الإعجاز العلمي في القرآن ليس له حدود!!

?? اسم الكتاب: قصة العلم في القرآن ??اسم المؤلف : د. أحمد درة الناشر الهيئة المصرية العامة للكتاب 2001م سلسلة كتاب مكتبة الأسرة ?? يقول الكاتب إن من إعجاز القران الكريم، أنه احتوى العلم في كل زمان ومكان، ووضع حدودا فاصلة بين المعجزات المادية التي تفاجئ الإنسان في حينها وتكون غريبة عليه، أو مستحيلة بالمرة، وبين العلم الذي يواكب عقلية الإنسان، وفهمه، ويتوائم مع متطلبات الزمن المعاش، ويطور حياته، فقد ذكر القران الكريم معجزات كبيرة لأنبياء الله ورسله، فمعجزة العصا لموسى ومعجزات عيسى عليه السلام من خلقه إلى إحيائه الموتى بإذن الله، كانت معجزات توافق عصرها. ويأتي القران بمعجزة هذا الزمان وهو العلم، ويوضحها الله للبشر بآيات مفصلة وقصص فيها العبرة العلمية، فإن تفكير إبراهيم عليه السلام في البحث عن الرب جعلته يفكر، فلا النجوم ولا القمر ولا الشمس أقنعته بأنها آلهة، وهذه رسالة للبشر للتفكير المنطقي، وتأتى قصة يوسف عليه السلام، لننظر في الظواهر، وما فيها من أدلة ومن خيوط تصل بنا إلى النتائج العظيمة والمقنعة. بقليل من الملاحظة، فالقميص الذي قد من دبر لا يمكن أن يحدث من إنسان معتد بل إنه معتدى عليه. نظرة ونظرة: يواصل الكاتب استنتاجاته الهامة والجديدة من آيات القران الكريم، ويرى في بعضها نورا وشعاعا قد يغيب عن البعض، وقد غاب عن الكثير من المفسرين الأوائل بسبب عدم انتشار العلم وتطوره الذي نعيشه في هذا العصر، فإن الكثير من العلم ساعدنا على فهم أسرار القران، وكان من الواجب أن يكون العكس، وهو أن نفهم أسرار العلم مما ورد في القران، فالقران الكريم هو السابق في الإعلان عن العلم، وعن كثير من الظواهر العلمية بكل أشكالها، ولكن للتخلف الذي لحق بالمسلمين، جعلهم يتعجبون من أمور عديدة، يعلن عن اكتشافها بينما هي موجودة في القران الذي يقرأ منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان. ويضرب الكاتب بعض الأمثلة على ذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ونظرية الرتق والفتق . كانتا رتقا ففتقناهما: كانت النظرة والمعرفة العلمية المحدودة السابقة لظهور القرآن وبعده إلى أزمان قريبة، تقول إن الكون سرمدي النشأة، وإنه وجد كما هو، في حين يقول الله تعالى: (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي ) يقول المؤلف إن نظرية الانفجار العظيم والتي تقول إن المجرات تتباعد بعضها عن بعض، أكد أنها كانت متقاربة في السابق، وأكدوا أنها بدأت من نقطة، تلك التي حدث منها الانفجار، وتبدى الكون، وتمدد حتى صار كما هو عليه في وقتنا الحالي ..، ومنذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان جاء محمد صلى الله عليه وسلم بنظرية خلق الكون وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، فمن أي طريق جاء بهذه النظرية التي أكدها أساطين العلم الحديث، إنها من علم ربي. هكذا أثبت القران، أن السماوات والأرض كانتا شيئا واحدا فانفصلتا عن بعضهما بقدرة الله الواحد القهار. قصة البعوضة: يقول تعالى: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها، فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين هذه الحشرة الضعيفة التي ضرب الله بها المثل، ليست سوى حشرة تافهة عند النظرة الأولى غير العلمية، ولكن العلم أثبت أنها كائن حي عجيب، له صفاته التي تميزه عن غيره من مخلوقات الله، فهذه الحشرة تمتص الدماء من الإنسان، ولا يقدم على هذا القرص سوى الأنثى منه، وهي تمتص الدماء من الإنسان لاحتياجها إليه في تكوين البيض والأجيال القادمة من البعوض. وهي بذاتها ناقلة للمرض، وتعطي الإنسان الميكروب وتقتله، وهي تلك الحشرة الضعيفة، إنها قدرة هائلة تملكها هذه الحشرة التي لا تحتاج إلى أكثر من خبطة صغيرة لتموت. إنها كبيرة المفعول، معقدة الصنع والخلق، وسبحان الخالق. 40 موضوعا: يتحدث الكاتب عن 40 موضوعا يأخذها من القران ويشرحها شرحا علميا، منها مواضيع معروفة للكثيرين مثل العسل والنحل، والألم، والحواس جميعها، ومن عناوين موضوعاته: من بين فرث ودم، لا تنفذون إلا بسلطان، فضربنا على آذانهم، الجلد خارطة من الدماء، الألم بين سرعتين. ويقدم أيضا أفكاره الجديدة عن موضوعات سابقة منها موضوع السمع. فالكاتب يناقش لماذا نجد السمع يسبق البصر في حالة ورودهما في الآيات الكريمة معا، وهو يقول ان المتأمل بين آيات القران الكريم سيجد قيمة هذه الحاسة مميزة جدا وهامة إلى درجة لا يمكن لمتفكر في هذا القران أن يغفل حقائق عظيمة تكمن وراء هذه الأهمية، ومع تقدم العلم ثبت للبشرية ضرورة السمع لكي يستطيع الإنسان الكلام .. ووجد أن عملية السمع ترتبط بمجموع الحواس الخمس ارتباطا قويا، فمن خلال السمع يكتمل أدراك الإنسان للأشياء من حوله واختزانها في الذاكرة فيتعرف عليها من خلال الصوت الذي يستحضر باقي الملامح الشكلية والرائحة والملمس وغيرها من خلال الصوت. واكتمل عقد العجب باكتشاف بصمة الصوت وبصمة العين، والتي تختلف كل بصمة عن الأخرى عند كل إنسان. كتاب يجب أن يقرأ: كتاب مبسط، وبلغة علمية واضحة لمواضيع شتى، يربطها أمر واحد فكلها ترجع إلى آيات من القران الكريم. ويتميز هذا الكتاب بقصر موضوعاته، وهذا يشجع على قراءة المادة المقدمة فيه، فإن أي موضوع لا يتجاوز صفحتين من الكتابة المبسطة. كتاب جميل ويجب أن يكون في بيت كل مسلم وقارئ للقران، ففيه تذكير باتساع العلم في القرآن، ولعل من يقرؤه يجد في القرآن أمورا أخرى لم يتعرض لها الكاتب. ???