سمير نقاش

يعد سمير نقاش أحد أهم كتاب الرواية العربية، رغم علاقته العضوية بالمجتمع الصهيوني الذي يكره العيش فيه، ويؤكد أنه عاش رغما فيه، بعد أن تم طرد عائلته من العراق نتيجة مؤامرة صهيونية عالمية أدت لطرد اليهود العراقيين من بلادهم بالتواطؤ مع السلطات العراقية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. وما يدعونا للكتابة عنه هنا ليس كونه كاتبا إسرائيليا من أصل عربي، بل العكس، كاتبا عربيا يحمل الجنسية الإسرائيلية، والفرق بين المدلولين كبير، أدركته إسرائيل نفسها على ما يبدو من خلال إحجامها عن ترجمة أي من أعماله إلى اللغة العبرية عدا رواية واحدة هي يوم حبلت وأجهضت الدنيا والتي قامت بترجمتها شقيقته روث نقاش !!. سنوات الرحيل ولد سمير نقاش في حي البتاوية في مدينة بغداد عام 1939، وهو الحي الذي كان يعيش فيه اليهود ولايزال بقية منهم يعيشون فيه إلى الآن. عام 1951 نزح إلى فلسطين المحتلة مع الآلاف من اليهود العراقيين الذين أسقطت جنسياتهم العراقية عام 1950، هذا الرحيل الذي يصفه النقاش بالصدمة والمأساة التي لم تنته حتى الآن على حد تعبيره. ورغم أن النقاش لم يعش في العراق سنوات طويلة من عمره، فهو إلى الآن متعلق باللهجة اليهودية العراقية ويكتب بها أيضا، فضلا عن عدم انقطاعه عن العربية الأم التي كتب فيها جل أعماله، وقد وصفه نجيب محفوظ بأنه أفضل أديب في إسرائيل يكتب بالعربية. سر هذا التشبث بعراقيته يصفه النقاش نفسه في مقابلة صحفية بقوله أنا كاتب عراقي شمولي المضامين. تبدأ شمولية مضاميني من شدة صدقي وأمانتي لعراقيتي، وإيغالي في المحلية لدرجة تفضي بي إلى هذه الشمولية ، فقد بدأت علاقته بأدبيات اللغة باكرا من خلال قراءته للأدب العربي منذ نعومة أظفاره، حيث يقول عن نفسه أنه قرأ كتاب ألف ليلة وليلة وهو في الثامنة من عمره بعد إلحاح شديد على والده الذي منعه من قراءة قصص معينة وبعد سنوات عندما قرأت القصص المحظورة أدركت كم كان أبي صادقا كما يقول. هذا الانتماء جعله دائم التواصل مع الكتاب العراقيين على حد قوله: لا شك في أنني أثرت في أدباء كثيرين يكتبون بالعربية وليسوا عراقيين بالضرورة. إن هذا الأمر يتوقف على مدى قراءة الأدباء العراقيين من النشء الجديد لأعمالي، بل لنقل إنه يتوقف على من قرأني دون استثناء. أما الرد المباشر على سؤالك فلا أستطيع تحديده، لأنني لم أطلع على معظم ما كتبه الجيل الجديد من أدباء العراق، ولأنني أفترض أيضا أن معظم هؤلاء ولا سيما الذين ما زالوا يعيشون في العراق لم يصلهم نتاجي أيضا. اللهجة هي الأصل يعتبر النقاش أن إصراره على الكتابة باللهجة العراقية ليس نابعا من انتمائه الشمولي لها، بل لأن اللهجة هي الأصل والفصحى لغة خصوصية على حد قوله، ويضيف إننا عندما نكتب بالفصحى فإننا نترجم وليس العكس، اللهجات العربية كانت موجودة منذ وجدت العربية ذاتها، ولغتنا الفصحى اليوم تعتمد على لغة القرآن، وهي بحد ذاتها لهجة من لهجات العربية، إنها لهجة قريش . للكاتب سمير نقاش 12 عملا أدبيا بين الرواية والمسرحية ، نذكر منها نزولة وخيط الشيطان و فوت يا دم و حكاية كل زمان ومكان و ودارت الدائرة على أكتاف شلومو الكردي.