اليهود.. كما يصورهم القرآن الكريم

خضم الأحداث المؤلمة التي يمر بها العالم الإسلامي عامة، وإخواننا في فلسطين خاصة من اضطهاد اليهود وقتلهم وتشريدهم والاعتداء عليهم ليل نهار، تحت مرأى وسمع العالم، دون أن يحرك ساكنا سوى انتقادات وتصريحات جوفاء، يحسن بنا أن نقف وقفة تأمل وتدبر مع كلام رب العالمين وهو يحدثنا عن هؤلاء القوم وتاريخهم المرير، المليء بالخبائث والمنكرات، الخالي من الفضائل والمكرمات، العاري عن كل ذمة وعهد، حتى مع أنبيائهم ورسلهم ومن اصطفاهم الله جل وعلا، بل حتى مع ربهم الذي خلقهم ورزقهم. اليهود مجبولون ومفطورون على الخيانة إن المتتبع لآيات القرآن الكريم وهي تحدثنا عن اليهود ليوقن أن اليهود جبلوا وفطروا على نقض العهود والمواثيق والتطاول والعتو والكبرياء، مع ما يتمتعون به من ضعف وخور وجبن وهلع. هذا ناهيك عن تحريفهم لكتاب ربهم وكفرهم بنعمه ودناءتهم في التعامل مع أنبيائهم ورسلهم، ابتداء من موسى عليه السلام إلى رسول العالم أجمع محمد صلى الله عليه وسلم. بعد كل هذا لا نعجب عندما نرى ونسمع ما يفعله اليهود بالمسلمين من تقتيل وتشريد، فقد مارسوا هذا الفعل مع رسل الله جل وعلا، ومن يقرأ هذه الآية يعلم عمق ما اشتملت عليه نفوسهم المريضة من تجرؤ على الله جل وعلا إلى قتل لأنبيائهم لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق. إنهم لا يعرفون عهدا ولا ميثاقا، ولا يمكن أن يوفوا بذمة أو وعد، فهذا طبع تأصل فيهم لا يمكن أن ينفك عنهم، اسمع للقرآن الكريم وهو يصف مدى غدرهم وفجرهم أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون هذه هي الحقيقة بعد عن الإيمان والتقوى والصلاح، يتبعه نبذ للعهود وقطع للمواثيق. ويتكرر هذا الفعل منهم مع نبينا عليه الصلاة والسلام مرة أخرى، ولم يغفل القرآن ذلك بل شنع عليهم وفضح أمرهم الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون الجزاء من جنس العمل ولذا فقد كانت نتيجة هذه الغدر المستمر، ونقض العهد الدائم، لعنة الله لهم وطردهم عن رحمته فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم هذا هو حالهم خيانة بعد خيانة وغدر بعد كفر وتطاول وبغي يتبعه تشريد وقتل، لا يتورعون في ذلك عن أحد مهما كان، لا مع ملك مقرب ولا نبي مرسل . فمن تطاولهم على الله رب العالمين ووصفه بما لا يليق به جل شأنه، نسبة الابن له بهتانا وزورا، وتحريف الكلم عن مواضعه وتبديلهم كتاب ربهم، وكراهتهم للملائكة، مرورا بارتكابهم الجرائم البشعة من قتل لأنبيائهم وسفك لدمائهم، وارتكاب للمحرمات وأكل أموال الناس بالباطل واستحلال الربا، وانتهاء بالغدر والخيانة والحقد والكراهة لكل بني البشر، ويزعمون بعد ذلك أنهم شعب الله المختار وأنهم أبناء الله وأحباؤه، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا. لذا كان جزاؤهم من الله اللعن بعد اللعن والغضب الشديد والسخط العظيم والوعيد بالعذاب الأليم بدل النعيم المقيم، ورد ذلك في آيات كثيرة ومواطن متعددة يدل عليها قوله تعالى: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) الآيات الفاضحة لليهود كثيرة ومتعددة والقرآن الكريم يفضح اليهود وأفعالهم الشنيعة بكل أنواعها وأشكالها، في آيات عديدة كقوله سبحانه لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ? كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون? ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون وقوله سبحانه وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين. و قوله جل وعلا: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)، ويقول سبحانه إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم). وقال تعالى: (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) وقال سبحانه وتعالى عنهم وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون وهو القائل سبحانه فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليم آيات متتالية تجمع صفات اليهود ولعل هذه الآيات تجمع ما يتمتع به اليهود من صفات قلما تجدها مجتمعة في طائفة من البشر، من زور وبهتان وعناد وظلم وتعد وغدر وخيانة وارتكاب للمحرمات مع حلم الله عنهم مرة بعد مرة دون جدوى يقول سبحانه يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا ? ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ? فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليه بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا هذه هي طبيعة اليهود وأحوالهم كما يصورها لنا القرآن الكريم الذي هو كلام رب العالمين المطلع على أسرارهم الخبير بأحوالهم . فهل بعد ذلك يرجى منهم خير أو تقبل منهم ذمة أو يسعى معهم إلى عهد وميثاق .