من يصدق الرسائل.. عندما يتحول الشاعر إلى قاص؟

??اسم الكتاب: من يصدق الرسائل اسم المؤلف: ياسين عدنان ??الناشر: ميريت للنشر والمعلومات القاهرة 2001م ?? هذا الكتاب هو أحد كتب سلسلة تجليات أدبية والتي تصدرها هذه الدار من القاهرة، وتقدم للقراء الجديد من الكتاب العرب، وهذا الكاتب يقدم مجموعة من القصص القصيرة في هذا الكتاب الثري في أفكاره القصصية. والتي من بعض عناوينها، ثرثرة بالأبيض فقط، فكرة طازجة، برد يأتي من حلم، وحديقة البصل ويختم كتابه بقصة سر الأرملة. يشعر القارئ في قراءته لهذا الكتاب انه أمام كاتب سلس في كتابته، يطوع الكلمات والأفكار ويخرجها بلون جديد، وكأنه خليط من كلام الشعر العذب في قصص مشوقة وممتعة. وهذه الموهبة موجودة عند هذا الكاتب فهو شاعر أيضا بجانب كتابته للقصص، وله دواوين شعر، وحصل على جائزة شعرية في المغرب. مجموعة قصص: يقدم لنا الكاتب 12 قصة قصيرة، ولكنها من القصص التي تأسر القارئ بفكرتها وحبكتها، فلكل قصة بداية مشوقة ونهاية طريفة أو غير منتظرة من خيال القارئ الذي غالبا يسابق الأحداث أو يواكبها. وهذا الكتاب يحمل عنوان القصة الرابعة منه، وهي قصة تبين سعة أفق وفكر هذا الكاتب، ليقدم قصة بوليسية طريفة، ولكنه اختصرها في عدة صفحات، وكان بالإمكان التوسع فيها لتكون رواية بوليسية شيقة. والقصة تتحدث عن رجل يحب مجموعة من النساء، ولكي يظهر حبه وولاءه لإحداهن، يستعين بها ليتخلص من الأخرى، وهذه الأخرى تعلم وتقنع أنها تعمل معه لكي يتخلص من الحبيبة المنافسة، أي أن كل واحدة من حبيباته تعتقد أنها تساعد هذا الرجل ليتخلص من غيرها ليبقى لها. حتى ينكشف أمره برسالة، ويقول للحبيبة الهاربة والتي افتضح أمره أمامها، إنها رسالة كاذبة ومن يصدق الرسائل .. قصة شعرية: يكتب الكاتب قصة قصيرة ولكنه يظهر امتلاك موهبة التعبير الشعري في هذه القصة، وعنوانها: تمرين رياضي، وتحكيها طفلة، وكم هو عذب كلام هذه الطفلة على لسان هذا القاص الشاعر: ويقول في بعضها: بابا أنت تأخذني إلى الحديقة القريبة وأنا لا أحبها. أما عمي أمين فيأخذني الى حديقة بعيدة وكبيرة. فيها الكثير من الأشجار والأطفال والطيور وأحواض الزهور وفيها الفراشات أيضا. الحديقة البعيدة جميلة جدا إنها تشبه الجنة. المعلمة قالت لنا: إن الجنة مليئة بالأشجار والطيور، أنا سأذهب إلى الجنة (ياك أ بابا)؟ قالت لنا المعلمة أيضا ان الذين لا يصلون لا يحبهم الله، وسيذهبون الى النار، ولهذا سأصلي حين أكبر. بابا أنا دائما اسبق منير .. إنه بدين ويتعب بسرعة. ودائما يأكل الشوكولاطة في القسم. المعلمة عنفته هذا الصباح، وأخذت منه الشوكولاطة. معلمتنا تكره منير. هي لم تقل له ذلك، لكنها تزعق دائما في وجهه: أنت دائما طفل غير مؤدب، ولا تحترم القسم البارحة فقط صرخت في وجهه: اخرس أيها الدب .. فضحكت كثيرا .. دون أن تراني المعلمة.. وتتواصل القصة عن حياتها في المدرسة وكلها حوار من طرف واحد، وهي هذه الطفلة البريئة التي يريد الكاتب أن يبلغ الرسالة الهامة في هذه القصة، وهي رؤية الأطفال للخلافات بين الأب والأم. رسالة القصة: تواصل الطفلة حواراتها المنفردة مع أبيها: وتقول عمي أمين لا يصرخ كالمعلمة. يصبح لطيفا ويضحك معي. ماما أيضا لا تصرخ في وجهي ولا تضربني أنها لطيفة جدا. وحبها لي اكثر من حبك أنت. لم خاصمتها أذن؟ بابا لا تكذب .. أنا اعرف أنك خاصمتها .. وأنها كانت تبكي، وأنها الآن عند جدتي رقية. أرجوك بابا عندما ننام ثم نستيقظ ستذهب عندها في الصباح وتصالحها .. هل ستفعل؟ بابا هل تسمعني؟ إذا لم ترجع ماما غدا، سأخاصمك أنا الأخرى. سأدلق على جسمي سطلا من الماء البارد وأدع الحرارة تنتشر فيه، وأتوقف عن الأكل لكي أمرض لك حينما أمرض هذه المرة لا تحضر لي شيئا .. لا .. أحضر (كل ما احب) واحتفظ لي به في الثلاجة إلى أن أشفى.. .. وجهة نظر: لا تخلو قصة من سيرة حب أو من وصف علاقات حميمة بين المحبين، ولكنه يسعى جاهدا للابتعاد عن التبذل، ويقول أنا طبعا لن أحكي التفاصيل البورنوغرافية، ليس خوفا من وزراء الثقافة العرب كما قد يظن البعض، ولكن أساسا لأنني أومن أن للكتابة وظيفة تربوية. تعريف بالكاتب: ياسين عدنان شاعر وقاص مغربي من مواليد 1970م أحد مؤسسي مجلة الغارة الشعرية حصل على جائزة اتحاد كتاب المغرب عن ديوانه (مانيكان). ???