هل فشل معرض الكتاب في القاهرة؟!

قد يكون من المجحف أو من السابق لأوانه القول إن معرض القاهرة للكتاب في دورته الحالية قد فشل، مع أن الكثير من الظواهر تدل على فشله ومن لحظته الأولى. فالحظر الذي فرضته السلطات المصرية على بعض العناوين ومنعها من الدخول إلى صالات المعرض أدى إلى خسارة المعرض لدوره في نشر الجديد،الأمر الذي أزعج الكثير من دور النشر والقراء على حد سواء، مما حدا ببعض دور النشر اللبنانية والسورية والأردنية الى عدم الإشتراك أو ترك المهرجان باكرا رغم وعود مصرية بالإفراج عن هذه الكتب، هذا الوعد الذي لم ير النور حتى الهزيع الأخير من ليل المعرض. هذا التضارب بين المنع والحظر دفع ناشرين عربا إلى مغادرة معرض القاهرة بانتهاء الموعد المحدد سابقا، وعدم انتظار قرار الهيئة المصرية العامة للكتاب القاضي بالتمديد خمسة أيام أخرى، اعتبارا من 31 كانون الثانييناير 2002، بهدف التعويض، نظرا لتراجع حجم المبيعات مقارنة مع الدورات السابقة. وقال مدير مبيعات المؤسسة العربية للدراسات مأمون الكيالي تعليقا على قرار رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب سمير سرحان تمديد فترة المعرض حتى 5 شباطفبراير قررت المغادرة في الموعد الرسمي السابق لانتهاء المعرض . وأكد أن هذا ينطبق أيضا على عدد من الناشرين العرب ممن تحدثت إليهم. وأعاد الكيالي عدم التزامه قرار التمديد إلى تراجع المبيعات، مشيرا إلى أنها لا تستطيع تغطية كلفة إقامتنا في مصر ولم تتجاوز نسبة الربع مقارنة مع الدورات السابقة. واعتبر أناحتجاز الكتب في المعابر المصرية المختلفة، من قبل الجمارك أحيانا ومن قبل الرقابة احيانا اخرى من دون أسباب واضحة، وما ذكر عن عدم مشاركة دور نشر سورية ولبنانية وأردنية، أبعدت كبار العملاء عن التواجد في المبنى المخصص للناشرين العرب مما افقدنا مشترين مهمين. ومن جهته، كان صاحب دار الجمل للطباعة والنشر الالمانية، العراقي خالد المعالي، أكثر تشاؤما وقال: لا يمكننا الاستمرار في المعرض، فبالكاد نغطي أجر الجناح الذي نعرض فيه كتبنا، مع ملاحظة أننا منعنا من إدخال العناوين الجديدة التي نشرناها خلال العام. وأضاف لم تتجاوز مبيعاتي في الأيام السابقة 300 جنيه مصري (60 دولارا) وهي أقل من نسبة الربع مقارنة مع الدورات السابقة، وكنا نأمل أن تفرج السلطات عن شحنات الكتب الجديدة حتى نعوض خسائرنا، ولكن وعود المسؤولين المتعددة ذهبت أدراج الرياح. وتابع حتى أن دارا لبنانية أخرى للنشر حزمت كتبها أمس استعدادا للمغادرة بسبب عدم قدرتهم على تحمل الخسائر. وكان سرحان أعلن في وقت سابق أنه قرر تمديد فترة المعرض للتعويض عن الفترة السابقة، وتوقعا لإقبال الجمهور على المعرض بعد بدء إجازات طلبة المدارس والجامعات. الدورة الحالية للمعرض شهدت مشاركة 92 دولة، يمثلها ثلاثة آلاف ناشر، قدموا أربعة ملايين ونصف نسخة من الكتب التي تصل عناوينها إلى مئات الآلاف.