الاسم يضيع ويبقى اللقب القبيح!!

?? اسم الكتاب: الرجل الذي اشترى اسمه اسم المؤلف: منصور عبد الرحمن الناشر: دار الفارابي بيروت 2001م ??رواية قصيرة من أنواع الكوميديا الحزينة، ولكنها تصوير دقيق لوضع العرب والعرب الفلسطينيين بواقعهم الحالي، فالمؤلف يهدي كتابه ويقدمه تحية وإجلالا إلى مقام أطفال الحجارة وشهداء المسجد الأقصى.. فكرة كوميدية !! فكرة الرواية فكرة كوميدية رمزية، حول رجل من القرية فلاح بسيط، يختار لابنه البكر اسم (فائز) لأنه يكنى بذلك منذ صغره، لذا فحالما رزق بهذا الابن سماه فائزا لأنه يرغب بذلك ويفاخر به. ويرزق الأمير ابنا، وكان الأمير قد أعجبه هذا الاسم، فرغب في تسمية ابنه باسم فائز، ولكن التقاليد القبلية لا تسمح بأن يكون اسم الأمير يتشابه مع اسم الفلاحين والعمال، فما كان من الأمير إلا أن طلب من أبي فائز أن يغير اسم ابنه. إلى أي اسم يختار، فالأمير حجز اسم فائز لابنه، وعليه هو أن يختار ما يشاء من الأسماء. الحيرة صدم أبو فائز بهذا الطلب، فأولا هو السابق لهذا الاسم، وثانيا هو معروف به، وهو كنية له منذ صغره وبعد زواجه. وتغيير ذلك ليس ممكنا عقلا وكرامة له ولولده الذي يحمل هذا الاسم العزيز عليهما. بدأت المشاورات والاستشارات مع الأهل والعقلاء وإمام المسجد، إلا أنها جميعها تنتهي إلى أن عليه أن يستسلم ويغير الاسم، لأن ابنه سيتعرض لمشاكل في حياته، فلن تقبل أوراقه الرسمية ولن يدخل مدرسة، ولن يعمل في مكان حكومي، لأنه لن يملك بطاقة هوية وتعريفا ما لم يغير الاسم. الحل الوسط تأثر أبو فائز وذهب هو ومستشاروه وأنصاره إلى الأمير، وطلبوا منه ترجيا وتلطفا، أن يتنازل عن ذلك الاسم، فالرجل هو السابق، والأسماء كثيرة وهناك أسماء جميلة تستحق أن يلقب بها الأمير الصغير، إلا أن الأمير رفض ذلك قائلا إنه لم يطلب صعبا، فهو يطلب التنازل عن اسم فقط، والاسم هذا أصبح ثمينا، ولن يفرط فيه. وهنا تدخل أهل السياسة، وقدموا الحل الوسط، فقدروا أن لاسم فائز ثمنا، ومن يرغب به فعليه أن يدفع للأمير ثمن شرائه، وقالوا لأبي فائز أن عليه أن يدفع الثمن إن أراد أن يحتفظ بالاسم لابنه. تعجب أبو فائز لهذا الطلب والحل العجيب، فلماذا هو عليه ان يدفع الثمن ولماذا لا يدفع له الأمير تعويضا عن تنازله، إنه الحل المعكوس، وليس الحل الوسط. أدرك أبو فائز أن مصارعة واعتراض الأمير أمر غير مرغوب وغير مأمون العواقب، ورأى أن يقبل الحل اللامعقول، ورضي بذلك، ظانا أن هناك رسوما معقولة ليشتري هذا الاسم ويبقيه لابنه، ولكن الأمير لم ينظر إلى الحل الوسط نفس النظرة التي نظر بها أبو فائز، فطلب مبلغا يفوق إمكانياته المادية وجميع ممتلكات هذا الفلاح الفقير. الفكرة الخفية اعترض أبو فائز على كبر هذا المبلغ، وذكر أنه غير متوفر لديه، وأنه عاجز عن دفعه، وهنا بدأت الوساطات ليس لإقناع الأمير، أو لتخفيض المبلغ، كانت الوساطات تنهال على أبي فائز لإقناعه بأن يقبل هذا الحل، فهو أفضل ما يمكن الوصول اليه، وسيساعدونه في بيع بيته ومزرعته، ليحافظ على هذا الاسم الثمين. عاد أبو فائز إلى بيته، ووجد أن هناك شلة من الناس يرغبون في شراء بيته، تطوعا منهم ومساهمة منهم، لينقذ اسم ابنه وليحتفظ به، وكان العرض فقيرا وشحيحا، بدعوى أن مسكنه ومزرعته لا تساوي أكثر من ذلك، حتى جاء مندوب الأمير ليشتري الأرض وما عليها بسعر أعلى من العروض الأخرى، وبدأت الضغوط على هذا الفلاح المسكين لكي يقبل هذا السعر من الأمير، فهو القادر على الشراء، وأما الآخرون فلن يقدموا له السعر المناسب. باع الفلاح البيت، وهو يتعجب كيف تمت هذه الأمور، وما هو الخطأ في حياته الذي يجبره على دفع هذا الثمن الباهظ. وجاءه الجواب من مندوب الأمير الذي قال له إن ذلك كان بسبب عنادك، ولا تلم غير نفسك لا يعقل ولا يجوز أن يكون اسم ابن الأمير فائزا وابنك أيضا اسمه فائز، وها أنت فزت بالاسم على الأمير، وتريد الفوز بلا ثمن؟ المأساة تختم القصة بنظرة فلسفية وكوميدية، وهو الواقع في الحياة العادية، مهما حاول الإنسان أن يرسمها كما يريد، فإن الناس تراها كما تريد هي، فإن هذا الاسم وهو يحمل معنى رمزيا يبحث عنه الجميع، إلا أن هذا الاسم لم يناد به الابن (فائز)، فقد حصل على اسم آخر، من واقع الحادثة، فالرواية تنتهي إلى أن الأب الذي باع جميع ما يملك حفاظا على اسم ابنه الذي اختاره له لم يعد الناس يدعونه به، فلم يكن يعرف باسم فائز، بل كان يعرف باسم الرجل الذي اشترى اسمه، ونسي الناس أن اسمه (فائز)..