المعاكسون: شباب خجولون ونرجسيون!!

من أسوأ الظواهر وأخطرها على المجتمع والأخلاق هي ظاهرة ملاحقة الشباب للفتيات في الأسواق والأماكن العامة،والتي تسمى بالمعاكسة. بعض الشباب يبرر لنفسه هذا السلوك المشين، ويرى أن السبب يقع على الفتيات وليس عليهم، ويقول أحدهم أنا لا أخدش حياء البنت في معاكساتي وإنما أكلمهن بكلام جميل!! ويرى أن الفتاة هي السبب في المعاكسة فهي التي تتبرج وتخرج إلى الشارع فكيف لا أعاكسها؟!. والأمر لا يقف عند إزعاج الفتيات في الأماكن العامة، بل يتعداه إلى الإزعاج المنزلي عن طريق الهاتف، وقد أكدت الدراسات أن مرتكبي سلوك المعاكسات الهاتفية يشعرون بالرفض وعدم التقبل من الآخرين، وهذا الإحساس يدفعهم إلى فرض أنفسهم على الآخرين واتخاذ أساليب عدوانية تجاههم أو محاولة التسلل إلى قلوبهم ولو بشكل سلبي، ويرفضون ذواتهم، ويكونون غير راضين عنها أو متقبلين لها، ويعانون حرمانا عاطفيا يحاولون تعويضه بأي كلام أو شيء يسمعونه عبر أسلاك الهاتف. ويرى علماء الاجتماع أن المعاكسين هم في الغالب شباب غير ناضجين سنا، ولا يحسنون أساليب التعبير عن مشاعرهم، وكثير منهم يتميز بالانحراف العام، والمعاكسة لا تكون الممارسة الخاطئة الوحيدة في حياتهم، كما أنهم نرجسيون ولا يوجد لديهم أية مراعاة لمشاعر الآخرين، ويفهمون الحرية والقانون والكرامة الإنسانية بمفهوم خاص تسيطر عليه الأنا الفردية، وما يثير الغرابة أنهم شديدو الخجل وسريعو الإثارة ومتقلبو المزاج، وأسرهم في الغالب مشحونة بالتوتر والانفعال، ويجدون صعوبة في انتمائهم وتحديد موقعهم في المجتمع، ويفتقدون لغة مشتركة مع المحيطين بهم.