تنبه قبل أن تذهب للراقي!!

ثير من المسلمين اليوم قد نحوا عقولهم جانبا، واتبعوا كل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع? فهاموا على وجوههم? وحادوا عن طريق الخلاص? وتفشى فيهم الجهل والبدع والخرافات? وانساقوا وراء ترهات لا تمت بصلة لهذا الدين وهذه العقيدة. بعض من تصدر للرقية خالف العقيدة الصحيحة فلجأ الكثير من الناس إلى بعض من زعم أو تصدر للرقية الشرعية دون وعي أو إدراك أو سؤال وإيضاح? وبعض أولئك المعالجين المنتسبين لمنهج أهل السنة والجماعة ممن سلك طريق الرقية قد خالفوا العقيدة والمنهج? فتكلموا بغير علم? فضلوا وأضلوا? وانساقوا وراء أهوائهم وشهواتهم? وقد وقع بعضهم في الكفر والشرك والبدعة والضلال من حيث لا يدري? وما كان ذلك إلا لعدم معرفتهم بأحكام الشريعة? وعدم تفريقهم بين الحلال والحرام. ولا بد من إدراك خطورة هذه الفئة ومحاربتها لما تحدثه من شرخ وهدم لعقائد الناس? ولا يؤخذ هذا الكلام على إطلاقه? فهناك أخوة قد تصدروا هذا الأمر وهم أهل له? فحموا العقيدة والمنهج? وكانوا شعاعا للدعوة ونصرة للمظلوم. يقول الشيخ علي بن حسن عبد الحميد: أما أولئك المدعون أو المصروعون أو المعالجون جميعا فتنظر أحوالهم? وتقاس على الشرع أفعالهم? فيرد منها ما لا يوافق الكتاب والسنة - وهو كثير - ويسدد منها ما انحرف عن جانب الحق والصواب بمقداره? وهو كثير أيضا. برهان الشرع في إثبات المس والصرع ص 22 ما يجب على المريض مراعاته عند الذهاب للرقية ومن الأمور المهمة التي يجب أن يراعيها المريض قبل الذهاب لشخص بقصد الرقية التحري والتثبت والتأكد من منهج الراقي وسلامة عقيدته وتوجهه? فانتفاء هذه المقومات لدى المعالج تورث إثما عظيما للمريض لعدم تثبته منها ومن كافة الجوانب المتعلقة بها? ولا بد أن يعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه? وهنا تكمن أهمية سؤال العلماء وطلبة العلم الثقات. ويجب الحذر من الاستجابة للعامة فيما يختص بالعلاج أو المشورة أو الذهاب معهم إلى أناس يزعمون أنهم يرقون، وهم حقيقة من الجهلة أو الدجالين والسحرة والمشعوذين? كما يجب الحرص على أصول العقيدة والعودة في كل المسائل التي قد تشكل على المصاب إلى العلماء وطلبة العلم? وربما ذهب الشخص إليهم فيقع فريسة لعبثهم واحتيالهم? وقد يزين الشيطان للمصاب الشفاء بعد ذهابه لهذا الجاهل أو الساحر أو الكاهن فيفقد دينه وماله وصحة بدنه? ولو صح بدنه لكانت خسارته في دينه فادحة لا تعادل ما كسبه? وبقاء المرض مع حفظ العقيدة والصبر وتحمل الابتلاء فيه أجر عظيم وثواب جزيل? إذا احتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى. صلاح الراقي وتقواه لا يقاس بكثرة من حوله وكل ذلك لا يقاس بعدد رواد فلان من الناس? بل الأساس في ذلك التثبت من المنهج والمسلك وصحة العقيدة لذلك الرجل? وهذه مسؤوليتنا جميعا ? فإن كانت كل تلك المقومات صحيحة سوية لا يشوبها شك أو لبس ونحوه? إضافة إلى إقرار العلماء وطلبة العلم لذلك المعالج? عند ذلك يكون الأمر قد سلك المسلك الشرعي الذي لا بد أن يكون عليه? إضافة للمتابعة والتوجيه والإرشاد? أما ارتياد هؤلاء المعالجين بناء على قول فلان وفلانة وازدحام الناس عليه? فهذا من أعظم الجهل? ولا غرابة فسوف تتبدد الحيرة والدهشة عند النظر فيما هو موجود ومشاهد محسوس على الساحة اليوم في كثير من المخالفات الشرعية الملاحظة لدى بعض المعالجين? والتي يتضح من خلال اقتراف بعضها تدمير للعقائد? وتشتيت للأفكار? مع أن الواجب الشرعي يملي مخافة الله وتقواه لكل من تصدر ذلك الأمر? والذي نراه اليوم ونسمعه من أن هذه الفئة استغلت ضعاف الإيمان وحاجتهم للعلاج فأصبحت تنفث سمومها بادعاء الرقية الشرعية? ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أبين بأن البعض بتصرفاته وأفعاله? يقوم بعمل لا يقل خطورة عما يقوم به السحرة والمشعوذون? فإلى الله المشتكى? ولا حول ولا قوة إلا بالله. الأولى أن يعالج المريض نفسه بنفسه سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال التالي: ماذا تنصح العوام قبل الذهاب لشخص بعينه من أجل الرقية والاستشفاء بكتاب الله وسنة رسوله؟ فأجاب - حفظه الله -: ننصح المصاب بمس أو عين أو صرف أن يعالج نفسه بكثرة الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار والأعمال الصالحة وكثرة القربات من صدقة أو صوم أو حج أو عمرة أو تلاوة أو نفع عام للمسلمين? وننصحه بالتوبة عن المعاصي والبعد عن السيئات والمخالفات? وهجر العصاة وأهل الملاهي? والأغاني والصور والصحف الماجنة والأفلام الهابطة وكل ما يدعو إلى الشر أو يدفع إلى المعاصي وذلك لأن الاستشفاء بكتاب الله تعالى وسنة رسوله إنما ينفع أهل الإيمان والتقوى كما قال تعالى: قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء وللذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ( فصلت : 44 ) وقال تعالى : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا الإسراء: 82? وننصحه أن يعتقد ويجزم بأن كتاب الله تعالى هو الشفاء والدواء النافع? ولا يشك ولا يتردد في أثر نفعه? ولا يجعله كتجربة? وننصحه أن يختار من القراء أهل التقى والورع وقوة الإيمان والخوف من الله تعالى والنصح للمسلمين? ولا يذهب إلى النفعيين الذين جعلوا الرقية حرفة يأكلون معها أموال الناس? فإن تأثيرهم قليل والله أعلم. (فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سن ة 1418هـ) من كتاب موسوعة شرعية في علم الرقي بتصرف يسير