الأرض.. يمكن إنقاذها من أمراضها بربع ميزانية الدفاع الأمريكية!!

?? اسم الكتاب: مستقبل الحياة: the future of life اسم المؤلف: ادوارد اوزبورن ويلسون Edward Osborne Wilson الناشر نوف Knopf 2002 ?? كاتب ومفكر أمريكي شهير أحد منسوبي جامعة هارفرد الشهيرة يقدم لنا أفكاره عن مستقبل كوكب الأرض، بالأفكار الحالية وبالطريقة الحالية التي يعيث فيها البشر بموارد الطبيعة المحدودة، فهو يرى أن الإنسان محدود بحدود إمكانيات موارد ومساحة الأرض، ويشاركه فيها ملايين المخلوقات، ولكن هذا الإنسان بدأ يستحوذ على كل ما في الأرض من خيرات متجاهلا المخلوقات الأخرى، ومتناسيا أنها شريكة له في عملية التوازن البيئي، وهو أساسا يعتمد عليها في حياته وبقائه. هذا الكتاب يجمع بين فكرتين هامتين فيما يخص الحفاظ على خيرات الأرض والاستفادة منها، فهو يرى أن العامل الأساسي في الدمار البيئي هو الإسراف في الاستهلاك، وطوق النجاة يكمن في الإمكانيات العلمية الحالية والتقدم التكنولوجي الهائل الذي يمكن أن يقدم الحل الأخضر. وجهة نظر علمية هذا المفكر لا يقدم كتابه كتحذير فقط، على الرغم من أنه يقدم أرقاما تخيف القارئ عن المستقبل، ولكنه يقدم الحلول والأفكار التي يرى أنها تنقذ العالم، وتنقذ المستقبل، وفي كتابه هذا إحصائيات وأرقام تبين ضآلة الإنسان مقارنة ببقية الكائنات، وهو يقول ان عدد الكائنات الحية غير معروف، ولكن المصنف منها حتى الآن هو 1.8 مليون كائن نباتي وحيواني، ولكنه يقرر أن المعروف لا يتجاوز نصف الموجود، فكل عام هناك اكتشاف وإضافات الى عدد الكائنات المكتشفة، وهو يقول إن الاكتشافات ليست محدودة بحشرة هنا أو نبتة هناك بل ان هناك كائنات برية وبحرية لا نزال لم نشاهدها، وهي تعيش في الأماكن النائية والتي لم تصل إليها جوقة علماء المسح البيولوجي. ويتحدث عن هذه الكائنات وأهميتها للإنسان ذاته، ويرى أن في تدميرها أمر غير خلقي، فبعضها يحتاج إلى بيئة معينة لا تتوفر حاليا، كما أن بعضها احتاج الى ملايين السنين ليتكيف مع هذه البيئة المعينة، ويأتي الإنسان ويقضي عليها، قبل أن يعرف سر تطورها، وسر بقائها في جو حار أو جو بارد شديد البرودة، أو في ظلمة شديدة. ويحذر من أن بعض هذه الكائنات على وشك الإبادة حتى قبل معرفته وتصنيفه، فهناك عشرات من الكائنات تنقرض سنويا، ومنها ما لم نعرفه بعد، وقد يكون منها ما ينقذ البشرية من مرض أو أنه يكون وسيلة لإنارة الطريق الى علوم تنفع البشرية. الاستهلاك المفرط يشكو هذا المفكر الكبير بأن الإنسان وهو قد أعطي العقل لا يستخدم عقله كثيرا في ترشيد الاستهلاك، فإن الإنسان غير حكيم في الاستفادة من خيرات الطبيعة، وعلى الرغم من الجهود المبذولة للحد من فناء خيرات الأرض، إلا أن الإنسان لا يزال يلتهم خيرات الأرض بإسراف لا مبرر له، وكأنه أمام معين لا ينضب. وهو يقول إن فقر أمم العالم الثالث أنقذ البشرية من دمار شامل، فلو أن معدل استهلاك سكان الأرض من البشر يتساوى مع معدل الاستهلاك الأمريكي أو الغربي، فان الحروب لا بد أن تقوم، لأننا نحتاج الى أربعة كواكب أرضية مثل أراضينا لتمدنا بالغابات والبترول والغذاء، إنه عالم يستهلك أكثر مما يملك. ويستهلك أكثر من نصيبه على الأرض. أفكار علمية وتجارية في الوقت نفسه يقدم هذا المفكر الحلول التي يرى أنها ترضي الطمع الإنساني في البحث عن الأفضل والامتع والآجل والأربح، وبين حدود وإمكانيات الطبيعة، وهو يقدم مشاريع تجارية ولكن لها الصبغة العلمية، فيقترح المحافظة على مناطق الثراء البيئي في أمريكا الجنوبية، وآسيا، ويذكر ويصنف منها 25 موقعا أو مخزنا طبيعيا يجب المحافظة عليه وحمايته. لأن في هذه المستودعات الطبيعية يعيش نحو 45? من الكائنات الحية. ويقترح أن تكون الحماية ليست بالسلاح ومعاقبة المعتدين، ولكن المحافظة على المحميات، بتقديم البدائل للمستثمرين وللعاملين فيها، حيث يجدون ما يرضي مغامراتهم المالية، ويطلب رصد مبالغ كبيرة ويحددها ببلاين الدولارات لتنفيذ مشاريع إنمائية، وفي الوقت نفسه تزيد في البيئة النظيفة مثل مشاريع تحلية المياه، ومشاريع الزراعة الصناعية والتي تقدم خيرات الأرض ليس بقلع أشجار الغابات وتحويل الغابات إلى أراض زراعية، فالبدائل موجودة، ويمكن حماية الأرض وما فيها، بل إنه من الممكن الإضافة إليها، بتنظيم إنساني وعالمي، ويجب ان تشترك فيه الدول الغنية لتعمر أماكن الفقر، ويذكر أن ربع ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية يمكن ان تعيد التوازن البيئي للكرة الأرضية، بتحويل مبالغها إلى مشاريع اقتصادية وزراعية بديلة ومساعدة لما يستهلك حاليا. كتاب يبحث عن مترجم: إن هذا الكتاب يمثل فكرا حضاريا، ويقدم رؤية إنسانية، ممكنة التحقيق، والكاتب من المفكرين الذين يسمع لهم، وله صوت علمي بارز، وله كتابات سابقة تدور حول البيئة وحمايتها، ولكن هذا الكتاب يتميز بأنه يقدم الحلول، ولم يقف عند الشكوى والتحذير التي نجدها في الكتب المماثلة في الدفاع عن البيئة والطبيعة. ???