أوروبا تلطف جو الصيف الحار بالموسيقى الهادئة

تنشط السياحة في أوروبا في فصل الربيع والصيف خاصة، بل إن كثيرا من الأعمال التجارية والمصانع تتوقف عن العمل في فصل الصيف، ويعتبر شهر أغسطس من كل عام في قارة أوروبا، هو شهر ركود الأعمال وموسم الإجازات، وذلك لأن هذا الشهر هو اكثر الشهور حرارة في العام، ويهرب الأوربيون فيه الى البحر بحثا عن الجو اللطيف. لذا فإن المدن البحرية تزدهر فيها السياحة في هذا الشهر، ولكن المدن الداخلية لم تفقد الوسيلة للترفيه عن المتخلفين فيها، فالحفلات الموسيقية الرائعة جميعها تحدث أيضا في أشهر الصيف الحارة بحثا عن وسيلة ترفيه يقبل عليها الجمهور الساخن. والموسيقى تعتبر جزءا من فنون كل مدينة أوروبية كبيرة، وفصل الصيف يعتبر الموسم الموسيقي والغنائي في أوروبا جميعها، فكل مدينة أوروبية لا تخلو من حفلة موسيقية خلال فصل الصيف، تقيمها الفرق المحلية، ويحضرها عشاق البلدة وأهلها، مثلها مثل فرق كرة القدم المحلية، فهي معشوقة الجماهير المحلية، ولكن هناك مباريات عالمية يتوق الجميع إلى مشاهدتها، وهذا ما يتم في بعض المدن الأوربية وبالأخص مدينة بيرويوث الألمانية ومدينة سالزبيري النمساوية حيث تقدمان ما يعادل مباريات كأس العالم، ولكن في مهرجانات الموسيقى واحتفالاتها المرافقة لها. في ألمانيا: تقام في ألمانيا سنويا عدة مهرجانات موسيقية، ففي الشتاء تقام الحفلات الموسيقية ولكن أغلبها تكون ذات صبغة دينية، أو رقصات تتناسب مع احتفالات نهاية العام وبداية استقبال العام الجديد. وفي أشهر الصيف والربيع تقوم مهرجانات وحفلات الموسيقى الكلاسيكية، والتي تقام سنويا، وبعض من هذه المهرجانات يمتد تاريخها إلى أكثر من مائة عام، ففي مهرجان بيرويوث في ألمانيا والذي يقام شهر يوليو وأغسطس من كل عام يعتبر هو الأهم والأول في قائمة المهرجانات المفضلة، حيث يقدم في هذا المهرجان الموسيقى الكلاسيكية بإخراجاتها وتوزيعاتها الجديدة، ويقدم الفنانون بعضا من هذه المقطوعات برفقة رقصات حديثة، أو رقصات تعبيرية، تتجدد كل عام، وتعتبر تحديا للفنانين، واستعراضا لأفكار التجديد فيما هو قديم، فبعض المقطوعات الموسيقية يرجع تاريخ تأليفها إلى أكثر من ثلاثمائة عام، ولكنها في هذه المهرجانات تقدم بلباس وتوزيع جديد، ويحضر هذه الاحتفالات مئات الآلاف من المشاهدين وعشاق الفن. وفي النمسا نصف العام احتفالات: وتشتهر النمسا بلطافة الجو في الصيف، ولكنها تشتهر أيضا بحرارة المنافسة وحرارة مهرجانات الموسيقى في الصيف، فالنمسا نفسها تعتبر الدولة الأولى أو الدولة الحضارية التي لا يعلى عليها في ملء المخازن العالمية بفنون الموسيقى الكلاسيكية، فأكثر الفانيين السابقين وعباقرة الموسيقى ترجع أصولهم إلى النمسا. لذا فإن النمسا تحتفل بكل من موسيقييها في تاريخ ميلادهم وتحتفل أيضا بمرور الخمسينات والمئات على وفاتهم أو ولادتهم، فقلما يمر شهر في النمسا بدون احتفال وذكرى لبعض من فنانيها الراحلين.، وتقدم عنهم ولهم برامج شيقة ومنوعة، ولكنها في فصل الصيف تقدمهم جميعا في مدينة سالزبيري حيث يقام المهرجان الموسيقي السنوي في شهري يوليو وأغسطس من كل عام. ويسبقه عادة مهرجان فينا للموسيقى في شهر مايو ويونيو من كل عام، لتكون هناك أربعة أشهر متواصلة تعزف فيها ألحان الموسيقى الكلاسيكية يوميا في أجواء جمهورية النمسا. ويتسابق الفنانون والمخرجون ليقدموا الجديد أيضا في كل عام، وليكون أفضل من الأعوام السابقة، ونجد أن هذه المهرجانات تتنافس مع مهرجانات الموسيقى في ألمانيا لتقديم الجديد، وجلب السائح الذي ليس له خيار سوى التنقل بين مدن ألمانيا والنمسا ليس بحثا عن الجيد، فكلها تقدم الجيد، ولكن السائح يتنقل بحثا عن مزيد من المتعة، ومشاهدة صراع الفنانين لسحره وجذبه. والجديد أيضا: لا تتوقف عروض الاحتفالات الموسيقية في هذه المهرجانات على الموسيقى الكلاسيكية فقط، بل إن الموسيقى الحديثة والصاخبة، وموسيقى القرب، ومسابقات معزوفات البيانو وكل أدوات الموسيقى قديمها وحديثها تقام أيضا في هذه الأشهر، وبالإضافة إلى الجديد من صرعات الموسيقى تجد في هذه المعارض والتي يؤمها عشاق الموسيقى فرصة لتقديم الجديد، والتعريف بفرقها، وأفرادها من المؤلفين الموسيقيين. وهذه المعارض أيضا فرصة للنبوغ الفني حيث تصل الإعلانات والمنشورات والأخبار عن هذه المهرجانات إلى كل المهتمين بهذا الفن. وهي أيضا فرصة للتجارة تعقد فيها الصفقات والعقود بالمبالغ الكبيرة، وعادة توجه الدعوات للفرق حسب تقييمها في هذا المهرجات. لتقوم بجولاتها حول العالم وهي تحمل شهادة الجودة والإبداع الجديد من قبل المنظمين لهذه المهرجانات الهامة. مهرجانات أخرى: تقام أيضا مهرجانات موسيقية، لها قيمتها الفنية، ولكنها لا تتغلب على السمعة والمركز الألماني والنمساوي، لها طابعها المميز، فهناك مهرجانات الموسيقى الصيفية في سويسرا في مدينة ليسرن، ومدينة فيربر والتي تقام مهرجاناتها في يوليو وأغسطس أيضا، كما أن بريطانيا تستغل الصيف لتقدم مهرجاناتها الموسيقية في أكثر مدنها الكبيرة وخاصة لندن والتي يبدأ الاحتفال فيها مبكرا في شهر مايو ???