الأساطير الهندية يرويها الغليون!!

&# 1645;&# 1645; اسم الكتاب: حكايات الهنود الأمريكيين وأساطيرهم اسم المؤلف فلاديمير هلباتش ترجمة د. موسى الحالول &# 1645;&# 1645;من سلسلة الإبداعات العالمية الكويت &# 1634;&# 1632;&# 1632;&# 1634;م &# 1645;&# 1645; كتاب جميل وتثقيفي هام، فهو يورد أساطير الهنود الحمر الذين عاشوا من مئات السنين في براري القارتين الأمريكيتين، وهذه الأساطير هي أساطير شعبية غنية بالأفكار الفلسفية العميقة، وبعضها مليئ بالخرافات واللامعقول، ولكنها تظهر مدى ثقافة الشعوب القديمة وأفكارها، فمن هذه الأساطير يعرف القارئ مقدار التنوير لدى تلك المجموعات البشرية المنعزلة عن العالم القديم. ومن هذه الأقاصيص والأساطير نجد الفرق الكبير بينها وبين أساطير الإغريق والعرب والهنود الشرقيين واليابانيين، فكل له أساطيره التي يحكيها، وتحتفظ بها كتبه وسيره وتراثه. فهذا الكتاب الثمين يقدم للقارئ &# 1636;&# 1638; أسطورة من أساطير الهنود، في بعضها الحكمة وفي بعضها التاريخ، ولكنها أساطير من أساطير الأولين، تمتلئ بالتخاريف، وتنتهي باللامعقول، ولكنها بعد أن تكون قد بلغت رسالتها المطلوبة أو أعلنت الحكمة المرجوة. قارة واسعة بثقافات مختلفة يتميز الكتاب بمقدمة قيمة فيها الكثير من المعلومات الشيقة عن الهنود وحياتهم وكيف كانوا يعيشون، فقد كانوا قبائل منتشرة على مناطق واسعة مختلفة جغرافيا ومناخيا وحيوانيا، ففي غرب الولايات المتحدة عاشت قبائل تعتمد على المطر، فكانت أساطيرها تدور حول المطر والجفاف وبكاء الحيوانات. وفي الشمال توجد البحيرات والأنهار، فكانت أساطير القبائل تدور حول أسرار الأنهار والأسماك، وفي الغرب الأمريكي حيث اعتادت القبائل على صيد حيوان البقر الوحشي فإن أساطيرهم عن الصيد وعن أسرار الحيوانات. تدمير الحضارة!! لا يتوقف الكتاب على ذكر الأساطير فقط، بل إنه يتحدث عن مأساة انقراض حضارة الهنود وتنظيمهم القبلي بفعل شاحبي الوجوه (كما كان الهنود يسمون الغزاة الأمريكان)، فقد كانت أساطيرهم تحكي عن حياتهم قبل وصول هذا الإنسان القبيح، الذي دمر الأرض والزرع والحيوان والإنسان. ويقدمها الكتاب أيضا كجزء من الأسطورة، فهذه القصص هي ما وجده أحد الصبية مسجلا في غليون يسميه الهنود الحمر (القلموت) كان يدخن فيه الهنود الحمر أثناء جلساتهم لسرد هذه الأساطير، وقد حفظها هذا الغليون، وأعاد حكاياته التي سجلها من الشفاه التي كانت تتداوله في التدخين، في جلسات السمر، وجلسات الصلح، وجلسات الأعياد والاحتفالات. فقد كان التدخين عادة معروفة عند قبائل الهنود قبل أن يعرفه العالم القديم، بل إن التدخين هو من مما جلبه المستكشفون الأسبان إلى العالم القديم. أسطورة الداء والدواء!! تقول الأسطورة إن الإنسان والحيوانات مخلوقات كانت تعيش في وئام مع بعضها البعض، فالإنسان كان يأكل الحشائش والنباتات، ولكنه استطعم اللحوم وبدأ يفترس الحيوانات، والتي أرعبها وجود الإنسان معها، فلم تعد تأمن الحياة معه. اجتمعت الحيوانات تبحث عن حل لمشكلة فتك الإنسان بها، وطرح كل حيوان فكرة، فالنسر اقترح الهجوم على خيام الصيادين الأشرار، والدب اقترح استخدام السهم والقوس، وهكذا توالت الأفكار، إلا أن الذباب بعد أن اعترض على اقتراحات الآخرين قدم اقتراحا باستخدام الطنين الشديد لإزعاج الصيادين، إلا أن اقتراحه نال الاعتراض، لأن الإنسان لا يهمه الطنين، فاقترح أن تطلب الحيوانات من الأرواح أن تنزل المرض بالهنود الذين يؤذون الحيوانات، وتعهد الذباب بمساعدة الأرواح للانتقام من الهنود. وبدأت الأمراض تفتك بالهنود جميعهم الأشرار والخيرين، وحزنت الحيوانات لما حدث، فلم يكونوا يريدون الضرر لمن لم يعتد عليهم، فاجتمعوا مرة أخرى، وتطوعت الأعشاب بتقديم العلاج لمن هو مريض من الهنود. وهكذا بدأت الهنود في جمع دوائهم من الأعشاب لمحاربة ومكافحة الأمراض التي يصابون بها من الأرواح. أسطورة قوس قزح!! لقوس قزح قصة جميلة في تراث الهنود الحمر، فإن الأسطورة تقول إن أراضي الهنود الحمر تعرضت إلى سنوات عجاف وجفاف شديد، جفت فيه البحيرات والأنهار، وذبلت فيه الأشجار حتى الزهور لم تعد تظهر، وضاقت الأرض على الهنود ولم يعلموا ما يفعلون. فظهر الثعبان بحراشفه الخشنة، وقال لزعيم القبيلة اقذف بي إلى السماء عاليا، لأتمكن من كشط بعض الماء والثلج المخزن هناك في السماء. اعترض زعيم القبيلة وقال: إن هذا العمل ليس من أعمال الثعابين، ولكنه قذف الثعبان عاليا استجابة لإلحاحه. وفى أثناء انطلاقه من يد الزعيم قوس ظهره باتجاه الأعلى ليجرف بعض الثلج الموجود في السماء، وتمدد جسمه، وكان لا بد من تغيير جلده لتغير حجمه، لذا أخذ جلد الحية في التبدل من أحمر إلى أصفر إلى أخضر، ونزلت الأمطار. شكر الهنود الحية، وأصبحوا يرقصون لها، وتعودت الحيات أن تخرج من جحورها كلما نزل المطر في يوم مشمس أحياء للذكرى.