شعائر الحج بين الجوهر والمظهر!

??اسم الكتاب : الحج والحجاج أمواج وأثباج ??اسم المؤلف: د. زيد بن محمد الرماني الناشر: دار طويق للنشر والتوزيع الرياض ??من خاتمة الكتاب نبدأ بتقديم هذا الكتاب القيم عن الحج وأفكاره وعلمه وفقهه وشعائره. يقول المؤلف في خاتمة كتابه: الزمان: قديم موغل في أعماق الماضي، المكان: مكة عندما كانت قفرا يبابا في الوادي الأجرد، لا يعمرها إنس، وإنما تلم بها بين حين وآخر جماعات من الرعاة يحطون رحالهم عند أطلال البيت العتيق التماسا للراحة والبركة، ثم لا يلبثون أن يشدوا الرحال ويضربوا في تيه الصحراء بحثا عن مساقط الغيث ومنازل المطر خرج إبراهيم (عليه السلام) من أرض كنعان، ضاربا طريق الجنوب إلى البلد العتيق، ومن ورائه الأم هاجر مهرولة في أعقاب نفاسها منصرفة عن التفكير فيما كان ويكون بهذا الصغير الرضيع عند أطلال البيت حط إبراهيم رحله ثم تهيأ للعودة من حيث جاء، تاركا هاجر وولدها مع جراب به تمر وسقاء فيه ماء.. ورفع إبراهيم رأسه وقال في ضراعة وابتهال ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. 37 سورة إبراهيم .. من هنا كانت البداية. حكمة الحج !! يتساءل المؤلف قائلا: لماذا نحج؟ ألنطوف بالبيت الحرام؟ أم لنبيت في مزدلفة ؟ أم لنقدم الأضاحي والهدي؟ وغير ذلك من أعمال الحج ومناسكه؟ يقول المؤلف إنها حقا مظاهر الحج وشعائره، ولكنها ليست لبابه وجوهره، تلك وسائله وصوره وليست غايته ومراده .. الإسلام دين المقاصد والمصالح والمكارم، وليس دين العبادات المجردة من منافع الفرد المسلم والجماعة المسلمة. ان نظرة واحدة لمنظر الحجاج بإحرامهم، يظهر الفكرة العالمية للحج، فهو تجمع مجموعة من البشر بأمر سماوي ودعوة ربانية توجه لهم الدعوة، بأشكالهم المختلفة ولغاتهم العديدة، وعاداتهم المتنافرة أو المتضادة، ولكن هناك وحدة بينهم، إنها وحدة الإسلام، يجمع بينهم الإسلام في الحج، فالجميع في لباس واحد في بلد واحد في زمان واحد، في لغة واحدة، فكرهم واتجاههم وهدفهم أمر واحد هو الحج. منافع الحج: منافع الحج عديدة ومختلفة ومتطورة مع الزمن، فالله تعالى يقول (ليشهدوا منافع لهم)، ومنافع الحج لا يمكن حصرها، فهي فردية وجماعية، مادية وروحية، دنيوية وأخروية، مباشرة وغير مباشرة، منظورة وغير منظورة، ملموسة وغير ملموسة، عاجلة وآجلة، قريبة وبعيدة .. فالحج عبادة تتطلب سفرا وتنقلا، والسفر مشقة ومغامرة، وهذا بذاته منفعة جسدية وروحية ونفسية، فتغيير المكان والإقدام على هذه الرحلة الدينية، هي غسيل للروح والنفس. فريضة الحج ليست لتعذيب الحاج أو لتكليفه بالمشقة، لأن الأجر الذي يحصل عليه، لا يعادل المشقة والتعب المرافق لها، بل يزيد أضعافا مضاعفة، فبجانب العامل النفسي من ترويض النفس المستهلكة والنفس المتمتعة بترك متعتها والانصراف إلى متعة أخرى، متعة قضاء وقت مع الله ولله، فإن الأجر على هذا العمل تكفير الذنوب السابقة وعودة الإنسان نقيا طاهرا، ليبدأ حياة نظيفة من الذنوب. منافع جماعية: الحج هو مؤتمر المسلمين الحقيقي، يجتمعون فيه سنويا من كل الأقطار، وفي هذا الاجتماع يتعرف كل منهم على أحوال الآخرين من إخوانه المسلمين، يعرفون مشاكلهم وما لديهم من جديد في حياتهم وأمور معيشتهم. إنه مجمع لشيوخهم وعلمائهم ليروا ويتدارسوا أحوال المسلمين، وكيف يسعون بها إلى مزيد من النجاح، ومؤتمر لحكامهم ورؤسائهم ليجدوا الأذن المصغية من إخوانهم الرؤساء، ويتدبروا أحوال المسلمين وأحوال شعوبهم، ليكون صوتهم واحدا وقوتهم واحدة. إنه مؤتمر يظله الله بظله، فكيف لا يستفاد منه، وكيف لا يستغل الاستغلال الأمثل. إن فوائد الحج لا تعد ومنافعه لا تحصى، وما على المسلمين سوى استثمار هذا الموسم، موسم البركات والعفو الرباني والدعاء المستجاب. كتاب شامل: هذا الكتاب يحتاجه كل مسلم، فمن رغب في الحج فانه سيستفيد منه ليس بتشريعات الحج ولكن بالأفكار الواردة فيه، فهو يحتوي على وقفات هامة عند عناوين شيقة منها: آداب وأسرار وبشائر وعبر ودروس ودلالات الحج، ومنها أيضا فوائد وجوهر ورياضة وقصص الحج، ويتحدث عن الأعياد وعيد الحج بالذات. كتاب يهم المسلم حج أم لم يحج، ليعرف منه أو ليعيد اليه ذكريات الحج ويبث فيه روح الشوق للعودة للحج. ???