في بريطانيا.. بالإمكان مشاهدة الطيور والعيش معها دون إزعاجها!!

صرعة سياحية جديدة تبدأ في بريطانيا في هذا العام، ففي شهر مايو2002 م سيفتتح مركز مشاهدة الطيور البحرية في مدينة نورث بيروك في اسكتلندا، وهو الأول من نوعه، ويستقبل السياح، وهذه الفكرة اهتم بها أحد خبراء الإلكترونيات البريطانيين، وهو في الوقت نفسه من عشاق الطبيعة ومشاهدة الطيور من صغره. مشاهد ساحرة ومشاهدة الطيور البحرية العديدة في بريطانيا هي هواية يعشقها الآلاف من الناس، فالطيور تتخذ من صخور وجبال شواطئ بريطانيا سكنا لها، وتفرخ فيها بالملايين، وهناك ما يزيد عن 2000 موقع تتجمع فيها الطيور بكثافة عالية، بتنوعاتها التي تصل إلى 200 ألف نوع، ويقبل عليها الجمهور البريطاني والسياح والباحثون، وأصبحت هواية العديد من الناس أن يقضوا أوقات فراغهم أو الإجازات بالسفر إلى الشواطئ بحثا عن الهدوء وبحثا عن الطيور ومشاهدة صراعات التزاوج ورقصاته، وانقضاضات الطيور العجيبة في صيد السمك حيث ينطلق الطائر وكأنه قذيفة منطلقا بسرعة تصل إلى 120 كيلومترا في الساعة ليلتقط السمكة بمنقاره من داخل البحر، ومشاهدة الطيور الأخرى وهي تصطاد بأرجلها، وهكذا تتنوع المشاهد ويبقى السائح مندهشا، ومسحورا بما يراه من ألعاب بهلوانية تقوم بها الطيور. هواية مزعجة للطيور وهذه الهواية، ودراسة وملاحظة الطيور ومشاهدتها يعشقها الكثير من الناس، بل إن مشاهدة الطيور في برامج الطبيعة على التلفزيون هي أيضا مشوقة وممتعة، لذا فإن مشاهدتها على الحقيقة أكثر إلحاحا عند الكثير من الناس، ويستطيع البعض من تحقيقها، ولكن المشكلة أن هذه السياحة تزعج الطائر، وتعتبر تدخلا غير عادل في حياته الطبيعية.، إذ تعود عشاق هذه الهواية على التنقل من صخرة إلى أخرى ومن شاطئ الى آخر على طول أميال عديدة من شواطئ بريطانيا. وكانت هذه الظاهرة والمتابعة الشديدة من الإنسان لملاحقة هذه الطيور هي السبب في البحث عن وسيلة بديلة ترضي شغف الإنسان، وفي الوقت نفسه تبعد الإنسان عن هذا الطائر المسكين، وفي الوقت نفسه تقدم حماية لهذه الطيور وتؤمن حياة طبيعية لها بدون تدخل الإنسان ومضايقاته. وتحولت الفكرة من فكرة علمية إلى فكرة سياحية، فتم إنشاء هذا المركز الذي كلف ما يزيد عن 3 ملايين جنيه إسترليني. العين السحرية المتحركة تقوم فكرة هذا المركز على وضع كمرات في أماكن عديدة من هذه الصخور، والتي تعشش بينها الطيور المختلفة، وهذه الكاميرات تنقل المناظر كما هي حية مقربة ومركزة للمشاهد البعيد، والذي يكون في هذا المركز السياحي المريح، وتتوفر فيه وسائل استقبال الصور بشكل واضح، بل ويمكن التحكم باتجاه الكاميرا لكي تتابع المنظر المميز، وهذه إمكانية لا تتحقق لمن يشاهدها على الطبيعة. كما أن الكاميرات وضعت في أماكن لا يستطيع الإنسان العادي الوصل إليها أو ان يشاهد الأحداث التي تحدث عن قرب، حيث ان بعض الكاميرات وضعت داخل الأعشاش، وبعضها بين الصخور، مما يجعل المناظر والتصوير أكثر واقعية وأكثر مما يستطيع الإنسان العادي أن يشاهده. وجميع هذه الأحداث تنقل من عدة كمرات يشاهدها الجمهور في قاعات معينة في هذا المكان، إضافة إلى أنهم يستطيعون رؤيتها بالعين المجردة عن بعد (ولكن بدون وضوح، أو بواسطة العدسات المقربة، والتي ترضي السائح وتقنعه بصحة ما يرى. مركز ومتحف لن يكون هذا المركز لمشاهدة الطيور فقط، بل إنه متحف للطيور بأنواعها، وفيه أيضا الطيور المحنطة، وهناك أفلام رائعة وصور نادرة عن الطيور تم التقاطها، وسيقوم المركز بعرضها على شاشة عرض خاصة به ومصممة لتعطي المنظر حيوية بحرية قوية. بالإضافة إلى عرضها كصور بارزة للجمهور. وسيكون هذا المركز أيضا مكانا ومقرا لأبحاث علماء الطيور، وفيه سيتم تجهيز مكان لأجراء التجارب، وتخزين البيض للأبحاث والدراسات. ويتوقع أن يجلب هذا المركز آلاف السياح سنويا، ويتوقع أن يكون العائد السياحي لهذا المركز الفريد والجديد من نوعه في اسكتلندا نحو 90 مليون جنيه إسترليني في العام الواحد، لأن هذا المكان سيكون قبلة للسياح من أمريكا وأوربا لما يقدمه للسائح من تجربة فريدة وغريبة في الوقت نفسه. مراكز قادمة ينتظر المستثمرون نتائج هذه التجربة والعائد منها، فهي تجربة سياحية خضراء تسعى إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها، إضافة إلى إتاحة الفرصة لمزيد من التعايش السلمي بين الإنسان ومخلوقات الأرض. والتقديرات الأولية تقدر أن تكلفة هذا المشروع يمكن استعادتها خلال سنوات قليلة من الرسوم التي يحصلون عليها للدخول إلى هذا المركز، وهي رسوم ليست مرتفعة، فهي نحو عشرة دولارات للكبار وخمسة للصغار. وفي حالة نجاح هذا المشروع فإن مراكز أخرى ستظهر، وستكون أكثر استخداما للتكنولوجيا الحديثة، والتي تستطيع تزويد المركز الواحد بنقل حي لحياة الطيور والكائنات البحرية في وقت واحد، وسيكون من السهل التقاط صور لحياتها بدون إزعاج لها.