي تسمح بالرؤية، وفي الوقت نفسه تم استغلال كل متر مربع فيه الاستغلال الأمثل. وهو بارتفاع سبعة طوابق، ولكنه على ثلاثة أدوار إضافة إلى الدور الأول، لذا فإن شكله الغريب هو أول ما يدهش الزائر، فالمبنى كبير الحجم والمساحة، ويمتد على مسافة 166 مترا طولا بعرض مقداره 60 مترا، وجميعه مبني بالحديد والزجاج واستخدم فيه ما يزيد عن 50 ألف متر مكعب من الحديد، واستخدم فيه 11 ألف متر مربع من الزجاج، ويوحي للمشاهد أنه أمام شبكة عنكبوتية خيوطها من الحرير وفراغاتها من الزجاج. المتحف العصري يتميز هذا المتحف باهتمام واتجاهات العصر الحديث، فكرا وفنا وصناعة ،فهذا المتحف الذي ينتشر على مساحة تزيد عن مليون قدم مربع، ينقسم الى أربعة أجنحة، جناح للفنون الحديثة، حيث يشاهد أثمن وأجمل وأندر اللوحات لفناني العالم سواء مرسومة أو مجسمة، وجناح للتصميمات الصناعية، والأثاث العصري والكلاسيكي، والمعدات والأدوات العجيبة والغريبة. وجناح للموسيقى وفنونها وملحقاتها، وفي هذا الجناح يمكن أن يقضي السائح يوما كاملا بدون أن يشعر بمرور الوقت فيه، لما فيه من تنويعات وآلات وموسيقى، وجناح يشمل مكتبة ضخمة، وهي تحتوي على مراجع وأبحاث تتعلق بمعروضات هذا المركز وغيره من الاهتمامات العصرية. ولا يمل السائح الزائر لهذا المركز، فهو يقدم له أنواعا من الأفلام الحديثة والأفلام الوثائقية والعلمية أيضا في قاعاته المتوفرة والتي تعرض الأفلام بأحدث ما توصلت إليه علوم السينما والعرض. ويجد الصغار فيه متعة خيالية، فهو مركز تعليمي، ومركز يزوره طلبة المدارس بانتظام، وفيه الكثير من التشويق والترفيه للصغار والكبار أيضا، وهو يحتوي على مجموعة من المطاعم والمقاهي لمن يرغب في التقاط أنفاسه واستجماع قواه لجولة أخرى. متحف مفتوح هذا المتحف والذي يزوره يوميا أكثر من 25 ألف زائر مفتوح للجمهور مجانا كل يوم أحد، وأما بقية الأيام فهناك رسوم مقدارها 5 يورو، ويغلق للتنظيفات والصيانة في يوم الثلاثاء من كل أسبوع.