برلين عاصمة العالم للمتاحف!!

منذ أن اتحدت ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1633;م بدأت المناداة بعودة برلين لتكون عاصمة ألمانيا الموحدة، وخلال ست سنوات تم انتقال الحكومة الفدرالية ورجال السياسة من مدينة بون التي كانت العاصمة البديلة لألمانيا الغربية إلى مدينة برلين الموحدة. كانت مدينة برلين إحدى الضحايا للنزاع والصراع بين الغرب والشرق ، وكانت مقسمة الى جزأين، وكانت منطقة عسكرية أكثر منها مدينة سياسية أو صناعية، ولم يكن لها سوى تاريخها المجيد، فقد كانت عاصمة ألمانيا النازية وما قبلها. لذا فإن عودة الحياة السياسية والفنية والفكرية إلى برلين هي ضرورة تقتضيها صفات العاصمة الرسمية للدولة. وخلال عشر سنوات تمكنت القوى السياسية من العودة إلى العاصمة، وتم إنشاء مبنى البرلمان بشكله العجيب، والذي يعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، حسب استفتاء عالمي حول المباني الجديدة التي تستحق هذا اللقب. عشق الفنون جزء من الشخصية الألمانية تتميز برلين بتاريخ عظيم في الفنون بكل أنواعها، من موسيقى ولوحات فنية وآثار، فالمدينة وهي في اشد أيام محنتها، كان فيها &# 1633;&# 1639; مسرحا تقام عليها المسرحيات بأنواعها، ورقصات الباليه العالمية، وبنفس عدد المسارح كان هناك متاحف كبيرة عددها &# 1633;&# 1639; متحفا منوعا، للرسوم والصور والآثار الإغريقية والفرعونية والإسلامية والألمانية، كما كان فيها &# 1635; دور للغناء الأوبرالي، وهذا النوع من الغناء هو غناء الترفيه الأرستقراطي الكلاسيكي، ولكن له شعبية وقبولا عند الألمان، كما أن برلين تفخر بوجود &# 1640; فرق موسيقية كلاسيكية شهيرة تقدم معزوفاتها يوميا على مسارحها التي تكتظ بالحاضرين. وهذه المتاحف ودور الفنون يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من مائة وخمسين عاما، فالفنون والمسارح كانت جزءا من التركيبة الحضارية الألمانية. وهذه هي الإحصائية الرسمية هي للمواقع والأماكن الشهيرة والمعروفة، والتي تشرف عليها جهات رسمية، أو أنها جزء من التاريخ القديم الألماني، ولها صفة تاريخية، أما المعارض والمتاحف الخاصة فهي كثيرة جدا، ولا تخلو منطقة في برلين من وجود مسرح أو معرض، فهناك معارض خاصة لبعض الفنانين، وهناك مسارح صغيرة أو تجارية أو نواد تقدم الجديد من صرعات الفنون الجديدة. نظرة جديدة بعودة برلين عاصمة لألمانيا الاتحادية، أعيد النظر إلى المتاحف، لإخراجها بصورة عصرية، ليس لخراب فيها، بل بسبب الاهتمام الحضاري، فقد تقرر أن ترمم بعض هذه المتاحف الفريدة والقديمة لتكون مجموعة مترابطة من المتاحف، وتكون، وهي كمجموعة معا، متحفا فريدا في ذاته، ودهشة للزوار والسائحين. وفي التصميم الجديد والذي تم اعتماده بمبلغ بليون دولار لترميم أربعة من المتاحف الهامة وهي متحف الآثار القديمة والذي يشمل الآثار الإغريقية والمصرية والمتحف الجديد والذي يعرض الفنون الجديدة، ومتحف برغامونPergamon ومتحف بود Bode وربط هذه المتاحف الأربعة بشبكة ممرات أرضية تقوم فيها مدن إعلامية وفنية أيضا، فالممرات ليست للعبور فقط بل إنها ستكون أسواقا ومراكز فنون مختلفة، بالإضافة إلى مراكز الصيانة الفنية ودور التعليم الفني الرفيع. أي بان تكون المتاحف فوق الأرض، ويكون تحتها امتداد لها ولكن بشكل حديث يتناسب مع أفكار العصر وإمكاناته. ويبلغ عدد السياح والزوار لهذه المتاحف ودور الفنون ما يزيد عن &# 1635; ملايين زائر، والخطة الجديدة هي مضاعفة عدد الزائرين سنويا اعتبارا من تاريخ نهاية فترة الإنشاء والترميم . إعادة المفقود: وتسعى إدارات هذه المتاحف إلى إعادة ما يمكن أعادته من التحف والآثار القديمة والتي فقدت أو سرقت أو دمرت في أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث تعرضت هذه المتاحف إلى تدمير وصل في بعضها إلى تدمير شامل، وأعيد بناء بعض المباني، ولكن الكثير من المخزون الفني لا يزال مختفيا، أو أنه في مكان آخر، وتسعى الحكومة الألمانية لاستعادة ممتلكاتها وآثارها الفنية. ومن المعروف عن فترة الحكم النازي أنه تم توجيه الفن إلى الانتقاء الخاص، فقد استبعد الكثير من الأعمال الفنية، لأنها ترجع إلى فنانين لا يؤيدون الاتجاه النازي، مما جعلهم يدخلون في قائمة العملاء الذين لا يستحقون الانتساب للفنون الألمانية. وتسعى الحكومة الحالية لاستعادة ما أضاعته حكومة الحرب الألمانية، وخاصة مجموعة من اللوحات الفنية الثمينة للفنان بيكاسو الذي تباع لوحاته بالملايين. عشر سنوات فقط سمي هذا المشروع مشروعات السنوات العشر لإحياء التراث والفن، والذي بدأت فيه عمليات الترميم لهذه المجموعة من المتاحف من بداية عام &# 1633;&# 1641;&# 1641;&# 1641;م، وستستمر هذه الإصلاحات إلى عام &# 1634;&# 1632;&# 1632;&# 1641; حيث ينتظر أن تنتهي جميع هذه الأعمال، إلا أن المشرفين على إعادة إعمارها، يذكرون أنهم قد يتوسعون في هذه المشاريع لتكون برلين عاصمة العالم في الفنون والمتاحف، وقد يمتد البناء والتجهيز إلى عام &# 1634;&# 1632;&# 1633;&# 1634; حيث ستكون جميع المرافق المطلوبة قد اكتملت، وستكون زيارة برلين إحدى المحطات التي لا يستغني عنها السائح. &# 1645;&# 1645;&# 1645;