الكذب يساعد على تحقيق عدالة مؤقتة!!

?? اسم الكتاب: صدقني لأني أكذب ( قصص قصيرة) اسم المؤلف: محمد علي الناشر: مركز الحضارة العربية القاهرة 2001م ?? عنوان الكتاب يستدعي شراءه، فإن العنوان يحمل معنى فلسفيا هاما في الحياة، فالصدق والكذب لا يجتمعان، ومع ذلك تكون هناك أحداث في الحياة يكون الكذب فيها هو الصحيح، وأحيانا يكون الصحيح فيها كذبا، على الرغم من أنه هو الصحيح، وأحيانا يكون الصحيح صدقا عند ناس وكذبا عند آخرين، وهنا تدخل عوامل البيئة والنشأة التاريخ، واختلاف وجهات النظر بحكم التعليم أو الميول أو الأهواء، فإن وجود إسرائيل وادعاء حقها في أرض فلسطين يراه العرب جميعا بأنه محض اختلاق، وكذب ليس له أساس من الصحة، بينما يراه اليهود أنه حقيقة وأنه هو الصحيح. مجموعة قصص: هذا الكتاب من الكتب الجميلة التي يمكن للإنسان أن يحملها معه فهو صغير ومسل، وقصصه قصيرة ومعبرة، أو أن يضعه بجوار السرير ليقرأ بعض هذه القصص قبل النوم، فهي من القصص الهادئة والمهدئة. ويتكون هذا الكتاب من تسع عشرة قصة، بعضها قصير جدا لا يتجاوز الصفحة. هذه القصص سبق ان نشرت في الصحف المصرية والصحف الكويتية حيث يعمل المؤلف. من عناوين القصص: اثنان في واحد، والعباءة، مشوار في الصمت، وصفر يا جدعان، والعصا والعطر والبدلة، الصفعة، وجمود، وأنوثة. صور من الحياة: بعض هذه القصص حوادث عادية، ولكن الكاتب يوظفها لتحمل رسالة أو فلسفة في هذه الحياة، أو صور من تناقض الحياة منها القصة التي تحمل عنوان (الخمسة الباقية) وهي تحكي واقعة لا بد أنها حدثت وكثيرا ما تحدث، فهي تحكي قصة الإنسان الغلبان الفقير الذي يسحب كل رصيده من البنك، ويجد أن هناك مبلغ خمسة جنيهات زائدة لم تكن في حساباته، ويفرح بها. ويخرج بكامل رصيده مع الزيادة التي لم يكن ينتظرها، ويخرج ويفكر في كيف يصرفها، وفي خضم شدة التفكير .. يصدم بسيارته القديمة سيارة جديدة يملكها أحد الأثرياء الذين يطالبونه وبإلحاح بدفع تكاليف التصليح، وينتهي الأمر الى انه دفع جميع ما سحبه من مال من البنك للرجل الثري، تعويضا ومقابل تنازل الرجل الثري عن بقية حقه في تصليح السيارة، واما الجنيهات الخمسة فانه يدفعها للشرطي الذي كان يرغب في متابعة الحق العام في هذه القضية، وتنازل الشرطي عن متابعة الحق العام مقابل خمسة جنيهات، وسلمها ذلك الفقير المعدم للشرطي وعاد إلى مسكنه مشيا وهو أكثر فقرا وعدما. صدقني لأني اكذب: هذه القصة تدور حول أخلاق المهنة، وكيف يمكن أن تتغلب عليها الحاجة أو الأنانية، وهي وإن خصها الكاتب باثنين من العاملين في الخارج، فإنها تنطبق على مئات من العاملين في الداخل. وتقول القصة: إن اثنين، من المستشارين القضاة الذين كانوا يحكمون بالعدل ويسعون لتحقيق العدالة، يسعيان أثناء تواجدهما للعمل في خارج البلد أن يكسبا شيئا حتى ولو على حساب ومعارضة مهنتهما، فهما يحاولان ان تشترك زوجتاهما في لجنة المراقبة على الامتحانات، بدعوى أن زوجتيهما ذواتا كفاءة وخبرة في أعمال التدريس، وأنهما تقدمان هذه الخدمة مجانا، وبدون مقابل خدمة للوطن الحبيب، وللأبناء الأعزاء. ويتبين أن الخدمة لم تكن للوطن الحبيب بل لتغشيش أبناء هذين المستشارين وتسهيل نجاحهما في الاختبار من قبل زوجتيهما. القصة قد تكون حقيقة، فإن النفس البشرية تضعف أمام الأبناء، فهؤلاء العاملون في الغربة قد لا يعنيهم تحقيق العدل، والذي كان يجب أن يسري في دمهما بحكم عملهما السابق في القضاء، ولكن الحبكة في القصة أن الإنسان قد يبحث عن العدل ويحققه للآخرين، ويفرضه على الجميع، ولكن عندما يكون العدل المطلوب يشمله فإنه يعفي نفسه من هذا الشرف، ولا يمانع من النظر إلى مصلحته أولا، وكأنه يقول إن العدل الذي أفرضه على الآخرين لا يتناسب مع أهداف أبنائي. قصة منتهى العدل: قصة قصيرة، ولكن الكاتب يترك للقارئ حرية تفسير لغزها، فهي قد تكون نكتة يضحك منها بعض القراء، وقد تكون فكرة المرأة عن بعض الرجال، وكيف التعامل معهم، ويمكن أن تكون أيضا عن طغيان بعض الزوجات، وقد تكون هناك خيانة زوجية خفية أو غيرة شديدة، ولكن الكاتب يقول الحكاية ويترك للقارئ اختيار التفسير المناسب: منتهى العدل: خرج إلى المصعد يودع زواره وكان مرتديا لباس البيت. عاد إلى شقته فوجدها أغلقت الباب. قرع الجرس .. فلم ترد عليه.. أعاد الكرة فلم تفتح له. قال لها أريد ان أنام. فلم تستجب. استحلفها بالله لأنه متعب جدا ويحتاج للراحة .. وكأنها لم تسمع رجاها بأن تفتح، لأن وضعه بهذا اللباس غير لائق. كرر الرجاء بأن تسمح له بإبدال ملابسه والخروج فورا إلى أي مكان في العالم .. رفضت. هددها بأنه سينام على السلم بهذا الحال .. كان جوابها: أنت حر وبعد طلوع النهار فتحت الباب أنبته تأنيبا شديدا على بياته خارج الشقة ونومه بهذا اللباس. تعريف بالكاتب : أديب مصري خريج كلية العلوم من جامعة القاهرة، ولكنه يعمل في الأدب، وينظم الشعر وهو عضو رابطة الزجالين بالقاهرة . كما أن نشاطه امتد إلى حيث يعمل في الكويت، فهو عضو ملتقى الثلاثاء برابطة الأدباء في الكويت. وله صالون أدبي أسبوعي. صدرت له عدة ثلاثة مجموعات قصصية، هي لوحة ممنوع، وحبال من رمل وهذا الكتاب. ???