الدحول (المغارات الأرضية) ثروة سياحية مهملة!!

الدحول هي تجويفات أرضية، توجد على وجه الأرض، وتوجد في المملكة العربية السعودية بكثرة، شمالها وجنوبها، وفي منطقة الدهناء والصمان بالذات، (المنطقة الصحراوية التي تقع بين الرياض والأحساء) حيث يوجد عشرات منها متناثرة على هذه الأرض الصحراوية. منها دحل أبو الضيان، ودحل البريجسي، ودحل أبونخلة، ودحل أبو صالات، ودحل أبو جنب، ودحل سلطان، وعشرات غيرها، بل إن هناك دحول لم تكتشف بعد، وفي بعض المناطق توجد فتحات، لم يستكشفها أحد. والدحول شقوق ومغارات في باطن الأرض، ولها فوهات ترى على سطح الأرض، وبداخلها سراديب وقنوات طويلة ومتعرجة، وفي بعضها فسحات كبيرة يمكن استخدامها كغرف، وتوجد غرفة في إحدى المغارات في شمال المملكة كبيرة جدا وتقترب من مساحة ملعب كرة قدم فهي 90 مترا في 50 م، وتتجمع المياه في بعض هذه الدحول، وبعضها يحتوي على ينابيع ومياه دائمة. يقول الرحالة السعودي والخبير في منطقة الصمان(سعد بن عبد العزيز الشابانات) في كتابه (الصمان) وهو كتاب مفصل وموسع عن هذه المنطقة إن هذه الدحول تكونت بفعل السيول في الطبقة الهشة من التربة. عجائب الدحول: تستقطب الدحول الكثير من المغامرين والذين يرغبون في استكشافها، فبعضها يرجع إلى تاريخ قديم، وبعضها يحتوي على تماثيل جيرية نحتتها المياه الساقطة أو المترسبة بفعل الأمطار، كما أنها ملجأ ومكان بارد في الصيف يأوي إلى بعضها العابرون لهذه الصحراء الحارة، فيجدون فيها ملجأ من حرارة الشمس. كما أن بعض الدحول يتميز بوجود تيارات شديدة تنفث الهواء بشدة من بعض الفتحات فيه، بل إنها تكون تيارا هوائيا عنيفا في بعض الأماكن، مما يجعل البعض يعتقد بأن هناك مخلوقات غير معروفة تسكنها. الاحتراس واجب!! والدحول المعروفة هي مزارات لكثير من الرحالة والمتنزهين، ولكن الدحول ليست جميعها آمنة، والمغارات غير المعروفة لا ينصح أبدا بالمغامرة في استكشافها من قبل شخص واحد، فهي عادة ما تكون هشة التكوين في بعض أجزائها، وقد تكون ملجأ لبعض الحيوانات أو الكائنات السامة، لذا فعادة ينصح بأن لا يغامر شخص واحد في الدخول الى هذه المغارات بدون رفقة، حتى ولو كان خبيرا في الدحول وأسرارها. كما ينصح عادة بأن تتم زيارة الدحول غير المألوفة ضمن فريق ومجموعة من الأفراد، ويكون أحدهم خبيرا في التعامل مع أسرار الكهوف، فهي رخوة في بعض الأماكن مما يؤدي الى انهيارات مفجعة، وقد تنهار بعض القطع العلوية، بسبب الحركة أو الاهتزاز الذي يصاحب العبور غير المنظم إلى الغرف في هذه الدحول العجيبة. وينصح عادة بأن يغطي كل زائر رأسه بقبعة واقية، كما أن كل زائر عليه أن يحمل مشعلا بالبطاريات، ليساعده على الرؤية، ويساعد على التعرف على الفريق وتبادل الإشارات في حالة الابتعاد عنهم. كنوز الدحول: تحتوي بعض الدحول على ترسبات جيرية ثمينة، قد تكون تحتفظ بسجلات لملايين السنين للتاريخ الجيولوجي للمنطقة، لذا فإن العلماء والجيولوجيين ينصحون المغامرين بعدم تكسير هذه الترسبات لأنها لا تستبدل، ولا يمكن إصلاح ما ينكسر منها، لذا فإن من الأفضل تركها، والتمتع بمناظرها بدلا من تكسيرها. كما أن هناك مشكلة تواجه السائحين المستكشفين لهذه الظواهر الجغرافية الفريدة، وهي سوء استخدام هذه الأماكن، حيث تكون مقرا للنفايات والأوساخ، بينما هي ظواهر وكنوز طبيعية يمكن ان تكون مزارا للسياح. معلومات أكثر: تتوفر معلومات أكثر عن هذه الدحول بمواقعها ووصفها الدقيق في كتاب الصمان تأليف سعد بن عبد العزيز الشابانات، كما أن هناك موقعا مميزا عن هذه الكهوف وغيرها في المملكة العربية السعودية، وهو موقع يسمى مشروع كهوف الصحراء : http:\www.saudicaves.com وفي هذا الموقع يجد الزائر معلومات وصورا فريدة لكنوز هذه المغارات المجهولة، كما أن هذا الموقع يقدم بعض الأفلام عن بعض الدحول، مما يشجع على زيارتها للمغامرين وعشاق المجهول والاكتشاف. ???