الخيال غريزة والحرية توجهه وتتفاعل معه أو تقتله!!

?? اسم الكتاب: الخيال والحرية ??اسم المؤلف: يوسف سامي يوسف الناشر: دار كنعان - دمشق 2001م ?? كتاب دراسة أدبية يقدم نظرية أو مساهمة في توضيح نظريات أدبية، عن العلاقة بين الأدب والخيال والحرية، وهل هما مترابطان؟ وهل حقيقة نجد الخيال الأدبي يكبر بحجم الحرية المتوفرة؟ وهل إذا فقدت الحرية أو تقزمت يتقزم الأدب معها! ان موضوع الكتاب موضوع مثير يطرح للقارئ أنوارا من الأفكار، تضيء له الطريق حتى ولو لم يؤمن بما يراه الكاتب. ويقدم كتابه وأفكاره بمقدمة مطولة يشرح فيها نظرته ونظريته ورؤيته العامة لموضوع الأدب. ويقدم كتابه على ستة فصول كلها ترتبط بالخيال، فالفصل الأول هو علاقات الخيال، ثم الخيال والتعدد، والخيال والشعور، والخيال والحساسية، والفصل الخامس يحمل عنوان التوتر والصراع في المسرحية والرواية، ويختمها بفصل الصوفية والأسطورة. العلاقة بين الحرية والخيال: يحاول الكاتب أن يربط بين الخيال والحرية، ويرى أن الخيال هو صنف من أصناف الحرية، فهو يرى أن الخيال يأخذ الإنسان من حالة البؤس والألم الى الحياة السعيدة، والخيال أيضا يحرر الطاقات المخزونة والمتوفرة في القدرة العقلية وفي النفس البشرية، ويوظفها في فسحة الفعل الحر القادر على الإبداع أو التجديد الأدبي والفني. والعلاقة بين الحرية والخيال هي علاقة دائرية، فالخيال يصنع الحرية بقدر ما يتاح للحرية من فرصة لتصنع الخيال، وزمن هذه العلاقة التبادلية غير محدد يقول الكتاب إن قوة الخيال التي تؤسس الحرية تبقى بحاجة إلى الحرية كي يتمكن فعل التخيل من أن يمارس الخلق والابتكار. رؤية الكاتب في الخيال: يرى الكاتب أن الخيال هو نعمة من نعم الطبيعة للإنسان، فلولا الخيال لكانت الحياة مملة ورتيبة، والخيال ينطلق بها إلى مجالات أوسع من الواقع الضيق عليها فالخيال بهذه المثابة، مارد شاسع المنازح، فاره الشوط وهو يمثل صنفا من أصناف انتصار الروح على المادة أو تعالي الأولى فوق الثانية .. يقول الكاتب إنه بقليل من التفكير المتأني ندرك (انخراط الخيال في معظم مناحي الحياة البشرية، بل ربما جاز القول بأنه يؤسس العلم نفسه، حتى لا نكاد نعرف أين ينتهي الواقعي ليبدأ الخيالي، وذلك لشدة التداخل بين الشيئين. أما الصلة التي بين الخيال والوجدان فهي امتن من الصلة التي تربط الخيال والواقع برباط واحد، وما ذلك إلا لأن الوجدان كثيرا ما يكون من فصيلة خيالية ويرى أيضا أن الخيال والوجدان هما من صميم النفس أو من جوهرها. الخيال غريزة: ويرى الكاتب أن الخيال هو من طبيعة النفس البشرية، ويراه غريزة من الغرائز المغروسة في العقل البشري، فكل إنسان يملك الخيال حتى الصغير، فهو ينطلق في لعبه بألعابه من خيال بوجود أصحاب معه، أو بمنح الحياة لهذه الألعاب التي بين يديه والتحدث معها، ولا يمكن وضع حد للخيال، ولكن الخيال قد يشطح بما لا يليق، وإن استثمار هذا الخيال وهذه الغريزة تصنع الأدب الرفيع، وهو ما يطالب به هذا الكاتب من توجيه لهذه الموهبة واستغلالها في الخير وتنميتها لتكون مساعدا على الازدهار الإنساني. ويقول الكاتب لو جاء الإنسان بغير خيال، وكذلك بغير عواطف أو أشواق، فهل سيزيد عن كونه آلة صماء حتى ولو كان عقله يضارع الجبال ثقلا وشموخا. الشعر والنكت خيال: يرى الكاتب أن الشاعر لا يفعل شيئا سوى أنه يتخيل، وشحن اللغة بالوجدان والحدس هو أيضا عملية تخيل، فالشعر خيال حتى ولو أوغل في الواقعية، فهو استجابة لنداء غريزة الخيال. وكذلك النكتة فإنها من صميم الخيال، حيث إن تصور منظر معين هو الذي يستدعي الضحك، ولذا لا بد من وجود هيكل للنكتة، ومن ثم يمنحها الخيال الحركة والروح، وعندها يبتسم السامع لها، لأن خياله وضعها في الصورة المناسبة ومنحها الحياة. أفكار أدبية: يقول الكاتب إن هناك فكرتين يود أن يركز عليهما في هذا الكتاب النقدي للأدب، وخلاصة الفكرة الأولى هي في قوله إن النص الأدبي الجيد لا يسعه البتة أن يكون له وجود إلا إذا أقام نوعا من التوازن بين الخيال والواقع فإذا ضمر الخيال وطغى الواقع، فإن النص يصبح عرضة للدخول في واقعية فجة.. وإذا أفرط الخيال في الطغيان فضمر الواقعي .. فإن النص لا بد أن يتحول إلى بنية جوفاء أو إلى لغة ناشفة وفقيرة إلى الروح الذي هو قوام الأشياء الحية كلها. أما الفكرة الثانية فهي تتلخص في معيارية الكتابة الأدبية ويقول عنها: بأن يكون الأدب كلاما مكتوبا ومن ماهيته أن يؤثر في شعور من يتلقاه تأثيرا إيجابيا عميقا، وبذلك تصبح القدرة على التأثير هي المعيار الذي يدشن كل أدب عظيم. الخاتمة: يؤكد في خاتمة الكتاب أنه يتمنى أن تهتم نظرية الأدب في تحديد غاية كونية للنشاط الأدبي في العالم كله، ولا بد لهذه الغاية أن تتحدد في مشروع خلاصته البحث عن الإنسان الذي أخذت الحضارة الحديثة تحيله إلى وحش يفترس الطبيعة الأم ويدنسها يوميا. وبذلك يصير النص الأدبي محاولة يبذلها الروح لتجاوز جلافات التجربة والخروج من بذاءات التاريخ. ???