الزمن الأخضر.. حكايات لم تكتب في وقتها!

&# 1645;&# 1645;اسم الكتاب: حكايات الزمن الأخضر اسم المؤلف: إسماعيل النقيب &# 1645;&# 1645; الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب &# 1634;&# 1632;&# 1632;&# 1633;م &# 1645;&# 1645;الكاتب هو أحد الكتاب الصحفيين المصرين، والذين تملأ كتاباتهم الصحف والكتب أيضا، فهو كاتب مجيد، وله قدرة كبيرة على تنظيم الكلمات والحروف ليجعل منها جملا تعبيرية رائعة، تأسر القارئ وتجعله يكمل المقالة في الصحيفة، ويقلب صفحات الكتاب الذي يحمل اسم هذا المؤلف الموهوب. وهذا الكتاب من الكتب الخفيفة اللطيفة، التي يجدد القارئ فيها التسلية والخبر والحكاية والحقيقة الضائعة، إنها سلسلة من القصص الواقعية التي حدثت لهذا الكاتب في أثناء حياته العملية، منها المضحك جدا ومنها المخيف، وفيها المأساة وفيها الذكاء، ومنها يخرج القارئ بصورة جديدة وغريبة عن الحياة عند رجال القمة السياسية، وعن شخصيات سياسة وأدبية كما رآها هذا الكاتب من قرب وكما عمل معها أو لها. أول الطريق !! يبدأ كتابه بحكاية طريفة عن أول دعوة رسمية له في بيت السفير الأردني، فقد وجهت له دعوة كصحفي مقرب، لحضور حفل عشاء في بيت السفير لمجموعة من سفراء الدول وبعض الشخصيات السياسية والأدبية والاجتماعية. وجهز نفسه لهذه الدعوة بكل ما لديه من إمكانيات مظاهر، فلبس البدلة وركب التاكسي لكيلا تتسخ البدلة والحذاء الملمع، وحضر في الموعد المحدد تماما. وقابل الشخصيات التي كان يسمع بها ويقرأ عنها. جديد على الصنعة!! ولكن الشق الثاني من اهتمامه للحضور هو وجبة العشاء التي كان يمني النفس بها، حيث إنه كان يحلم بوجبة شهية بألذ المأكولات النادرة، وكان مستعدا لهذا العشاء الفاخر، بالجوع الشديد، ولكنه دهش من الأكل المعروض، والذي كان يقدمه الخدم، فكان عبارة شرائح من الجزر والخيار وكريات لحم صغيرة جدا تلقط بأعواد كأعواد الكبريت، مع كمية من الفول السوداني. ومع مشروبات غازية وغيرها. ودهش لهذه المائدة المتواضعة، وكان سيئ الظن بهؤلاء القوم، حيث إن هذه الأكل هو ما يستطعمونه لأن أمعاءهم اهترأت مما أكلته سابقا في حياتها، من طحن اللحوم والدهون والأكل اللذيذ، ولشدة الجوع فإنه لم يجد بدا من التهام جميع ما تتناوله يده، وامتلأت معدته بالمشروبات الغازية والمياه والشاي، وحمد الله على أنه شبع، وهدأت رعشة الجوع التي انتابته. وأصيب بخيبة كبيرة وتأسف على عدم الاعتذار عن هذه الدعوة، فإن الفول والطعمية التي كان يتناولها يوميا كانت أكثر لذة وطعما من هذه الوجبة الباردة. إلا أن الصدمة كانت كبيرة الوقع عليه عندما دعا السفير المجموعة ليتفضلوا لتناول العشاء، وذلك بعد كل ما قدم!! أدخلهم السفير إلى غرفة الطعام الكبيرة، وعلى ذلك السماط الملكي. وعليه ما لم ير في حياته قط من أنواع المأكولات، من اللحوم والطيور والأسماك والفواكه والحلوى.. وما فائدة هذه الأكل والمعدة ملآنة بالماء والشاي والفول السوداني؟؟ كذبة صادقة: يتحدث بطرافة عن عمله كصحفي مطلوب منه الصدق دائما، والكذب ممنوع وعليه عقاب، إلا أنه ذات مرة اختار الكذب لأنه يراه هو الصحيح! وهذه الكذبة الصحفية استفاد منها الأديب الكاتب يحيى حقي، فقد كان المؤلف يعرف هذا الكاتب الكبير، ويعلم أنه كان يتمنى أن يكون أحد أعضاء مجلس الفنون والآداب، والتي كانت عضويتها لا تتم إلا بقرار جمهوري، ولا يتم اختيار العضو إلا بعد إجراءات وترشيحات تتصارع فيها الرؤوس الكبيرة والأقلام الرفيعة معا، لأن العضوية محدودة، وليست متاحة لكل أديب، أو صاحب قلم، فقد كان صاحب اللسان يفوز فيها أكثر مما يفوز الصامت. وكصحفي، فإنه اطلع على القائمة الجديدة المرشحة لتمنح العضوية، وكانوا ثلاثة من كبار الكتاب، فما كان من صاحبنا إلا ان أضاف اسم الكاتب يحيى حقي إلى القائمة كمرشح لها، وكتب ذلك في الصحف ونشر خبر الترشيح. مفاجأة لم تكن بالبال: بعد أن نشر الخبر، اتصل وزير الثقافة بمجلس الفنون وأخبرهم بأن الأوراق التي لديه ناقصة، ويطلب حالا إكمال أوراق الكاتب يحيى حقي وإرسالها إليه. ظانا أنها لم تصله سهوا. واستقبل الطلب وفهم وكأنه أمر من الوزير، فتم إكمال اللازم، وأرسلت الأوراق المطلوبة كالآخرين، وصدر القرار بترشيح الأربعة الكبار الى عضوية المجلس بقرار جمهوري. كتاب يستهوي القراء!! هذه الكتاب يحتوي على &# 1634;&# 1635; واقعة حقيقية، كان هذا الكاتب شاهدا عليها أو فاعلا فيها، فهي وقائع حدثت، وجميعها من النوع الذي يجب أن يكتب عنه لأهمية الخبر أو لطرافته، وقد انطلق الكاتب في هذه الذكريات التي لم يكن من الميسور أو من الممكن نشر كثير منها في ذلك الزمن (زمن حدوثها). ومن هذه القصص روايته عن علمه بوفاة عبد الناصر التي أعلنها كنكتة طريفة، وهو ولم يكن يعرف أن الرئيس جمال عبد الناصر قد مات فعلا، فقد اتصل أحد المسؤولين الكبار بالجريدة التي يعمل فيها هذا المحرر، وطلب من العاملين فيها أن لا يطبعوا الجريدة، لأن هناك خبرا وأحدا فقط سينشر على كل الصفحات!! فأفلت كلمة من لسانه، وأعلن للجميع ان الرئيس لابد أنه مات!! واعترض الجميع على هذه النبوءة السيئة، وطلبوا منه ان لا يقول ذلك، فذكر النكتة التي جعلته يقول ذلك ويتنبأ بالخبر، وهي النكتة التي تذكر ان أحد الشخصيات كان يحرص على شراء الجريدة ويطلع على العنوان الرئيسي ثم يرمي بها، وعندما سئل لماذا لا يقرؤها، أجاب بأنه يقرأ صفحة الوفيات فيها، فقيل له أنت تكذب، فأنت لا تقلب الصفحات أبدا، فقال إن الشخص الذي انتظر وفاته سيخرج خبره على الصفحة الأولى وفي كل الصفحات.. &# 1645;&# 1645;&# 1645;