حاتم الطائي.. كريم في حياته ومماته

مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم، فنزلوا قريبا منه، فقام رجل إليه يقال له الخيبري، وجعل يركض(يرفس) برجله القبر، ويقول: اقرنا(أطعمنا)، فقال له بعضهم: ويلك! ما يدعوك أن تعرض لرجل قد مات؟ قال: إن طيا تزعم أنه ما نزل أحد إلا قراه، ثم أجنهم الليل، فناموا. فقام الخيبري فزعا، وهو يقول واراحلتاه! فقالوا له: مالك؟ فقال: أتاني حاتم في النوم، وعقر ناقتي بالسيف، وأنا أنظر إليها، ثم أنشدني شعرا حفظته، يقول فيه: أيا الخيبري، وأنت أمرؤ ظلوم العشيرة شتامها أتيت بصحبك تبغي القرى لدى حفرة قد صدت هامها أتبغي لي الذم عند المبيت وحولك طي وأنعامها فإنا لنشبع أضيافنا وتأتي المطي فنعتامها فقاموا، وإذا ناقة الرجل تكوس(تتكوم) عقيرا، فانتحروها وباتوا يأكلون، وقالوا: قرانا حاتم حيا وميتا. وأردفوا صاحبهم، وانطلقوا سائرين، وإذا برجل راكب بعيرا وهو يقود آخر قد لحقه، وهو يقول: أيكم الخيبري؟ قال الرجل: أنا! قال: فخذ هذا البعير، أنا عدي بن حاتم، جاءني حاتم اليوم في النوم. وزعم أنه قراكم بناقتك، وأمرني أن أحملك، فشأنك والبعير! ودفعه إليه وانصرف. هذه القصة مأخوذة من كتاب بلوغ الأدب بتصرف