الشاعر محمد شمس الدين الصوالحة ..طفولة ساكنة وشقية خرج منها!!

?? الشاعر الملهم، محمد شمس الدين الصوالحة شاعر له خصوصيته، وله أسلوبه الشعري الفريد الذي يمثل منطق الوجدان والإحساس المرهف، وذلك بما يملكه من ملكة التصوير الشاعري النادر. له كتب عدة? قصائد متناثرة، وصدر له ديوان شعر في عام 2000 بعنوان (نوافذ الغرفة المعتمة)، وقد لاقى هذا الديوان صدى حسنا عند القراء، كما أن ديوانه الثاني كما وعد قادم عن قريب. الشاعر محمد شمس الدين الصوالحة شاعر فلسطيني من نابلس، من مواليد1969 م، ولد بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، ونشأ فيها، ودرس في جامعة الملك سعود وتخرج منها من قسم الترجمة. له اهتمامات أدبية متنوعة. وقد أجرت صحيفة باب الإلكترونية مقابلة مع هذا الشاعر، دار فيه الحوار عن الشعر والشعراء والأدب، وهنا بعض الأسئلة التى طرحناها عليه، حول تجربته الشعرية، وأجابنا عليها، من واقع فكر شاعر، وكان الحديث التالي معه: ? للطفولة أهميتها في تكوين الإنسان، هل يمكن أن تحدثنا عنها وعن تأثيرها على مسيرتك وعن بداياتك؟ ?? طفولتي في الواقع كانت شقية ومتأملة معا، حيث كنت طفلا شقيا في السنين المبكرة الأولى، ولكن بعدها بقليل خفت هذا الوهج وبدأ التأمل والسكون ومراقبة الناس والأشياء يزاحم في داخل هذا الضجيج، ويحتل موقعا متميزا في شخصيتي، فأصبحت أتحلى بصفتين، إحداهما تنقض الأخرى، ساكنا مزعجا، شقيا متفكرا، كثير العراك حين أغضب أو أثور؛ ويبدو أن ذاك الجزء المتأمل هو الذي أنبت شاعريتي الأولى والجزء الآخر هو الذي أظهرها للآخرين. ? هل هناك قصائد كتبتها ولكنك لم تنشرها لعدم اقتناعك بجودتها؟ ??بالتأكيد هناك الكثير من القصائد التي كتبتها ولم أنشرها بعد، لعدة أسباب ربما عدم الرضا وربما أنها تعبر عن مرحلة غير ناضجة، ولكنني أستطيع القول أيضا أن هناك قصائد لم أنشرها في الديوان وندمت على عدم نشرها. أي أن ما أقنع به الآن ربما يكون غير مقنع غدا، وما كان غير مقنع في السابق قد يكون مقنعا الآن. ? هل تدخل القصائد لديكم في بيات شتوي ثم يعاد النظر فيها، أم أنكم تكتبون القصيدة وتنتهي معكم بومضتها؟ هل تعدل في القصائد بعد كتابتها؟ ??لا تدخل القصيدة عندي غالبا بياتا شتويا كما تسميه إلا فيما ندر، وأنا بالفعل لا أحب تنقيح القصائد كثيرا وربما يكون هذا عيبا لدي. ? هناك قصائد غامضة ولا يستطيع القارئ أن يفك رموزها! مثل قصيدة (أعالج) والتي نشرت في ديوانكم نوافذ معتمة!! فهل يمكنك أن تفسرها؟ ?? قصيدة أعالج هي حالة شعرية يفسر فيها الشاعر صمته، ويجابه تفوق حساسيته بالسكون والتأمل، ويقول أنه يرى الأشياء والناس في عمقها كالمسبار الذي يتسلل حثيثا في مجاهل الفضاء. ? هل حاولتم نظم الشعر المقفى (القصيدة الكلاسيكية)؟ ?? طبعا حاولت، وهناك قصائد تعتبر مقفاة إلى حد ما في ديواني نوافذ الغرفة المعتمة. ? هل نظم الشعر هو هوى خواطر شعرية أم أن هناك رسالة أو قضية تحملها أشعاركم؟ ?? الشعر بطبيعته هو الحاكم، ولا يحكمه شيء، فهو يحاول الانطلاق خارج أسوار الأفكار المعلبة أو المصطنعة، فما أشعر به في تلك اللحظة بعينها أقوله دون الاتكاء على قضية معينة، فربما هذا لا ينطبق على أشكال أخرى مثل الرواية، ولكنه يلائم كتابة الشعر. ? من من الشعراء تقرأ له وتحرص على دواوينه أو تسمع له؟ ?? أقرا الكثيرين فأنا أحب قراءة الشعر، ولكني قرأت بشكل جيد لمحمود درويش وأدونيس وصلاح عبد الصبور والبياتي وأمل دنقل ونزار قباني وآخرين من الشعراء الجدد. ? إلى أي مدرسة شعرية تنتمون؟ هل إلى بيئة الجزيرة والخليج بحكم نشأتكم أم أنكم من المدرسة الشامية بشعرائها الكثيرين؟ ?? في الحقيقة لا توجد فعليا هاتان المدرستان، ولكن إذا كان القصد هو تأثير النشأة، فبالتأكيد هناك تأثير على شخصيتي ولهجتي أحيانا وربما شعري ولكن بشكل أقل. فأنا ولدت في الرياض وعشت فيها حتى بلغت الثلاثينات من عمري مما يجعل لنشأتي فيها أعظم التأثير. ? هل قرأت لشاعرات وهن كثيرات مثل الشاعرة هالا محمد والشاعرة سلوى الجيوسي؟ وهل هناك فرق بين شعر المرأة وشعر الرجل؟ ??نعم قرأت للكثيرات مثل فدوى طوقان ونازك الملائكة وغادة السمان وأخريات، ولا اعتبر أن هناك فرقا جوهريا بين شعر المرأة وشعر الرجل، فهناك شاعر مختلف وشاعرة مختلفة، لأن كل تجربة مغايرة هي بحد ذاتها تنتج شعرا مختلفا، إلا إذا اعتبرنا أن الأنوثة والرجولة تجارب بحد ذاتها. ? لماذا اخترت فن الشعر لتعبر به عن نفسك؟ ولماذا لم تختر كتابة القصة مثلا؟ ?? لأن الشعر أقرب المقربين إليك، تحنو عليه، وهذا لا يعني أنني لم أكتب القصة أو الرواية، فأنا لدي قصص قصيرة كثيرة كتبتها ورواية أيضا، وربما أقوم بنشرها في وقت لاحق. فالحقيقة أنني لم اكتشف هذا النفس الشعري لدي إلا بعد اكتشاف لنفسي كقاص. ?متى تكتب الشعر هل هو وحي يأتيك من الألم أم أنه من الفرح والربيع؟ ??كلا الحالتين قد يولدان شعرا، ولكني بطبعي، غالبا لا أكتب الشعر في حالة الفرح، لأنني عندما أكون فرحا أ ستمتع بتلك اللحظة في عمل شيء آخر. ? ماذا كان رأي النقاد حول الديوان الأول لكم؟ ولماذا دار المدى بالذات لإصدار الديوان؟ ?? لم أسمع رأيا نقديا حتى الآن بهذا الديوان، أما اختياري لدار المدى فربما لسمعتها الجيدة بين دور النشر واحترامها لقرائها. ? متى سيخرج ديوانك القادم بإذن الله؟ ?? ربما العام القادم بإذن الله. ???