المستهلك المسلم تحكمه قواعد الدين والأخلاق

&# 1645;&# 1645;اسم الكتاب: الرؤية الإسلامية لسلوك المستهلك اسم المؤلف: د. زيد بن محمد الرماني الناشر: دار طويق للنشر الرياض طبعة أولى &# 1634;&# 1632;&# 1632;&# 1633;م &# 1645;&# 1645; يقول الكاتب إن الهدف من هذه الدراسة معرفة سلوك المستهلك في ضوء الشريعة الإسلامية، ومحاولة صياغة نظرية لهذا السلوك، وتحديد دالة الاستهلاك التي تناسب القيم والمبادئ الإسلامية المبنية عليها. هل هناك سلوك اقتصادي إسلامي؟ قد يتبادر إلى الذهن أن السلوك الاستهلاكي لكل الناس سيكون واحدا، لأن هذه رغبات بشرية وإنسانية يتوحد فيها الناس شرقا وغربا، مهما اختلفت الديانة أو التعليم، ولكن هذا الكاتب ومن قراءة هذا البحث نجد أننا أمام إجابة معززة بالدليل القاطع أن هناك سلوكا استهلاكيا إسلاميا يختلف عن السلوك غير الإسلامي، وهو يبن ذلك من عدة طرق: أولا: إن السلوك الاستهلاكي جزء من السلوك العام، والسلوك العام يتشكل ويتأثر بالبيئة والثقافة و الديانة، ومن المعروف أن للعالم الإسلامي قيمه الاجتماعية العامة. فالمنفعة الدنيوية العاجلة قد تكون العامل الأساسي في سلوك المستهلك الغربي، بينما نجد أن هذه المنفعة ليست بالضرورة هي الأولى لدى المسلم، فهناك حقوق أوجبها الله على عباده، ويقول الله تعالى (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) وطلب منهم زكاة وصدقة من الأموال، وهذه منفعتها غير منظورة أو مباشرة للشخص المنفق. ثانيا: إن نظريات الاقتصاد بكل طروحاتها وأفكارها كانت نتيجة تصرفات الاستهلاك الاجتماعي، أي أن لكل مجتمع ولكل زمان صيغة استهلاكية تتغير من فترة إلى أخرى تبعا للظروف المؤثرة، لذا فإن الاقتصاد ونظرياته عرضة للتغيير والتبديل، ومن هنا فإن للمجتمع الإسلامي أيضا زمانه ومكانه الذي يوجب أن تظهر فيه نظرياته المبنية أيضا على ظروف المعيشة والثقافة السائدة فيه. ثالثا: إن النظريات الاقتصادية تنشأ أساسا لتفسير وبيان الواقع واتجاهات المستهلكين. نظريات تحت التكوين !! ويعترف الكاتب بأن النظرية العامة لسلوك المستهلك الإسلامي لم تتضح معالمها بعد، لعدم وجود مجتمع يمكن أن نطلق عليه مجتمعا يتمتع بحرية اقتصادية في العالم الإسلامي، لذا فإن المؤثرات الغربية والتداخلات الاقتصادية كثيرة ومؤثرة في الاتجاهات الاستهلاكية. ويرى المؤلف أن هناك دراسات ستظهر في السنوات القادمة، وستتناول هذا العامل الاقتصادي الهام لتكون هناك نظريات استهلاك ونظريات اقتصاد إسلامي، لإيمانه بأن جميع هذه النظريات الوضعية لها عيوبها ولها نقائصها التي تتطلب تعديلات لها بين فترة وأخرى، وهو مقتنع بوجود دليل اقتصادي ونظريات اقتصادية إسلامية فيها الحل للإشكاليات الاقتصادية المزمنة في العالم أجمع، لأن المرشد في تبني النظريات الإسلامية هو الإسلام، وهو دين سماوي، أراد الله به أن يكون رحمة للعالمين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). العوامل المؤثرة في الاستهلاك!! يذكر المؤلف عدة عوامل وهي: أولا الدخل، إذ يتوقف حجم الاستهلاك على مستوى الدخل، وهو يتناسب طردا مع حجم الدخل. وثانيا الرغبات الشخصية لأفراد المجتمع، فالفلاح لا يفكر بعقلية ابن المدينة، وفكر التاجر لا يتوافق دائما مع أفكار الموظف. ويشير المؤلف إلى وجود اختلاف في الأولويات بين أفراد المجتمع، فليس كل الناس يقدم على الاستهلاك متى حصل على الدخل، فجزء يذهب للتوفير وجزء لسداد الديون وجزء قد يذهب للاستثمار، وهكذا تتنوع وسائل تصريف الدخل بأنواع منوعة من الاستهلاك. والنقطة الثالثة هي الثمن المطلوب لشراء بعض السلع، فالثمن هو العامل المهم في تقرير الشراء أو عدمه، بما يتطابق مع المنفعة الحدية بين النقود والغرض المباع. كما أن عقلانية المستهلك لها تأثير كبير في الاستهلاك، وهنا تركز نظريات الدعاية والإعلان، حيث تقدم السلع الجديدة على أنها ضرورية، أو ذات نفع مهم، أو أنها توفر المال.. فينصرف جزء من الدخل إليها، حتى ولو كان للتجربة في بعض الأحيان. خصائص الاستهلاك الإسلامي: يعدد المؤلف الكثير من التوجيهات الإسلامية لتهذيب الاستهلاك وترشيده، فهي تأمر بالاعتدال في كل الأمور، وتحرم الإسراف كما تحرم البخل والشح، وتحرم الفخر والخيلاء، وتقدم قائمة من المحرمات التي لا يجوز شراؤها أو تملكها، والاكتفاء بما هو موجود ومتوفر .. ومشاركة الفقراء للأغنياء في جزء من أموالهم وبمعنى آخر كما يقول المؤلف فكرة الإنسان في الاقتصاد الإسلامي تختلف عن الإنسان الاقتصادي الغربي الذي لا هم له إلا الحصول على أقصى ما يمكن من إشباع حاجاته . فالإنسان في الاقتصاد الإسلامي تحفزه حوافز خلقية، كما تحفزه حوافر مادية كالمنفعة الشخصية وكذلك خدمة الآخرين. النظرية الجديدة: يقدم المؤلف رؤيته من خلال حسابات اقتصادية ورياضية لنظرية مقترحة لسلوك المستهلك المسلم الذي ينصرف دخله إلى نوعين من الإنفاق: الإنفاق على الطيبات الاستهلاكية والإنفاق على الغير. ويؤثر الرشد الاقتصادي، أي المنفعة المادية والروحية ودرجة التقوى، على نمط الاستهلاك لدى المسلم، لوجود علاقة طردية بين درجة التقوى وبين قيام المستهلك بأفعال الخير، وهذه النظرية يشرحها الكاتب بالتفصيل الدقيق مع تقديم معادلاتها الرياضية لمن يرغب في التحقق من نتائجها. &# 1645;&# 1645;&# 1645;