ابن الهيثم.. صاحب

ولد أبو علي محمد بن الحسن البصري المعروف بابن الهيثم في مدينة البصرة حوالي سنة 953م، ونشأ في أسرة ذات مكانة سياسية، لكنه مال إلى العلم والفلسفة أكثر من ميله إلى السياسة وبرع في الرياضيات والعلوم الطبيعية، يصفه ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء بأنه كان فاضل النفس، قوي الذكاء، متفننا في العلوم، لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي ولا يقرب منه، كان دائم الاشتغال، كثير التصنيف، وافر التزهد . هذا ويعتبر ابن الهيثم من ألمع الشخصيات العربية الإسلامية التي عملت بالعلوم الرياضية والفلكية والفيزيائية، قضى عمره (86 سنة) في التأليف والبحث، فترك مؤلفات كثيرة ومتنوعة ترجم عدد كبير منها إلى اللغات العالمية، وعرف عند الغرب باسم ALHAZEN ولقبه بطليموس الثاني. مؤلفاته: يعتبر دي بور أن ابن الهيثم من أعظم الرياضيين والطبيعيين في القرون الوسطى، وسوتر يقول فيه: إنه من أهم علماء العرب في الرياضيات والطبيعيات، ذاعت شهرة ابن الهيثم في العالمين العربي والغربي وبقيت كتاباته المتعلقة بعلم البصريات وفيزياء الأشعة الضوئية المرجع الأساسي حتى القرن السابع عشر. تبدي مؤلفاته المختلفة اتساع آفاقه الفكرية ورجاحة عقله وقدرته الهائلة على الإنتاج وفضوله العلمي المنزه عن أية غاية، له في الفلسفة والطبيعيات حوالي ثلاثة وأربعين كتابا، وفي العلوم الرياضية والتعليمية ما يزيد عن خمسة وعشرين كتابا، وفي الهندسة واحد وعشرين كتابا، وفي الفلك سبعة عشر كتابا، وفي الحساب ثلاثة كتب، وأهم المؤلفات التي اشتهرت له: كتاب المناظر، الجامع في أصول الحساب، حساب المعاملات، تحليل المسائل الهندسية، الأشكال الهلالية، الضوء، المرايا المحرقة بالقطوع، المرايا المحرقة بالدوائر، الكرة المحرقة، كيفية الظلال، مساحة الكرة، الهالة وقوس قزح، صورة الكسوف، اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب، سمت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، هيئة العالم، ويبقى كتاب المناظر من أهم وأشهر كتبه على الإطلاق. الاتجاه العقلي والمنهج العلمي عند ابن الهيثم: يشدد ابن الهيثم على نزاهة الباحث وضرورة تخلصه من سلطة الآراء الموروثة والابتعاد عن التعصب والتزام الموضوعية العلمية وأن تكون الحقيقة هي الهدف الوحيد للعمل، يقول في مقدمة كتاب الشكوك على بطليموس: الحق مطلوب لذاته، وكل مطلوب لذاته فليس يعني طالبه غير وجوده، ووجود الحق صعب والطريق إليه وعر، والحقائق منغمسة في الشبهات، وحسن الظن بالعلماء في طباع جميع الناس. وضع ابن الهيثم نفسه باكرا في طريق الشك المنهجي فيقول:إني لم أزل منذ عهد الصبا مرتابا في عقائد الناس المختلفة وتمسك كل فرقة منهم بما تعتقده من الرأي، فكنت متشككا في جميعه، إن هذه الصفات هي التي جعلته يتبع المنهج العلمي في أبحاثه خصوصا في علم الضوء فبعد أن قام بالتشكيك والبحث عن الحقائق كتب يقول:رأيت أني لا أصل إلى الحق إلا من آراء يكون عنصرها الأمور الحسية وصورتها الأمور العقلية.. فنراه هنا يحدد أن طريق الصواب يستدل عليه من التجربة والأبحاث المدعومة بالشواهد العيانية والمحاكمة العقلية. يقول في مقدمة كتابه المناظر نبتدئ في البحث في استقراء الموجودات، وتصفح أحوال المبصرات، وتمييز خواص الجزئيات، ونلتقط باستقراء ما يخص البصر في حال الإبصار ثم نترقى في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب، مع انتقاد المقدمات والتحفظ من النتائج.. ? يمكننا أن نستخلص صفات العالم ابن الهيثم الشخصية التي تبدو جلية في أبحاثه وكتبه: أ- الفضول العلمي: ميله إلى البحث والاستقصاء من أجل الكشف عن الكثير من أسرار الطبيعة ونواميسها لأجل الحقيقة ذاتها. ب- الإيمان بوحدة الحقيقة: الحقيقة واحدة عنده والاختلاف حولها هو نتيجة تعدد الطرق المتبعة للوصول إليها. ج- الشك المنهجي: الشك عنده هو وسيلة لبلوغ الحقيقة لا إنكارها والغاية هي التثبت من الشيء قبل التسليم به، فهو لا يسلم برأي قبل الاقتناع بصوابه بالتجربة والمشاهدة حتى ولو كان هناك إجماع عليه من العلماء والناس، فمثلا لم تمنعه شهرة بطليموس في البصريات من رفض نظرياته في الرؤية والإبصار. د- الواقعية: يرفض رفضا قاطعا تعليل الظواهر الطبيعية بأسباب غيبية وخيالية، على سبيل المثال: تفسيره لكيفية الرؤية وللأخطاء والأوهام البصرية. ه- التجرد والموضوعية: طلبه الحق لذاته بمعزل عن الهوى والعقائد الموروثة. و- اعتماده على المراقبة الحسية في تعليل الظواهر الطبيعية: مراقبته للظواهر الطبيعية للكشف عن أسرارها والإحاطة بقوانينها كمراقبته للضوء قبل التحدث عن الانعكاس والانعطاف. ز- اللجوء إلى التجربة والاختبار: عندما لا يجد الظاهرة الطبيعية التي يود درسها كان يلجأ إلى إحداث ظاهرة اصطناعية مشابهة لها، مثال تجاربه على الضوء من خلال ثقب في غرفة مظلمة، مليئة بالغبار أو خالية منه، للدلالة على أن الأشعة تنطلق بخطوط مستقيمة ولبيان أثر ضيق الثقب واتساعه في انتشار الأشعة. ح- القياس العقلي: ( الانطلاق من حكم خاص يصبح يقينا لاشتمال الحكم العام عليه )، فنراه يتدرج في أبحاثه من المقدمات إلى النتائج متبعا طريق القياس العقلي في الربط بينهما. ط-الاستقراء: الانطلاق من أحكام خاصة على وقائع جزئية متماثلة واستخراج الأحكام العامة التي تشملها، ومعيار الصواب فيه هو مطابقة النتائج للواقع . ي- المقابلة والتمثيل: قاس ابن الهيثم النظير بالنظير من أجل استخلاص المماثلة الكلية أو الجزئية وأدرك بديهيات العلوم بهذا الموضوع من القياس. ك- الاستنتاج والاستنباط: لجأ ابن الهيثم إلى تفريع الأحوال المفردة من القاعدة العامة فأثبت مثلا قانون الانعكاس العام ثم اتخذه أصلا لشرح إدراك الصور والمبصرات بالانعكاس. ولأهمية وشهرة كتابه المناظر سنقدم من خلال هذه العجالة إطلالة على هذا الكتاب القيم. كتاب المناظر البصريات يعتبر كتاب المناظر أهم كتاب ظهر في القرون الوسطى يتناول علم البصريات وفيزياء الأشعة الضوئية، يوضح ابن الهيثم في مقدمة المناظر الغاية التي جعلته يقدم على تأليفه، فيذكر أنه بعد أن اطلع على نظريات العلماء الذين سبقوه فيما يتعلق بالإبصار وحقيقته لم يجد سوى آراء متناثرة يحكمها اختلاف ظاهر وتباعد واضح، مما جعله يعزم على تأليف هذا الكتاب. أقسامه: يتألف كتابه من سبعة أجزاء تتناول على التوالي: 1- كيفية الإبصار بالجملة. 2- المعاني التي يدركها البصر، عللها وكيفية إدراكها. 3-أغلاط البصر في ما يدركه على استقامة وعللها. 4- كيفية إدراك البصر بالانعكاس عن الأجسام الثقيلة. 5- مواضع الخيالات والصور التي ترى في الأجسام الصقيلة. 6- أغلاط البصر في ما يدركه بالانعكاس وعللها. 7- كيفية إدراك البصر بالانعطاف من وراء الأجسام المشفة المخالفة الشفيف لشفيف الهواء. ? أهم البحوث والقوانين الواردة في الكتاب: يحتوي كتاب المناظر عددا من البحوث والآراء التي جعلت البصريات علما قائما بذاته له أصوله وقواعده الخاصة، وسنعرض أهم هذه الآراء: أ- طبيعة الضوء: ابن الهيثم هو أول من قال بأن الضوء جسم مادي متصل، يتألف من أشعة لها طول وعرض، لكنه يختلف عن بقية الأجسام المادية بحيث لا يهبط إلى الأرض إذا قذف في الفضاء، وهو نوعان: . ذاتي، يصدر عن الأجسام المضيئة بذاتها كالشمس والنار. . عرضي، يصدر عن الأجسام العاكسة لضوء غيرها كالقمر والمرآة. والضوء حرارة نارية تنبعث من جميع النقاط على سطوح الأجسام المضيئة (كالشمس) على سموت خطوط مستقيمة إذا كان الوسط متجانسا (يعطي مثالا على ذلك فيقول: إذا وضعنا شمعة خلف جدار وأحدثنا ثقبا صغيرا في الجدار نرى بأننا لا نستطيع رؤية الشمعة إلا إذا كانت العين والشمعة والثقب في خط مستقيم) واستقامة الأشعة تعتبر من الأسس التي استند عليها علم البصريات الهندسي. ب- الانعكاس Reflexion ) ): يرى ابن الهيثم بأن الضوء يرتد ينعكس عن الأجسام الصقيلة إذا وقع عليها كما ترتد الكرة عند اصطدامها بجسم صلب مع فارق بأن الكرة تتحرك إلى جهة محددة، بينما الضوء يتحرك بشكل مستقيم ولكن في جميع الاتجاهات. .إذا سقط الشعاع الضوئي على سطح صقيل بشكل عمودي فانه ينعكس على نفسه شكل1، شكل رقم 1 . وإذا سقط بشكل مائل فانه يرتد بشكل مائل ومشكلا مع ذلك السطح زاوية مساوية للزاوية التي يكونها عند السقوط عليه، أي أن الزاوية ( أ ب د ) تساوي الزاوية( د ب ج ) شكل 2. شكل رقم 2 . إذا سقط الشعاع الضوئي على الأجسام غير الصقيلة فان قسما من الضوء ينفذ من خلال مسامها وينعكس الباقي مشتتا فلا تراه العين. . لا تختلف سرعة الضوء بعد الانعكاس عن سرعته قبله. ج- الانعطاف أو الانكسار Refraction) ): قال ابن الهيثم أن انعطاف الضوء أي انكساره، يحدث عند مرور الأشعة في أجسام مشفة مختلفة الشفيف أي عند مرور الأشعة من وسط مشف معين إلى وسط مشف غير متجانس معه. . إذا مرت الأشعة من المشف الألطف إلى المشف الأغلظ انعطفت إلى جهة العامود (شكل3). شكل رقم 3 . وإذا مرت من المشف الأغلظ إلى الألطف انعطفت إلى خلاف جهة العامود (شكل 4). شكل رقم 4 . أما إذا مرت عمودية فان الانعطاف يكون معدوما (شكل5). شكل رقم 5 . اكتشف ابن الهيثم تأثير انعطاف الأشعة الضوئية في انحراف الصورة من مكانها، وأشار إلى تأثير ذلك في رؤيتنا للكواكب والنجوم، وقال بأن هذا التأثير مهمل إذا كان الكوكب قريبا من سمت الرأس. . أوضح بأن سرعة الضوء في المشف الألطف أعظم منها في المشف الأغلظ، وبهذا يكون ابن الهيثم قد مهد الطريق أمام علماء البصريات لاكتشاف القوانين التي تحكم الانعطاف والتعبير عنها بمعادلات رياضية. د - تشريح العين: شرح ابن الهيثم تشريح العين بشكل كامل، وتحدث عن أقسامها، وأشار إلى وظيفة كل قسم منها، وقد تبنى علماء البصر الأوروبيون نتائج أعماله، وتبنوا نفس التسميات التي أعطاها لكل قسم من العين ولا تزال تستعمل نفس المصطلحات حتى يومنا هذا. . جاء في دائرة المعارف البريطانية: أن ابن الهيثم بين تشريح العين ووظيفة أجزائها وبين كيف ننظر الأشياء بالعينين بآن واحد، وأن الأشعة تسير من الجسم المرئي إلى العينين ومنه تقع صورتان على الشبكية في محلين متماثلين، وهذا الرأي هو الأساس لوضع آلة الستريوسكوب. هـ- الإبصار وحدوث الرؤية:كان العلماء قبل ابن الهيثم منقسمين بين نظريتي بطليموس وأرسطو في تعليل الرؤية، تقول نظرية بطليموس بوجود أشعة ضوئية تنطلق من العين إلى الجسم المرئي، بينما أرسطو يقول بانعكاس خيالات للجسم المرئي على العين وبالتالي تحدث الرؤية، وتوزع العلماء والفلاسفة بين هذين الرأيين إلى أن جاء ابن الهيثم ونسف هذه الأفكار بكل جرأة وثقة، فخالفهما وبرهن بشكل مفصل استحالة هذه النظريات من الناحية العلمية بطريقة شيقة ودقيقة، ثم شرح عملية الإبصار بقوله بأن أشعة ضوئية تنبعث من الجسم المرئي إلى عين المبصر عبر ثقب العنبية وسطح العين الخارجية، فتتشبح صورة المبصر في الرطوبة الجليدية التي تنقلها بدورها إلى الرطوبة الزجاجية، التي هي أول أجزاء العين الحساسة بالإبصار على الحقيقة، ثم تؤدي الرطوبة الزجاجية صورة الشيء المبصر إلى العصب الخاص، وتجتمع الصورتان الواردتان من عصبي العينين وتنطبقان، فيكون إحساس الدماغ بالشيء المبصر بالعينين معا إحساسا واحدا، وعند وجود علة تتشوه الصورة ولا يكون الإحساس بها واحدا. وبهذا يكون ابن الهيثم قد برهن على وجود النور وجودا ذاتيا مستقلا عن العين، وعلى أن العين جهاز مستقبل للنور لا مولد له، وقد أخذ العلم الحديث برأي ابن الهيثم وأبطل رأي بطليموس الذي يلزم القول بإمكانية الرؤية في الظلام. . لاحظ ابن الهيثم أن انطباع صورة الجسم المرئي في العين يستمر بعض الأحيان هنيهة بعد لفت العين عنه، وأعاد ذلك إلى أثر الضوء واللون فيها، وأشار بأن الإبصار رؤية طبيعية ثم إدراكا نفسيا مرافقا يؤدي إلى اختلاف الناس في الحكم على الأشياء. و- الأخطاء والأوهام البصرية: أوضح بأن أسباب الأوهام والأخطاء البصرية يعود إلى: . أخطاء آلية في العين ذاتها كمرضها أو تلف أحد أجزائها. . أخطاء في الشيء المبصر، كصغر حجمه. . أخطاء في شروط الإبصار، كتعب العين، أو قلة الضوء، أو ابتعاد الجسم عن خط النظر. . أخطاء في المعرفة المتعلقة بالتذكر، كأن تلمح شخصا لمحة سريعة فتظن أنه زيد بينما هو عمرو. . أخطاء في التخيل، كأن ترى نورا في الليل فوق مكان عال فتظن أنه نجما أو أن ترى نملة صغيرة على حبة قمح فتظنها سوسة لتذكرك بأن ما يتعلق بالحبوب من الحشرات هو السوس. . أخطاء في القياس، كأن تنظر إلى القمر فتظن أنه أكبر الأجرام السماوية وأشدها نورا، أو كأن ترى الشمس والقمر والكواكب أكبر جرما عند الأفق منها وهي في كبد السماء. . أخطاء في الحدس، كأن نقارن بين بعد جسمين عنا، أحدهما متصل ببصرنا بواسطة جسم مرئي كالمعدن أو الأرض، والآخر بينه وبين بصرنا جسم غير مرئي كالهواء فقد يبدو لنا وهما، إن الأقرب هو الأبعد والأبعد هو الأقرب لأننا نحدس في هذه الحالة مقدار البعد حدسا، والحدس يعرضنا للخطأ في بعض الأحيان، مثلا إذا نظرنا إلى جبل بعيد عنا ونظرنا إلى الشمس أو القمر، اختلطت علينا الأبعاد وبدا لنا القريب بعيدا والبعيد قريبا. . فسر ابن الهيثم الهالة حول القمر تفسيرا صحيحا، فأكد أنها ناتجة عن اصطدام الضوء بذرات الجليد الموجودة بالهواء. . فسر تضخم قطري القمر والشمس قرب الأفق، فاعتبر أن الزيادة الظاهرية في قطرهما هي وهمية، وعلة هذا الوهم زاوية الرؤية أو قرب الجسم وبعده من العين. . كما أنه فسر ظاهرة الشفق والفجر وبرهن أن انكسار الضوء في الهواء يبقي الشمس مرئية عندما تكون في الحقيقة وراء الأفق. ز- الغرفة المظلمة: تكلم ابن الهيثم عن الغرفة المظلمة ذات الثقب، وقال إن الثقب عندما يكون ضيقا فان أشعة الضوء الآتية من الخارج إلى داخل الغرفة عبر الثقب تشكل مخروطين متقابلين رأسهما في الثقب، ويكون مصدر الضوء قاعدة الأول، وجدار الغرفة قاعدة الثاني، كذلك أشار للعلاقة بين سعة الثقب وضيقه وبين ظهور الصورة ووضوحها، ومهد بذلك لاكتشاف آلة التصوير. . كما يحتوي الكتاب على بحوث قيمة في قوى تكبير العدسات وامتزاج الألوان وفي تفسير قوس قزح وغيره من الظواهر الطبيعية. .خاتمة: أشاد العلماء بعبقرية ابن الهيثم وسادت آراؤه بين علماء الغرب والشرق على السواء، فظهرت أفكاره في أبحاث وايتلو 1270 الذي وضع رسالة اعتمد فيها على كتب ابن الهيثم، أما جون بكام 1291 قد وضع كتابا سماه المناظر أيضا وهو ليس سوى نسخة مقتبسة عن مناظر ابن الهيثم، كما ظهرت آراؤه جلية عند روجر بيكون التجريبي 1294 الذي كان يعجب من الذين يريدون البحث في الفلسفة دون معرفة العربية، والعالم كيبلر 1630 استمد معلوماته من كتاب المناظر، هذا ما دفع جورج سارطون إلى اعتبار ابن الهيثم أعظم علماء الطبيعة والبصريات لعدة قرون.