البياتي : شاعر الحنين والمنفى!!

يعتبر الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي واحدا من أبرز الشعراء الحداثيين في الوطن العربي وأحد رواد هذه المدرسة الأوائل. ولد عبد الوهاب البياتي في محلة الشيخ في العاصمة العراقية بغداد عام1926وتخرج في قسم اللغة العربية بدار المعلمين فيها عام 1950، ثم عمل في التدريس في العراق وفي بعض الجامعات الأوروبية، حيث اشتغل أستاذا في جامعة موسكو من عام 1959-1964، ثم باحثا علميا في معهد شعوب آسيا، وزار معظم أقطار أوروبا الشرقية والغربية، كما عمل في فترة لاحقة من حياته في السلك الدبلوماسي، كان آخرها عمله كملحق ثقافي في السفارة العراقية في إسبانيا. نهل الشعر في شبابه المبكر من السيرة الشعبية وكتب التاريخ، وقد تأثر بالشيخ محي الدين ابن عربي تأثرا بالغا، وكذلك بمقدمة ابن خلدون، إضافة إلى الفلسفة الإسلامية، كما أن إقامته في روسيا أتاحت له التعرف على الأدب الروسي الكلاسيكي وعلى الأدباء الروس الكبار، أمثال تولستوي وتشيخوف وديستوفسكي كما قرأ لغيرهم من الأدباء الأوروبيين، هذا فضلا عن قراءته الشعر الجاهلي والعباسي مما شكل لديه أساسا ثقافيا متينا. عام 1954 نفي البياتي من العراق وعاش في دمشق، انخرط هناك مع التجمعات الأدبية، وبعدها ذهب إلى بيروت وعمل مدرسا في إحدى المدارس الثانوية، ولم تدم إقامته طويلا في بيروت ليعود ثانية إلى دمشق في عام 1958. توفي البياتي في دمشق عام 1999 بعد سنوات طويلة من النفي والاغتراب تاركا وراءه عددا كبيرا من الدواوين الشعرية وكتابات في مجال المسرح والسياسة والنقد الأدبي هي: ديوان ملائكة وشياطين 1950، أباريق مهشمة 1955، المجد للأطفال والزيتون 1956، رسالة إلى ناظم حكمت 1956، أشعار في المنفى 1957، عشرون قصيدة من برلين، 1959، كلمات لا تموت ،1960، طريق الحرية بالروسية 1962، سفر الفقر والثورة النار والكلمات 1964 الذي يأتي ولا يأتي 1966، الموت في الحياة 1968، تجربتي الشعرية 1968، عيون الكلاب الميتة 1969، بكائية إلى شمس حزيران والمرتزقة1969، الكتابة على الطين 1970م، يوميات سياسي محترف 1970، صدر له ديوان عبد الوهاب البياتي الذي ضم دواوينه المذكورة في 3 أجزاء نشر دار العودة ببيروت 1972م، ثم صدر له بعد ذلك قصائد حب على بوابات العالم السبع 1971، سيرة ذاتية لسارق النار 1974، كتاب البحر 1975 قمر شيراز 1975، صوت السنوات الضوئية 1979، بستان عائشة 1989. من أعماله الإبداعية الأخرى مسرحية محاكمة في نيسابور 1973و بول اليوار، أراجون، تجربتي الشعرية.