جسد مقعد وعقل منطلق !!

?? العالم الفلكي الأول حاليا في العالم الدكتور(ستيفن هاوكنجStephen Hawking ) يقدم للعالم هدية جديدة وهي كتابه (العالم في قوقعة عين جمل) وهي كتابه الثاني بعد كتابه الأول والذي كان بعنوان (تاريخ موجز للزمن)، والذي ألفه عام 1988م وبيع منه 10ملايين نسخة باللغة الإنجليزية، وترجم هذا الكتاب إلى 40 لغة عالمية. وينتظر أن يلاقي هذا الكتاب الجديد نفس النجاح الذي لقيه كتابه الأول، لأن الكاتب ذاته هو خليفة إسحاق نيوتن وخليفة إنشتاين في عصرنا الحاضر، ولكنه على الرغم من شهرته العلمية إلا أنه يعرف بالعالم المقعد. إعاقة لم تعق!! إن هذا الكاتب البريطاني والذي يعمل أستاذا للفيزياء وعلوم الكون في جامعة كامبردج البريطانية، وعضو جمعية الفلكيين الملكية. نموذج لقدرة الإنسان على تحدي المصاعب. وقوة الإرادة، وقد احتفل بعيد ميلاده الستين في 8 يناير2002م، وهذا عمر طويل لمثله من المرضى، فهو مصاب بمرض عصبي يسمي مرض (لوجهرق) وهو مرض شلل عضوي شبه شامل، قلما يسلم المصاب به من الموت، أما الشفاء فهو أمر لم يحدث من قبل، وعندما أصيب هذا العالم بهذا المرض منذ أربعين عاما، توقع الأطباء وفاته، وكان يعلم ذلك فهو يعرف خطورة مرضه، ولكنه الله وهبه الحياة على الرغم من حكم الأطباء عليه بالموت. ولم يقعده هذا المرض عن مزاولة نشاطه وحركته الثقيلة، فهو يتحرك ويتنقل على الكرسي الآلي، كما أنه يسافر بمعدل أربع إلى خمس رحلات خارجية، بل إن من الأماكن التي زارها كانت فيتنام، والقارة المتجمدة الجنوبية، ويتنقل بمرافقة ثلاث ممرضات لمساعدته في السفر ولشتغيل أجهزة تنظيم حياته الصحية. عيد ميلاد ومهرجان علمي احتفلت الجمعية الفكية البريطانية وجامعة كامبردج ببلوغ هذا العالم الستين من عمره بمهرجان علمي كبير، فقد دعي إلى هذا الحفل 200 شخص من العلماء المشهورين في حقول الطبيعة والفلك والفضاء والرياضيات، ليحضروا حفل بلوغ هذا العالم المقعد الستين من العمر، ولبى الدعوة جميع من وجهت الدعوة لهم، لأنه مؤتمر علمي شامل مع نجوم هذه الحقول العلمية. وقد تم إلقاء محاضرات، وأقيمت ندوات وتكلم فيها العديد من العلماء، كل ذكر مقدار ما استفاد من صاحب الحفل وعن أفضله، ورد عليهم هذا العالم الكبير بكلمة لم تخل من الشكر للحاضرين، ولكنها لم تخل أيضا من الرذاذ العلمي. نظرة متفائلة عندما يتحدث هذا العالم عن حياته الصعبة، فإنه يقدم نموذجا كبيرا للإنسان المتفائل الذي يرى الهبة الإلهية بعين العقل لا بعين المقارنة، فهو يذكر أنه وهو يعاني هذه الحياة الصعبة، شاهد طفلا يعاني من سكرات الموت بسبب إصابته بمرض سرطان الدم، ويقول العالم الكبير إنه شكر الله على النعمة التي هو فيها، فقد تبين له أن هناك من هو أسوأ منه حالا وألما. لذا فهو يرى أنه أحسن حالا من الكثيرين ممن يعانون بعض الأمراض، كما أنه يشعر بالعناية الإلهية التي سخرت له الكثير من أمور الحياة، ولم تكن ممكنة مثل الحديث من خلال الكمبيوتر بعد أن ستؤصل بعض من حباله الصوتية بسبب مرضه العضال. نظريات جديدة من المعروف أن النظريات الكونية عديدة ومتعارضة، وكثيرا ما يتركها العلماء لأن النظرية أو الفرضية قابلها ما يلغيها أو يتعارض معها في الطبيعة، فالنظرية كما يقول هذا العالم يجب ان تجيب على كل الأسئلة التى تعارض فكرتها بإقناع، كما أنها يجب أن تكون صائبة على كل حالة مماثلة. وقد قدم هذه العالم المعاق نظرية كونية عن الفراغات الكونية في الكون، وهو ما يسمى الفتحات السوداء، وهي مناطق موجودة في الفضاء، تسمى الحفرة السوداء (black hole) وهذه الفتحة هي مركز جاذبية قوي جدا لدرجة أن الضوء لا يفلت منه، لذا فهو أسود لأنه لا يشع نورا بسبب شدة الجاذبية. واستقبلت أفكاره بالمعارضات ولكنها ثبتت أمام كل الحج وأجابت عن كل الأسئلة المطروحة مما جعله أحد علماء الفضاء والفلك والكون والرائد لهم. قدم نظريته التي أثبتتها المعادلات الرياضية، واستفاد منها علماء الفلك في تفسير العديد من الظواهر والإشكاليات القديمة التى كانت تعيق التفسير العلمي للكثير من الفرضيات السابقة، بل إن الفرضية التي يقدمها تتوافق تماما مع نظرية النسبية لانشتاين. كتب للملايين يشكر لهذا العالم أنه قدم كتابه الأول وهو بعنوان (تاريخ موجز للزمن) قدم النظريات وعلوم الكون بلغة مبسطة، وكان هدفه القارئ العادي البسيط، فلم يتحدث بلغة العلماء ولم يقدم المعادلات الرياضية الصعبة، بل إنه بسط أفكاره ونظرياته، وقدمها للقارئ بأسلوب قرأه الملايين من البشر، وكان من نتيجة ذلك أن كتابه الأول بيع منه ملايين النسخ، بل إنه بقي في قائمة أفضل الكتب مبيعا في العالم لمدة تزيد عن سنتين كاملتين، لأن الناس أقبلت على هذا الكتاب لما فيه من شرح مفصل عن الكون الغامض. حياة زوجية مضطربة وهذا المرض والإعاقة لم تمنعه من التمتع بالحياة، فتزوج زوجته الأولى وخلف منها ثلاثة أبناء، إلا ان حياة هذين الزوجين لم تعمر طويلا، وتم الطلاق. قد نشرت زوجته حياتها معه في كتاب، تحدثت فيه عن مشاكل الزوجة مع الرجل المعاق، كما أنها عانت أيضا من مشكلة أخرى صاحبت زوجها، وهي الشهرة، فزوجها أصبح أحد العلماء الكبار الذين أخذهم العلم والعلماء من حياتها الخاصة والتي كانت أساسا حياة معذبة. وتزوج بسيدة أخرى وهي التي قامت بخدمته والعناية به كممرضة له، فهو يحتاج إلى مساعدة دائمة فهو لا يتحرك، ولا يمشي، ولا يتكلم إلا من خلال أجهزة الكمبيوتر، وقد أحبته هذه الممرضة بعد أن عاشت معه فترة طويلة. ???