عصر التلاعب بالألفاظ.. شعارات براقة للنيل من الإسلام !!

وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) في هذا العصر كثر استخدام الغرب وأعداء الدين عموما من العلمانيين وغيرهم لألفاظ براقة يخادعون بها العالم، ويحاولون من خلالها الوصول إلى أهدافهم المنشودة من تفكيك المسلمين وإبعادهم عن دينهم، بل ومحاولة القضاء عليهم. والكثير من هذه المصطلحات والألفاظ قد ينطلي ظاهرها على بعض الناس، من ضعاف النفوس وقليلي الإيمان حتى أصبحت هذه الألفاظ من المسلمات عند بعض الناس، يتداولونها في أحاديثهم ومجالسهم دون معرفة ما وراءها. الشيخ محمد العلي يتعرض لذكر بعض هذه الألفاظ مبينا والمقصود الحقيقي منها وكيف أن الذين يستخدمونها إنما يستخدمونها لتحقيق مآربهم وخططهم يقول حفظه الله: لو جعل إلي اختيار أصدق عنوان لعصرنا هذا؛ لاخترت له هذا العنوان:عصر التلاعب بالألفاظ فهذه هي أوضح سماته، وهذه بعض الأمثلة: 1ـ لفظ الإرهاب: فليس له معنى محدد، وقد ترك فضفاضا؛ ليسهل على القوى العالمية الكبرى التلاعب به وفق مصالحها، وفي الحقيقة هم يريدون به:كل من يعترض مصالحهم في العالم هذا هو الإرهاب عندهم، وأما ما يفعله الكيان الصهيوني، فيطلقون عليه:دفاعا عن النفس فإن لم يجدوا لجرائم اليهود مساغا البتة سموه:الإفراط في استعمال القوة وهذا الإطلاق يشعر بأن خطيئة اليهود ليست في استعمال القوة ضد العزل الأبرياء، ولكن في الإفراط فيها فقط، فكأنه تأييد مبطن للإرهاب الصهيوني، مع أن التأييد العلني اللامحدود من قبل الغرب لجرائم الإرهاب الصهيوني واضح للعيان، لا يحتاج إلى إشارة بالبنان. 2ـ حملة المجتمع الدولي على الإرهاب العالمي: وهذه أيضا ألفاظ جوفاء، تحمل في طياتها خداعا زائفا، فالمجتمع الدولي لم يحرك ساكنا لما يحدث في العالم من إرهاب في أوربا، وأمريكا حيث عشرات المنظمات الإرهابية ترتع من عقود طويلة، وكذلك إرهاب اليهود في فلسطين، وما يفعل بالمسلمين في أنحاء المعمورة من انتهاك لحقوقهم، وسفك لدمائهم؛ لم يرفع ما يسمى بالمجتمع الدولي بذلك رأسا، ولم يسأل عن تنفيذ قراراته التي عفى عليه الدهر ضد الصهاينة، حتى أيقظته الولايات المتحدة الأمريكية عندما شاءت أن توقظه، ولو كان الذي أصاب أمريكا قد أصاب غيرها؛ لبقي في سباته. وفي هذا أوضح دليل على أن الأمم المتحدة ألعوبة بيد الولايات المتحدة الأمريكية، ثم هي توهم الناس أن المجتمع الدولي يقف وراءها، وهي تعلم علم اليقين أن معدل كراهية الشعوب لها بسبب ما تمارسه من ظلم وطغيان في العالم، في ازدياد مضطرد. 3ـ العولمة وهي خداع لفظي يستر تحته استعمارا عصريا، يستنزف خيرات دول الجنوب الفقير، ويضمن تدفق رءوس الأموال الغربية في الشمال الثري إلى أسواق العالم، وتدفق ثروات العالم إلى الدول الغربية، وأصدق كلمة قيلت عن العولمة أنها:أكبر سرقة منظمة في التاريخ كله . 4ـ وحدة الأديان وهو لفظ ظاهره الدعوة إلى التسامح، وباطنه محاربة الإسلام، وتحريض المسلمين على ترك دينهم، وتكذيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك أن كل من يشكك في صدق دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدخول الناس كافة في دينه، وأن من لا يدخل في دينه لا يقبل الله منه دينا، كل من يشكك في ذلك فهو كافر، فكيف يتوحد الإيمان بالكفر إلا إذا توحد الخير المحض بالشر المحض؟!! وقد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لمشركي العرب وأهل الكتاب خاصة، وللناس عامة كما قال سبحانه: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة(1)رسول من الله يتلو صحفا مطهرة(2) سورة البينة . أي: لم يكن الله تعالى ليذر أهل الكتاب والمشركين منفكين عن إرسال رسول كما قال: أيحسب الإنسان أن يترك سدى(36) سورة القيامة بل أرسل الله لهم رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم، فمن آمن به؛ فهو مؤمن، ومن لم يؤمن به ويتبعه؛ فهو كافر. 5ـ تحرير المرأة وهو لفظ ظاهره الدعوة إلى تخليص المرأة من الظلم والرق، غير أن حقيقته: إفساد المرأة، وتحويلها إلى قيمة تجارية، وواجهات إعلان، وسلعة يتم تشغيلها في تحصيل الأموال، ولهذا يسمون الدعارة في الغرب: sexworkers أي العاملات في مجال الجنس، فتحريرها يعني تمكين الرجال من تفريغ شهواتهم بها، هذا هو المقصود عندهم بتحرير المرأة. 6ـ حقوق الإنسان وهو اصطلاح يراد به حق وباطل، فمن الحق الذي يراد به: منع الظلم عن الإنسان حتى لو كان كافرا، ومن ذلك عقوبة الإنسان بلا بينة، والتجسس عليه، ومنعه من حرية البقاء على دينه- مالم تكن ردة-، وحرية التعلم والرأي- في حدود الشريعة الإسلامية-، والعمل، والتنقل، والمشاركة في السلطة .... إلخ وهي حقوق كفلتها الشريعة الإسلامية قبل النظام الغربي بقرون. غير أن الغرب يستعمله في الباطل، فيحوله إلى عصا للضغط السياسي؛ فيضرب به الدولة التي تعارض مصالحه، أو نازعته في الهيمنة السياسية والثقافية، ولهذا يدرج الغرب في انتهاك حقوق الإنسان: العمل بأحكام الشريعة الإسلامية، في إقامة الحدود الشرعية، وفي موقفه من المرأة ودورها في المجتمع، ومنع الكفار من إظهار شعائر دينهم في الدولة الإسلامية. والغرب مع ذلك لا يعترف بحقوق غير حقوق مواطنيه، فحقوق الإنسان يعنى بها في الحقيقة في النظرة الغربية، حقوق الإنسان الغربي، أما المسلمون-على سبيل المثال- فمهدورة حقوقهم، لا قيمة لها، كما هو واضح في سياسة الغرب تجاه حقوق المسلمين في العالم، وفي الدول الغربية نفسها. 7-الانفتاح الثقافي وحوار الحضارات وهو شعار تروج له دوائر ومؤسسات ثقافية غربية، بغرض فتح الطريق أمامها لغزو الثقافات الأخرى، وإحلال الثقافة الغربية محلها، ومنها الثقافة الإسلامية. وهدفهم: التشكيك في الإسلام، بالسماح بترويج المواد الإعلامية التي تحض على الإلحاد والإباحية تحت شعار الانفتاح الثقافي، ولهذا يرحبون بكل طاعن في الإسلام من الناطقين بالعربية أو المنتسبين إلى البلاد الإسلامية مثل سلمان رشدي، ونصر أبو زيد، نجيب محفوظ .. إلخ ويصفونهم بالمنفتحين على الثقافات الأخرى. ولسنا ننكر أن علماء الإسلام قرءوا ما عند غير المسلمين من الثقافات، ولكنهم قرءوها كما يقرأ الأستاذ ما يكتبه التلميذ، قراءة الناقد؛ ليصحح ويقوم الخطأ، فنحن المسلمون على ثقة بثقافتنا، معتزون بها أعظم اعتزاز، وعندما ننفتح على الغير فذلك بغرض دعوته إلى ما لدينا من النور والهدى، غير شاكين بأحقية ثقافتنا، ولا منخدعين بشعارات زائفة، تستدرج المسلمين للتخلي عن دينهم وعقيدتهم . والله الموفق... وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم .