لوكسمبورج صغيرة في المساحة كبيرة في الأحداث والتاريخ!!

دولة لوكسمبورج هي إحدى علامات التاريخ الأوربي القديم، فهذه الدوقية، ليست مملكة ولا جمهورية، ولكنها الدوقية الأوربية الباقية على قيد الحياة هي وإمارة موناكو، حيث تتمتع هاتان الدوقيتان أو الإمارتان بسلطة كبيرة، وكل واحدة في الواقع تحتفظ بحقوقها كدولة مستقلة. ويرجع تاريخ لوكسمبورج الحديث، الى عام 1839م حيث أصبحت دولة يرأسها الدوق هنري الكبير. بحدودها الجغرافية الحالية والتي لا تزيد مساحتها عن ألف ميل مربع (2560كم مربع فقط). وعدد سكانها 440 ألف نسمة. ضريبة العظمة: تاريخ لوكسمبورج تاريخ عجيب، فهذه الدوقية الصغيرة، كانت فيما مضى من أكبر دول العالم، وكانت حدودها تمتد لتشمل ألمانيا وهولندا وجزءا من فرنسا وبلجيكا، بل إن كثيرا ما كان قادتها وحكامها هم أباطرة الرومان قديما، ولكن عندما ضعفت، أصبحت هذه البلاد رمزا للسلطة، ومن يحكمها يمتلك السيطرة العالمية، لذا فقد توالت على حكمها الإمبراطوريات الأوربية، وكل منها يفخر بأنه استولى وقضى على السلطة في لوكسمبورج ليكون هو الحاكم الأوربي المتفرد في السلطة والقوة. فهذه الدولة الصغيرة كانت تحت السيطرة النمساوية والأسبانية والفرنسية والهولندية والألمانية، كل منها أيام مجدها العظيم. اندحرت الجيوش وبقيت الأموال: تعتبر دوقية لوكسمبورج من أغنى الدول في العالم، فهذه الجزيرة اليابسة داخل أوروبا، تعتبر من أغناها على الإطلاق، بل إن معدل الدخل القومي للفرد يفوق كل المعدلات العالمية، فهو يقترب من 50 ألف دولارا للفرد الواحد، وفي هذه الدولة يتمتع الجميع بفرص عمل هامة وكبيرة، ففيها يوجد مجموعة من المنظمات العالمية التابعة للأمم المتحدة، والتي تنفق بسخاء على موظفيها في هذه الدولة، إضافة إلى أنها مقر لمنظمات عديدة من الاتحاد الأوروبي، بقياداتها وبتقنياتها العالية، كما أنها تعتبر عاصمة الظل للوحدة الأوربية، وللسوق الأوربية المشتركة، حيث إن الفكرة بدأت وظهرت من هذه الدولة الصغيرة المساحة، الكبيرة الشأن في التأثير العالمي. كما أنها تعتبر البيت والمنشأ للكثير من بيوت الأزياء الأوربية والمتاجر الشهيرة، وينتسب إلى هذه الدوقية عشرة أسماء هي أهم أسماء تجار العطور والجمال والأزياء، وعلى الرغم من أن بعضها ينسب إلى فرنسا، إلا أن أصلها ومنبعها من هذه الدوقية الصغيرة، ولا تزال تحتفظ بمركزها الرئيسي فيها، وهي عاصمة من عواصم الفنون والجمال الأوربي، وتقدم موديلاتها في المجوهرات والملابس والتي تعتبر نموذجا يحتذى به. بنك في كل زاوية: واقتصاد هذه الدولة يتمتع باستقرار لا مثيل له، وفي لوكسمبورج يوجد أكثر من مائتي بنك، وجميعها بنوك عاملة ونشطة، ولها تجارة خارجية، ولا ينافس سويسرا في الاستحواذ المالي سوى لوكسمبورج. ولكل بنك دولي فرع أو أكثر في هذه الدولة، وتعتبر البنوك في لوكسمبورج ملجأ تخزين الأموال من العالم، وهي أيضا منطقة ومحطة استثمار عالمية. متاحف: تفتقد هذه البلدة الى المتاحف الكبيرة، فالمتاحف الموجودة فيها هي متاحف عن الحروب وآثارها، فهي بلد كانت مطمع الغزاة، ولا تزال القوات الأمريكية فيها تمثل الحماية والإنقاذ المطلوب لهذه الدولة التي عانت من الحروب والتدمير، مما جعل قادتها يتبنون فكرة الوحدة الأوربية والدعوة لها والعمل على إنجاحها. فمتاحفها الحالية هي متاحف حربية وتاريخية أكثر منها متاحف فنية، والمتاحف الفنية تحت الإنشاء. والتعليم الجامعي فيها ليس بذي شهرة ، فاغلب المتعلمين فيها ينتسبون إلى تعليم خارجي من فرنسا أو من بريطانيا أو ألمانيا. واما مسارحها فهي أيضا محدودة، وتشتهر باحتفالاتها الموسيقية والتي تبدأ عادة في شهر مايو من كل عام، حيث يتمتع جميع السكان بمهرجانات الموسيقى والتي تعتبر إيذانا ببداية الربيع في هذا البلد المهموم بالتجارة والأعمال. مطاعم .. تقول الإحصائيات السياحية إن هناك عددا من المطاعم في هذه الدولة الصغيرة بما يجعلها الدولة الأولى في نسبة عدد المطاعم إلى عدد السكان، ففيها مئات المطاعم المميزة والتي تشتهر أيضا بأنها رائدة في تقديم الأطعمة الجديدة، وأن مطاعم لوكسمبورج لا يعلى عليها، بدليل هام جدا، وهو ان شعب لوكسمبورج لا يشكو السمنة المفرطة كبقية شعوب العالم المتمدن والمتحضر، حيث إن استهلاك الأطعمة الجاهزة أفسد الصحة وملأ الجسم بالشحوم، ولكن الأكل في لوكسمبورج لم يفعل ذلك بزواره، وهذا دليل على سلامته وصحته. ويعشق أهل البلد تناول الطعام في المطاعم، وتعتبر المطاعم هي مطابخ البيوت، والجميع يعمل في التجارة أو المنظمات الدولية، وتقضي أنظمة العمل بمنح العاملين ساعتين كاملة للغذاء والراحة، لذا فان هناك إقبالا شديدا على المطاعم خلال هاتين الساعتين، وتخلو الشوارع وتتوقف الأعمال جميعها، وينتقل سكان البلد جميعه إلى السكن في المطاعم خلال هاتين الساعتين. ???