عندما يصبح النوم بالوراثة!

إذا واجهتك مشكلات معينة تعوق قدرتك على النوم فألق باللائمة على أبويك! هذا ما أكده باحثون أمريكيون حول إمكانية توارث الأشخاص لدورات النوم والاستيقاظ غير الطبيعية، وذلك في أول دراسة عملية تثبت وجود علاقة بين أنماط النوم اليومية وجينات الإنسان، وقد اعتمدت الدراسة على متابعة ثلاثة أجيال من النساء اللاتي ينحدرن من عائلة واحدة يعانين ما يسمى متلازمة مرحلة النوم المتقدمة التي تعرف اختصارا بـ (ASPS) حيث لا تستطيع هؤلاء النسوة تغيير أنماط نومهن واستيقاظهن باكرا.. فعلى سبيل المثال لا تستطيع المصابة بمتلازمة النوم الوراثي البقاء مستيقظة بعد الساعة الثامنة مساء، وتستيقظ في حوالي الساعة الرابعة صباحا، وهو نمط النوم نفسه الذي يميز المرضى المصابين بالاكتئاب. وأفاد الباحث الرئيس في الدراسة الدكتور كريستوفر جونز بأنه كلما تقدم الإنسان في السن فإن دورة النوم عادة ما تميل نحو هذا النمط، لكن التغيرات فيها تكون يسيرة، أما بالنسبة إلى النوع الوراثي والعائلي الذي لوحظ في السيدات فهو من الحالات النادرة التي تزداد سوءا مع التقدم في السن. واكتشف الباحثون بعد قياس مستويات هرمون الميلاتونين المرتبط بأنماط النوم اليومية ومقارنة نتائج المصابات مع القياسات نفسها لأشخاص غير مصابين، أن الإصابة عبارة عن صفة منقولة وراثيا وليست مرتبطة بالسلوك والعادات المتبعة. وأكد هؤلاء أن هذه الاكتشافات تفتح آفاقا جديدة لتطوير أدوية وعلاجات فعالة لمشكلات النوم واضطراباته الوراثية التي يعاني المصابون بها صعوبة البقاء مستيقظين في السهرات الاجتماعية، والإصابة بالقلق في المراحل الأخيرة من النوم مع الاستيقاظ مبكرا في الصباح.