غسان كنفاني : أدب المقاومة النابع من نبض الأرض

يعتبر غسان كنفاني واحدا من أهم أدباء المقاومة الفلسطينية، وقد تكون أهميته ككاتب حركي هي التي قادت إلى اغتياله في بيروت عام 1972 حسب أوامر جولدا مائير رئيسة وزراء العدو الصهيوني السابقة. وأدب غسان وإنتاجه الأدبي كان متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس، وفي كل ما كتب كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به. فقد وصف في روايته عائد إلى حيفا رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا، وقد وعى ذلك، وكان ما يزال طفلا يجلس ويراقب ويستمع، ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية. ثم أتت أرض البرتقال الحزين لتحكي قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية. و موت سرير رقم 12 التي استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض. ثم درة أعماله الروائية رجال في الشمس التي تحدث فيها عن رجال فلسطينيين دفعهم القهر إلى محاولة التسلل إلى الكويت داخل صهريج ماء فارغ لتنهي الشمس الحارقة حياتهم على حدودها مع العراق، تلك الرواية التي حظيت بشهرة واسعة، وقد تحولت فيما بعد إلى عمل سينمائي. كانت لغسان عين الفنان النفاذة وحسه الشفاف المرهف، فقد كانت في ذهنه في الفترة الأخيرة فكرة مكتملة لقصة رائعة استوحاها من مشاهدته لأحد العمال وهو يكسر الصخر فى كاراج البناية التي يسكنها، وكان ينوي تسميتها الرجل والصخر. ولد غسان كنفاني في عكا في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش طفولته في - يافا التي اضطر للنزوح عنها كما نزح الآلاف بعد نكبة 1948، وإثر مجزرة دير ياسين التي وقعت في عيد ميلاده الثاني عشر. عاش لفترة قصيرة في جنوب لبنان، ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق، حيث عمل منذ شبابه المبكر في النضال الوطني، وبدأ حياته العملية معلما للتربية الفنية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأنروا. انتقل إلى الكويت عام 1956 حيث عمل مدرسا للرسم والرياضة في مدارسها الرسمية. وفي هذه الأثناء عمل في الصحافة وظهرت بدايات إنتاجه الأدبي. أقام في بيروت منذ 1960 ، وعمل محررا أدبيا لجريدة الحرية الأسبوعية، ثم أصبح عام 1963 رئيسا لتحرير جريدة المحرر كما عمل في الأنوار والحوادث حتى عام 1969 ليؤسس بعد ذلك صحيفة الهدف التي بقي رئيسا لتحريرها حتى يوم استشهاده في 8 تموز يوليو 1972 بعد انفجار لغم في سيارته حيث قتل ومعه ابنة شقيقته لميس نجم وعمرها 17 عاما. من مؤلفاته موت سرير رقم 12 وارض البرتقال الحزين ورجال في الشمس ومسرحية الباب وعالم ليس لنا و ما تبقى لكم و عن الرجال و البنادق وأم سعد ودراسة بعنوان أدب المقاومة في فلسطين وأخرى بعنوان في الأدب الصهيوني و دراسة الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال و المقاومة ومعضلاتها . بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الروايات والدراسات السياسية والفكرية والتاريخية والنقدية التي لم تنشر في كتب، منها الشيء الآخر أو من قتل ليلى الحايك رواية نشرت على حلقات أسبوعية عام 1966 اللوتس الأحمر الميت(رواية)، 1961 ثم أشرقت آسيا ترجمة صيف ودخان لتينيسي وليامس 1964. نقلت أعماله إلى ست عشرة لغة، ونشرت في عشرين بلدا.